أيا عجباً للناسِ في طولِ ما سَهَوْا – أبو العتاهية

أيا عجباً للناسِ في طولِ ما سَهَوْا – أبو العتاهية

أيا عجباً للناسِ في طولِ ما سَهَوْا … وَفي طولِ ما اغترّوا وَفي طولِ ما لهَوْا

يقولُونَ نرجو اللهَ ثمَّ افتروْا بهِ … وَلَوْ أنّهُمْ يَرْجونَ خافُوا كما رَجَوْا

تَصَابَى رِجالٌ، من كُهولٍ وَجِلّة ٍ، … إلى اللّهْوِ، حتى لا يُبالونَ ما أتَوْا

فيا سوءَة ً للشيبِ إذْ صارَ أهلُهُ … إذا هَيّجَتْهُمْ للصّبا صَبْوَة ٌ، صَبَوْا

أكَبّ بَنُو الدّنْيا عَلَيها، وَإنّهمْ … لَتَنْهاهُمُ الأيّامُ عَنها لوِ انتَهَوْا

مضى قبلنَا قومٌ قرونٌ نعدُّهم … وَنحنُ وَشيكاً سوْفَ نمضي كَما مضوا

ألا في سبيلِ اللهِ أيُّ ندامة ٍ … نموتُ، كمَا ماتَ الأُلى ، كُلمّا خلَوا

وَلم نَتَزَوّدْ للمَعادِ وَهَولِهِ، … كزادِ الذينَ استَعصَموا الله وَاتّقَوَا

ألا أينَ أينَ الجامِعُونَ لغَيرِهِمْ، … وما غلبُوا غشْماً عليهِ وما احتووا

رَأيتُ بني الدّنيا، إذا ما سَمَوْا بهَا، … هوتْ بهمِ الدُّنياَ على قدرِ ما سمَوا

وكلّ بَني الدّنْيا، وَلَوْ تاهَ تائِهٌ، … قدِ اعتدلوا في النّقص وَالضّعفِ واستوَوْا

ولمْ أرَ مثلَ الصدقِ أحلَى لوحشة ٍ … ولا مثلَ إخوانِ الصلاحِ إذا اتقوْا

زر الذهاب إلى الأعلى