نظمت هيئة البيئة في أبوظبي على هامش القمة العالمية للمحيطات المنعقدة في أبوظبي من 5- 7 مارس (آذار) 2019، اجتماعات طاولة مستديرة رفيعة المستوى شارك فيها مسؤولون حكوميون محليون وعالميون وممثلون عن الهيئات البيئية الدولية والمنظمات غير الربحية وشركات القطاع الخاص، لمناقشة جهود مكافحة التلوث البحري في أبوظبي وحول العالم، إذ يعتبر تلوث المحيطات بالمخلفات البلاستيكية قضية عالمية تتطلب عملاً جماعياً من جميع الدول المعنية بالبحار. ووفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه اليوم الخميس، ركز الاجتماع الأول الذي كان عنوانه “تنظيف البيئة الساحلية والبحرية في أبوظبي” على كيفية النهوض بالعمل الجماعي المشترك لمعالجة مخلفات المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، ومعدات الصيد المهملة، وأنواع أخرى من النفايات البحرية في مياه أبوظبي.

حضر هذا الاجتماع العضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي رزان خليفة المبارك، والأمين العام بالانابة لهيئة البيئة في أبوظبي الدكتورة شيخة سالم الظاهري، والمدير التنفيذي لقطاع العلاقات الدولية الاقتصادية بدائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي حمد عبد الله الماس، والرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة بروج أحمد عمر عبد الله، والمدير التنفيذي بالانابة مؤاني أبوظبي سيف المزروعي، ومدير عام مركز أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير) بالإنابة الدكتور سالم خلفان الكعبي، وممثلين عن بنك أبوظبي الأول، وشركة بي بي، وجمعية الإمارات للطبيعة، وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية.

وناقش الاجتماع الثاني “إنقاذ الأنهار، إنقاذ المحيطات” سُبل معالجة التلوث بالنفايات البلاستيكية في المناطق الساحلية وضفاف أنهار البلدان النامية في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.

وشارك في هذا الإجتماع وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي،  والعضو المنتدب لهيئة البيئة – أبوظبي رزان خليفة المبارك،  والأمين العام بالانابة لهيئة البيئة في أبوظبي الدكتورة شيخة سالم الظاهري،  والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المحيطات بيتر تومسون، ورئيس قسم المحيطات والموارد الطبيعية في سكرتارية الكومنولث نيكولاس هاردمان-مونتفورد، ومحمد أمين الكارب سفير السودان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة  ورئيس المركز القومى لبحوث المياه خالد عبد الحي، ونائب رئيس البرامج والشراكات في منظمة الحفظ الدولية أليس روهويزا، كما حضر الاجتماعات ممثلين عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وصندوق أبوظبي للتنمية، وممثلين عن سفارتي كينيا وأثيوبيا، وشركة الفطيم، وشركة كوكا كولا، وشركة بيبسي، وشركة شل، ووزارة الشؤون الخارجية النرويجية.

أهمية قصوى
وقال وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي: “ضمان صحة المحيطات واستدامة تنوعها البيولوجي يمثل أهمية قصوى لاستمرار الحياة بشكل عام على المدى الطويل، وللبشر الذين يعتمدون بشكل مباشر في حياتهم واحتياجاتهم على ما تقدمه المحيطات على المدى القريب والمتوسط، وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال والتي تلعب دولة الإمارات دوراً بارزاً فيها، إلا أن التوقعات المتخصصة التي تؤكد أنه بحلول 2050 سيكون حجم النفايات وبالأخص البلاستيكية في المحيطات أكبر من حجم مخزونها السمكي، تفرض علينا كمجتمع دولي تحديد خطة عملنا بشكل أدق، وتكثيف جهودنا وتوحيدها وتسريع وتيرتها، لضمان مستقبل مستدام”.

مبادرة بناءة
وأضاف: “يمثل التعهد بتعزيز الجهود القائمة لتنظيف المحيطات والأنهار مبادرة بناءة ونموذج للتحرك المطلوب، واتخاذ خطوات استباقية نحو الحفاظ على صحة البيئات المائية، وتعد خطوة أولى نحو تنظيف أكثر الأنهار تلوثًا في العالم.”

مسؤولية مشتركة
من جهتها، قالت رزان خليفة المبارك: “المسؤولية تجاه المحيطات هي مسؤولية مشتركة، وهو ما يحتم علينا أن نقوم بتعزيز الوعي تجاه أخطار التلوث الناجم عن البلاستيك واتخاذ الإجراءات وتنسيق السياسات والتمويل الموجه لخدمة هذا الهدف، بالإضافة إلى تبني أحدث التقنيات الزرقاء المبتكرة، وتعد شراكاتنا العالمية ركيزة أساسية في تسهيل العمل الجماعي، وهذه الجلسة تمثل التزام موجه من الشركاء المعنيين في القطاعين الحكومي والخاص”.

