احذفوا «السرطان» من قاموسكم تعيشوا حياةً أفضل.. دراسة: إعادة تسمية الأورام البسيطة تساعد على الشفاء!

كلمة «سرطان» يجب أن تُحذف من بعض التشخيصات الطبية، لأن المصطلح بحد ذاته يسبب الرعب للناس ويجرَّهم إلى مساحات تفكيرٍ هم بغنى عنها.

هكذا طالب باحثون أستراليون وأميركيون عقب دراسة جديدة أجريت مؤخراً أبرزتها صحيفة The Guardian  البريطانية.

التحليل الذي نشرته المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal، الإثنين 13 أغسطس/آب 2018، أوضح أن كلمة «سرطان» تتسبب في مشكلة بشكل خاص حينما تُستخدم لوصف بعض أنواع السرطان في الغدة الدرقية التي يقل حجمها عن سنتيمتر واحد، وبعض أنواع سرطان الثدي منخفضة ومتوسطة الدرجة، وسرطان البروستاتا الموضعي.

تغييرات ما قبل السرطان قد لا تكون خطيرة، لكنها تسبب الرعب للمريض!

صارت التكنولوجيا الطبية الآن متطورة للغاية، بحيث يمكن اكتشاف الأضرار والتغيرات المبكرة غير الطبيعية في الخلية، وهي ما توصف أحياناً باسم «ما قبل السرطان»، وتكون بأحجام أصغر بكثير مما يمكن العثور عليها بالطريقة الإكلينيكية. وبالنسبة لبعض أنواع السرطان، لن تتسبب هذه التغيرات أو الإصابات المبكرة في أي ضرر على مدار حياة المريض، لكن يمكن أن يتسبب اكتشاف هذه التغيرات في ضيق شديد لدى المرضى يدفعهم للخضوع للعلاج للتخلص منه.

جاء في التحليل «إن استخدام الأسماء ذات الأثر الطبي الأكبر يمكن أن يزيد من القلق بشأن المرض والرغبة في مزيد من المعالجة التوغلية».

اكتشفوه وعالجوه مبكراً.. إنها ليست دعوى صحيحة تماماً

ارتبط السرطان بالموت لعقود، وترسخ هذا الارتباط في المجتمع مع رسالة من الصحة العامة تفيد بأن اكتشاف السرطان والسيطرة عليه ينقذ الحياة.

استُخدم هذا الإعلان الترويجي بأكبر قدر من حسن النوايا، لكنه نشر مشاعر الخوف والقابلية للتعرض للأذى لدى الناس إلى حد ما، ثم قدم الأمل عن طريق اكتشاف المرض والسيطرة عليه.

وأضاف التحليل، «رغم أن التسمية يجب أن تكون صحيحة من الناحية الحيوية، فإنها تحتاج أيضاً أن يكون سهلة الفهم على المرضى ولا تتسبب في قلق لا داعي له».

فأحياناً تكون المراقبة بديلاً للجراحة!

قادت هذا التحليل بروك نيكيل من جامعة سيدني. وساهم أيضاً في التحليل باحثون من جامعة بوند Bond في ولاية كوينزلاند الأسترالية وعيادة «مايو كلينيك Mayo Clinic» في الولايات المتحدة.

وقالت نيكيل إن أحد الأمثلة الرئيسية على التأثير السلبي لاستخدام كلمة السرطان شوهد في سرطان الغدة الدرقية الحليمي منخفض المخاطر.

وتضيف: «تظهر الدراسات أن التقدم إلى المرض السريري ونمو الورم لدى المرضى المصابين بسرطان الغدة الدرقية الحليمي الصغير الذين يختارون الجراحة يمكن مقارنته مع أولئك الذين خضعوا للمراقبة فقط».

وبالمثل، في سرطان البروستاتا الموضعي، حيث كان الترصد النشط خياراً موصى به لسنوات عديدة، تشير الدراسات إلى أن معظم الرجال على مستوى العالم لا يزالون يفضلون استئصال البروستاتا الجذري أو العلاج الإشعاعي.

تقول الأستاذة كيرستين ماكافري، المشاركة في الدراسة: «في الوقت الذي يتزايد فيه الاعتراف بالمراقبة النشطة كخيار آمن لبعض المرضى المصابين بالسرطان، لا يزال هناك اعتقاد قوي بأن هناك حاجة دائمة إلى العلاجات الجذرية».

وبالفعل عندما أزيل لفظ سرطان من تشوُّهات عنق الرحم وافقت النساء على تغيير العلاج

وقالت رئيسة مجلس السرطان بأستراليا، سانشيا أراندا، إن لفظ «السرطان» قد تم إزالته بالفعل من الأورام الأخرى التي أثبتت الأدلة أنها غير مؤذية إلى حد كبير. وقد أدى وضع توصيفات بديلة على تشوهات عنق الرحم المكتشفة خلال مسحة عنق الرحم إلى قبول مزيد من النساء المتابعة الفعالة وتفضيلها على العلاجات الجراحية.

وأوضحت أراندا: «ندعم نداء الباحثين لعقد اجتماع مائدة مستديرة عالمي للاتفاق على النصوص، وما ينبغي أن يكون أفضل مصطلح لبعض هذه الحالات».

وليس كل سرطان ثدي قابل للتوسع، والتكنولوجيا باتت تكتشف أشياء لا نستطيع التعامل معها

وتتفق أراندا مع الرأي القائل إن سرطان الثدي المنخفض والمتوسط​​، الذي يطلق عليه سرطان الأقنية الموضعي (DCIS)، كان «أحد أكبر المشكلات» عندما يتعلق الأمر بالإفراط في العلاج والإفراط في التشخيص.

وأضافت أراندا: «كان يفترض أنه عندما تشخص هذه الحالات لأول مرة، فإنها جميعاً تتحول إلى سرطانات توسعية. أصبح من الواضح أن هذا لن يحدث. إذا أردنا وقاية كل امرأة بإزالة الـ DCIS، فإن هذا يعني أن المزيد من النساء سيخضعن لجراحات غير ضرورية، فتصوير Mammography (تصوير الثدي الشعاعي) يقوم باكتشاف الآفات الأصغر والأصغر، والتي فاقت قدرتنا على معرفة كيف ستتطور وكيف نتعامل معها».


..اقرأ أيضاً

اقتراح تصحيح

زر الذهاب إلى الأعلى