الحضارة الأشورية

الحضارة الآشورية

في نحو عام 1900 قبل الميلاد، حكم البابليون جنوب بلاد ما بين النهرين (العراق) بينما سيطر الآشوريون المحاربون على شمالها، وتقع مملكتهم في وادي نهر دجلة العلوي وكان معظم الملوك الآشوريين من الطغاة الهمجيين الذين لا يسمحون أبدا ً لأي دولة قريبة منهم بأن تكون مستقلة، وقد ازدادت ثروة الآشوريين من خلال الأنشطة التجارية التي كانوا يمارسونها، وذلك ببيع المنسوجات والمعادن في كل مكان.
وسع الملوك الآشوريون من رقعة بلادهم بحث سيطروا على كل الطرق التجارية وقضوا على الثورات التي قامت ضدهم في الدول المجاورة ووصلت الإمبراطورية الآشورية إلى أقصى أتساع لها أبان فترة حكم ( نجلات بلاسر) (745 – 727 قبل الميلاد) بحيث ضمت إليها بابل وسوريا وقبرص وشمال الجزيرة العربية ومصر.
وكان الآشوريون من أعظم البنائين ولذلك شيدوا مدنا ً رائعة تعج بالمعابد والقصور، وقد اعتمدت الدولة الآشورية على أساس عسكري حربي، مما أدى إلى استخدامها الخيل والمركبات الحربية وابتكار المنجنيق بأنواعه، كما استخدموا الحديد في صنع الأسلحة الخفيفة كالسيوف.
وكان الملك ( آشور بانيبال ) آخر وأعظم الحكام الآشوريين وكان متعلماً ومثقفا ً وفي غضون فترة حكمة أنشأ مكتبة ضخمة حفظ فيها سجلات قديمة، سجل عليها العديد من النقوش الأدبية والتاريخية والرياضية والفلكية، وعندما مات هذا الملك في عام 627 قبل الميلاد سقطت الإمبراطورية الآشورية.
واليوم تقع أطلال مدينة آشور التي كانت لها قدسية خاصة ومكانة متميزة على مسافة 110 كم جنوبي مدينة الموصل في العراق.

آشور يزخر التاريخ الإنساني بالعديد من الحضارات التي تعاقبت على هذه البسيطة، وكان لوجودها الأثر الكبير على تغيير وجه الحياة، ونقل الإنسان إلى أنماط معيشية جديدة، جعلت حياته تمتاز باليسر النسبي، على تعددية هذه الحضارات واختلاف وجودها في التاريخ الإنساني، وحتى يومنا هذا لا يزال ذكر هذه الحضارات بين شعوب العالم أجمع، لما تركته من آثار يشهد لها العصر، وما أبقت من منجزات تاريخية ممتدة الأثر، وهذا ما جعل علماء التاريخ يكثفون دراساتهم لهذه الحضارات ويحللون منجزاتها تفصيلياً، وسنقدم في هذا المقال أبرز إنجازات الحضارة الأشورية ومعلومات عن الأشوريون.

 الأشوريون

  • يعد الأشوريون من أقدم الشعوب التي اعتنقت الديانة المسيحية، وعاشت في بلاد ما بين النهرين، ثم امتدت الحضارة الأشورية واتسعت رقعتها، وينسبون من التسمية إلى كلمة آشور وتعني البداية، وظهر توسع الدولة الأشورية إلى ما وراء الفرات في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وكانت نهاية الحضارة الأشورية على يد البابليين والميديين عام 612 قبل الميلاد.
  • وتعد الحضارة الأشورية من الحضارات التي توسع امتدادها جغرفيا والتي كان لها من المنجزات ما خلده التاريخ، سواء كان ذلك عن طريق المعارك التي توسعت من خلالها الحضارة الأشورية أو من خلال المنجزات التي نتجت عن هذه الحضارة في شتى المجالات.

 إنجازات الحضارة الأشورية

  • بناء التماثيل الخالدة كالثيران المجنحة التي تكرس قوة  الحضارة الأشورية وتدلل على ملوكها وترمز الثيران المجنحة إلى القوة والحزم والتي كانت تبنى أمام قصور الملوك.
  • تزيين جدران البيوت والقصور بالنقوش والرسومات التي تعبّر عن معالم الحياة في الحَضارة الأشورية كرحلات الصيد والمناسبات والطقوس الخاصة.
  • عرف الأشوريون بقوة البأس وشدتهم فكانوا يذهبون في رحلات خاصة لصيد الأسود والحيوانات المفترسة الأخرى.
  • برعوا في الصناعات الحربية وكان لهم عديد الإنجازات في ابتكار طرق جديدة للدفاع وتحصين القلاع وبناء الأسوار العالية.
  • تعتبر الكتابة المسمارية من أهم إنجازات الحَضارة الأشورية الهامة، وهي عبارة عن كتابات خاصة على ألواح طينية، وكان لهذه المخطوطات الأثر العظيم فقد خلدت تاريخ الحضارة الأشورية وما قبلها ومن أهم هذه المخطوطات ملحمة جلجامش الشعرية التي كتبت على 12 لوحاً طينياً والتي ورد فيها ذكر الطوفان.
  • ساهم الأشورييون في تأسيس علم الفلك ووضعوا له الأسس والمبادئ التي تم تطوريها فيما بعد.
  • استخدم الأشوريون تقويمًا قمريًا خاصًا قسموا فيه السنة إلى 6 شهور والشهور إلى عدد من الأيام كما قسموا الأيام إلى 12 ساعة و 30 دقيقة
  • كان لملوك الأشوريين مكتبات عظيمة توضع فيها الكتابات الخاصة والمخطوطات ذات المحتوى الأدبي والعلمي والفلكي، ومن أهم هذه المكتبات مكتبة الملك آشور بانيبال.
  • ساهموا في تطوير علم الرياضيات ونظام العد واستخدموا في علم الحساب الكسور العشرية والمربع والمكعب والجذر التربيعي للأعداد.

زر الذهاب إلى الأعلى