أكبر مصادر التلوث
وبدورها، قالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري: “تعتبر النفايات البلاستيكية واحدة من أكبر المصادر الرئيسية في تلوث المحيطات حالياً، وواجبنا العمل معاً وبذل كل ما في وسعنا للتصدي لهذا التحدي البيئي وضمان أن نتمكن من الاستمرار في الاستفادة من المحيطات، التي تعتبر مورداً طبيعياً مهماً ومشتركاً يحافظ على معيشة المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم، ومن خلال اجتماعات الطاولة المستديرة تمكنا من التوفيق بين أولوياتنا ووضع الخطط للمضي قدماً، وأتاحت الفرصة لجميع الشركاء الحاضرين لتبادل وجهات النظر حول الكيفية التي يمكننا من خلالها تعزيز التعاون المحلي والإقليمي الفعال تجاه الجهود الرامية للحد من المخلفات والتلوث البحري، كما سلطت هذه الجلسات الضوء على الأهمية المتزايدة لمنصات مثل القمة العالمية للمحيطاتفي منح المعنيين الفرصة لتوحيد جهودهم لتوفير حماية أكبر لمحيطاتنا”.

أضرار جسيمة
وخلال الاجتماعات أكد المشاركون التزامهم بدعم الجهود الحالية المبذولة لوضع المبادرات الجديدة المطلوبة لتحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، والذي يركز على الحفاظ على المحيطات والموارد البحرية والاستخدام المستدام لها لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يدخل 13 مليون طن من البلاستيك إلى المحيطات سنوياَ، ما يتسبب بأضرار تصل قيمتها إلى 13 مليار دولار أمريكي في الأنظمة البحرية الحيوية، كما تتسبب هذه النفايات في إلحاق ضرر كبير بالقيمة الإجمالية لأصول موارد المحيطات، مثل مصائد الأسماك والشعاب المرجانية وخطوط الشحن، وامتصاص الكربون والتي تقدر قيمتها مجتمعة بحوالي 24 تريليون دولار أمريكي.

قتل الحياة
وعبر مبعوث الأمم المتحدة لشؤون المحيطات بيتر تومسون، عن شكره لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، ووزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي الدكتور ثاني بن علي الزيودي على احتضناهم لهذه الجلسة وتنظيم مبادرة إنقاذ المحيطات والأنهار، مشيراً إلى أن “الأنهار والمحيطات مرتبطات ببعضهما البعض وكل ما نفعله على هذه الأرض يؤثر على صحة المحيط، وكل التلوث الذي تسببه مدننا ومياه الصرف الصحي يذهب إلى المحيط عبر الأنهار، سواء كان ذلك ناجماً عن التلوث الصناعي أو مخلفات المنتجات الزراعية التي ترمى في الأنهار، مما يقتل الحياة فيها وفي المحيطات”.

قضية مؤرقة
كما عبر سفير جمهورية السودان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة محمد الكارب، عن سعادته بالمشاركة بهذه الجلسة، والتي تناولت تلوث الأنهار والذي يؤذي محيطاتنا، وقال: “هي قضية تؤرقنا في السودان بما أنها إحدى دول حوض النيل، وفي الفصل السادس من مبادرة حوض النيل التي تم توقيعها عام 1999 تنص على أنه يتوجب على جميع دول حوض النيل العمل معاً على حماية والحفاظ على البيئة حوض النيل”.

تعزيز العمل المشترك
وأقر المشاركون في اجتماع الطاولة المستديرة التي ركزت على أبوظبي بالخطر الشديد الذي تشكله المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي في الإمارة، وأهمية إيجاد حلول للحد من استخدامها، كما شددوا على أهمية دعم الجهود الإتحادية المبذولة لتنظيف البيئة البحرية، وتعزيز العمل المشترك والموارد والتمويل للحفاظ على بيئة بحرية نظيفة، كما ناقشت الجلسة السبل والتدابير اللازم اتخاذها بهدف تعزيز الوعي لإحداث تغيير إيجابي وتشجيع الجمهور المحلي على الحد من استهلاك البلاستيك، والاستعانة بأساليب التخلص المناسبة، والإبلاغ عن معدات الصيد المفقودة وتعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة.

ويشار إلى أن أبوظبي تتطلع إلى تعزيز الجهود العالمية الرامية لتقليل النفايات في المحيطات، إضافة إلى تطوير المبادرات القائمة حاليا الرامية لتنظيف الأنهار والمحيطات، حيث أتاح اجتماع الطاولة المستديرة فرصة للقاء ومشاركة الجهات المعنية وأصحاب المصلحة في حوار يشمل عدة قطاعات لمناقشة الحلول المستدامة التي تحدّ من النفايات البلاستيكية الداخلة عبر نظم الأنهار الرئيسية إلى المحيطات، ومعالجة الثغرات القائمة في هذه النظم، واقتراح الإجراءات الملائمة لسد تلك الثغرات.

شاركها.