أمراض القلب والأوعية الدموية من الأمراض الخطيرة التي تعتبر السبب الرئيسي لمعظم الوفيات حول العالم.

لذلك فمراقبة القلب والتأكد من أنه يعمل بشكل صحيح ودون مشاكل مهمان للغاية؛ لأن أي خلل مهما كان بسيطاً يمكنه أن يؤدي إما إلى مضاعفات خطيرة أو إلى الموت. 

واحدة من الطرق التي يمكن من خلالها مراقبة عمل القلب هي اختبار الإجهاد؛ فهذا الاختبار يمكنه أن يكشف الكثير عن صحة القلب وما إن كان هناك خلل حالي وأحياناً خلل محتمل. 

ما اختبار الإجهاد؟ 

هو اختبار هدفه تقييم وظيفة القلب وحجم استجابته لاحتياجات الجسم. وهو اختبار لعله الأهم حين يتعلق الأمر بمراقبة وظائف القلب؛ فهو يكشف للطبيب ما إن كان هناك انسداد في الشرايين أو الأوعية، أو ما إن كان هناك أي خلل في القلب نفسه سواء لناحية الاحتشاء الحاد أو القديم في عضلة القلب. 

خلال هذا الفحص يتم اختبار استجابة القلب للإجهاد من خلال مقارنة الدورة الدموية للشرايين التاجية عند المريض خلال فترة الراحة وخلال ذروة الجهد البدني، وهذه المقارنة تمنح الطبيب فكرة دقيقة عن أي تدفق غير طبيعي للدم إلى القلب. 

كيف يتم اختبار الإجهاد؟ 

هناك طرق مختلفة لإجراء اختبار الإجهاد، ولكن الطريقة الأكثر شيوعاً هي الطلب من المريض السير على آلة المشي، ولاحقاً الركض، ثم زيادة نسبة الارتفاع؛ وذلك لإخضاعه لجهد مماثل للذي يختبره عند صعود السلالم أو المشي أو الركض وغيرها، وقد يتم استخدام الدراجة الثابتة أيضاً.

خلال النشاط البدني هذا يتم رصد وتسجيل معدل نبضات القلب ومعدل التنفس وضغط الدم بالإضافة إلى مراقبة الحالة الصحية العامة للمريض. 

ما الذي يكشفه هذا الفحص؟ 

اختبار الإجهاد يتضمن فحص الأعراض المرتبطة بالقلب مثل الألم في الصدر، وضيق في النفس، وفحص نبضات القلب، وعليه يساعد على تشخيص عدة أمراض ترتبط بالقلب مثل مرض القلب التاجي واحتشاء عضلة القلب؛ أي النوبة القلبية. كما يمكنه أن يكشف ما إن الجسم يستجيب مع علاج مرض القلب الذي يتناوله المريض. في المقابل يمكن لفحص الإجهاد الكشف عن إمكانية الإصابة بأمراض القلب، وعليه حين يحصل الطبيب على نتائج غير طبيعية فهو يطلب إجراء المزيد من الفحوصات. 

بعض الأطباء قد يطلبون من المرضى الخضوع لاختبار الإجهاد في حال كان الشخص قد بدأ بنظام رياضي جديد، وعليه يتم اختبار قدرة القلب على تحمل هذا النظام، وبالتالي إما السماح للمريض باعتماده أو الطلب منه استبدال آخر به. 

كيف تتحضر لهذا الفحص؟ 

يجب عدم تناول المأكولات أو المشروبات باستثناء الماء قبل الخضوع للفحص بـ٤ ساعات، ويفضل عدم تناول أطعمة أو شرب أي مشروبات تحتوي على الكافيين قبل ١٢ ساعة على الأقل من الخضوع للفحص. قد يطلب الطبيب من المريض عدم تناول أدوية معينة خصوصاً إن كان المريض يخضع لعلاج لمرض معين للقلب. 

ما الذي عليك توقعه؟ 

خلال الفحص سيقوم تقني بتثبيت مسارات كهربائية في مناطق محددة على صدر المريض من خلال استخدام ٦ رقع لاصقة خاصة كما يتم وضع مادة هلامية موصلة للتيار الكهربائي توضع عادة تحت عظم الترقوة وأسفل الأضلاع.

الأسلاك الكهربائية هذه موصلة بجهاز لتخطيط القلب المزود بشاشة رصد يسجل عليها النشاط الكهربائي للقلب خلال الاستلقاء، ولاحقاً الوقوف، ثم خلال التنفس بعمق، ثم خلال مرحلة المشي والركض. وعند الانتهاء تتم مقارنة النتائج الخاصة بكل مرحلة. 

اختبار الإجهاد مع الدوبوتامين أو الأدينوزين

بالإضافة إلى فحص الإجهاد التقليدي يتم أحياناً اللجوء إلى مقاربة أخرى يتم خلالها استخدام الدوبوتامين أو الأدينوزين. هذه المقاربة تعتمد مع الأشخاص الذين لا يمكنهم القيام بما يطلب منهم من نشاط بدني. حينها يتم حقن المريض بالدوبوتامين أو بالأدينوزين وتحفيز الجسم كيميائياً، وبالتالي محاكاة عملية الإجهاد الجسدي الذي يختبره أي شخص خلال القيام بمجهود بدني. 

اختبار الإجهاد النووي 

الطب النووي منذ سنوات طويلة يجد قبولاً واسعاً في مجال تشخيص أمراض القلب. في اختبار الإجهاد النووي يصار إلى استخدام كميات قليلة جداً من المواد المشعة قبل وفي أثناء إجراء الاختبار. ثم يتم استخدام ماسح بكاميرا تلتقط صوراً للدورة الدموية قبل وفي أثناء عملية الإجهاد، ومن خلال الصور يتم التحديد وبشكل دقيق جداً المناطق التي لا يصلها الدم بالكمية المطلوبة. 

ما هامش الخطأ؟

كما هو حال أي فحص طبي هناك دائماً هامش للخطأ؛ فقد يحدث خطأ ما خلال الفحص يؤدي إلى نتائج خاطئة أو قد تكون النتائج غير دقيقة. بشكل عام فحص الإجهاد يمكنه الكشف عن انسداد الشرايين في حال كان الانسداد كبيراً، ولكن في حالة الانسداد الأصغر فلا يمكن الكشف عنه. عدم الدقة هذه لا تنتقص من أهميته؛ فلا يوجد أي فحص طبي دقيق بنسبة ١٠٠٪، ولكن أهمية فحص الإجهاد تكمن في أنه يحدد الخطوات التالية التي على الطبيب والمريض القيام بها. 

شاركها.