رمضان هو شهر العزومات ففيه تكثر الدعوات والتي هي بشكل أو بآخر جزء أساسي من هذا الشهر لكونها تقوي الروابط الإجتماعية والعائلية وتخلق جو الإلفة المميز الخاص بهذا الشهر.

بطبيعة الحال هناك لياقات معينة تتعلق بهذه الدعوات سواء لناحية توجيه الدعوة أو تلبيتها. وبعد أن تحدثنا عن سنتحدث اليوم عن إتيكيت توجيهها، وذلك في إطار حملة .

عند توجيه الدعوة 

يجب توجيه الدعوة قبل ٣ أيام على الأقل من موعدها، أي لا يجب إحراج المدعوين ومباغتتهم بالدعوة خلال مدة زمنية قصيرة. وإن كان بالإمكان توجيهها قبل أسبوع على الأقل فهذا مثالي وذلك مراعاة لواقع أن لكل شخص إلتزماته وجدوله الخاص في رمضان.

في حال كانت دعوتك تشمل أفراد عائلة واحدة فحينها يمكنك السؤال ما إن كان هناك أي ضيوف إضافيين  ولا حرج في ذلك. أما في حال كنت توجه دعوة لمجموعة من الأشخاص فيفضل ان يكون هناك معرفة مسبقة بينهم كي لا يشعر كل طرف بالإحراج.

ولكن إن كان لا بد من دعوتهم للإفطار عينه يفضل إبلاغهم بذلك. أي لا تفاجئ ضيوفك بضيوف آخرين.

الإستفسار عن التفضيلات

رغم أنه عادة لا يتم السؤال عن هذه النقطة ولكن يفضل القيام بذلك وذلك لتوفير الجهد على ربة المنزل. ففي حال قامت بتحضير أطباق لا يستسيغها المدعوين فحينها جميع الأطراف ستكون في وضع محرج. هناك بعض الاشخاص مثلاً الذي لا يتناولون المأكولات البحرية، أو لا يمكنهم تناول أطعمة معينة بسبب وضع صحي معين. ويمكن أيضاً السؤال عما يفضلونه لكسر صيامهم.. فكما هو معروف كل شخص يكسر صيامه بطريقة مختلفة.

عند الإستقبال

أحياناً و عند الدعوة يقوم الشخص المتلقي للدعوة بتحديد موعد وصوله من خلال جمل مثلا «إنشاالله تكون عندكم عند الساعة الفلانية أو قبل الإفطار بنصف ساعة ». وفي حال لم يتم تحديد الوقت فأنت تدرك بأن موعد حضورهم قد يكون في أي لحظة قبل موعد الإفطار بساعة. لذلك عليك أن تكون جاهزاً لإستقبالهم خصوصاً وأن ربة المنزل ستكون منشغلة بتحضير الطعام، وبالتالي عليك أن ترتدي ملابسك وعدم إستقبال ضيوفك بملابس النوم.

يفضل أيضاً تعطير المنزل أو على الأقل أن تكون بتهوية جيدة وذلك كي لا يخرج الضيوف من عندك ورائحة ملابسهم وشعرهم أشبه بطبق من البطاطس المقلية.

يفضل أن تسهل الأمور على ضيوفك لناحية أماكن جلوسهم قبل الإفطار، وذلك في حال كانت الزوجة والأطفال من ضمن المدعوين. لناحية الترفيه عن الضيوف حتى موعد الإفطار، يفضل عدم الإعتماد على التلفزيون كوسيلة لإلهائهم لان ذلك سيجعل الجلسة غريبة. ناهيك عن واقع أنك في حال كنت تشاهد الأخبار فان ذلك سيؤدي الى محادثات غير محببة قبل موعد الإفطار.. فكما هو معروف لا أخبار تسر في عالمنا العربي . يمكن التطرق الى المواضيع الخفيفة والإستفسار عن الأحوال والأخبار.

عند الإفطار

عليك أن تسهل المهمة عليهم  من خلال تحديد مكان جلوس كل واحد منهم ويفضل أن تكون أماكن جلوسهم قريبة من بعضهم البعض. فذلك يجعلهم يشعرون براحة نفسية أكبر خصوصاً إن كان أحدهم من النوع الخجول . بطبيعة الحال هم سينتظرونك كي تكسر إفطارك ليقوموا بذلك، لذلك لا تؤجل الأمر ولا تؤخره.. فهم لن يتناولوا لقمة واحدة ما لم تكن كل الأسرة صاحبة الدعوة متواجدة على المائدة.

تناول الطعام ببطء وإحرص على أن تكون أول البادئين وآخر المنتهين، ففي حال إنتهيت من تناول طعامك قبلهم فهم سيشعرون بالإحراج لإستمرارهم بتناول الطعام. لذلك تناول طعامك ببطء أكثر من المعتاد كي تضمن بأنك ستنتهي بعد إنتهائهم من تناول الطعام. في المقابل لا تكن من النوع اللجوج ، فمعروف عنا كعرب أننا نبالغ احياناً بحسن الضيافة لدرجة أننا نحرج الضيف. فإن لم يكن يريد المزيد من الطعام لا تحرجه من خلال إضافة حصة إضافية له لأنك تعتبر بأنه لم يتناول ما يكفي من الطعام.

بطبيعة الحال لا يمكنك تجاهله أيضاً كلياً وعدم الإكتراث سواء تناول الطعام أم لم يتناوله، لذلك المقاربة الأمثل هي الإكتراث بشكل معتدل. أي عدم التجاهل الكلي وعدم الإلحاح بشكل مزعج.

ما بعد الإفطار

فترة ما بعد الإفطار هي لتناول المشروبات والحلويات وفي حال كانوا قد جلبوا الحلويات معهم كهدية فعليك تقديمها أيضاً مع الحلويات التي قامت زوجتك بتحضيرها أو تلك التي قمت بشرائها. الغالبية لسبب أو لآخر تعتبر تقديم الحلوى التي جلبها الضيف من المقاربات غير المقبولة، ولكن في الواقع عدم تقديمها من المقاربات غير المقبولة. فحين تقدمها له فأنت تظهر تقديرك له ولهديته، كما أنكم تتشاركون بما ساهم هو به كجزء من الإفطار وذلك من شأنه أن يجعله يشعر بالرضى.

بطبيعة الحال جلسة المسامرة بعد الإفطار يجب ألا تطول، وهي في الحد الأقصى ساعة. فكل شخص يملك جدوله الخاص بعد الإفطار ثم هناك الواجبات الدينية وبالتالي لا تكن لجوجاً وتطلب منهم البقاء لوقت إضافي كلما هموا بالمغادرة. يمكنك القيام بذلك لمرة واحدة كي تؤكد لهم بأنك مستمتع برفقتهم ولكن لا تقم بذلك مرة إضافية.

وفي حال كان الضيوف من النوع «الثقيل» الذي يفرض نفسه وتجد نفسك في حالة من الإنزعاج بسبب بقائهم لوقت طويل يمكنك بكل بساطة الإعتذار منهم لانه عليك الصلاة أو القيام بأي من الواجبات الدينية وحينها سيفهمون الرسالة.

شاركها.