اضطرابات الوعي , أسباب الإصابة باضطرابات الوعي , العلاج والرعاية , الشفاء من الإصابة باضطرابات الوعي

اضطرابُ الوَعي هو حالةٌ يتأثَّر فيها الوعي نتيجة تعرُّض الدماغ لإصابةٍ رضية أو مشكلة مَرَضيَّة أخرى.

يُستخدَم مصطلحُ الوعي لوصف كلٍّ من حالتي اليقظة والإدراك؛ فاليقظةُ تنحصر في القدرة على فتح العينين والقيام بردَّات الفعل الأساسيَّة، مثل السُّعال والبلع والمص. أمَّا الإدراكُ فيترافق مع عمليات ذهنية وحركية أكثر تعقيداً، كاتِّباع الإرشادات التعليمية، والتَّذَكُّر، والتخطيط، والتواصل.

توجد حالاتٌ مختلفةٌ عديدةٌ من اضطراب الوعي، وذلك بناءً على المدى الذي تتأثَّر به قدراتُ الشخص. وتشتمل على:

  • السُّبات (الغَيبوبة) – عندما لا توجد علاماتٌ على اليقظة أو الإدراك.
  • الحالة الإنباتيَّة – عندما يكون الشخصُ مستيقظاً دون أن تظهرَ عليه مؤشِّراتُ الإدراك.
  • حالة الحدُّ الأدنى من الوعي – وذلك عند ظهور دليل واضح، ولكن بسيط، على وجود إدراك بين الفينة والأخرى.

ينبغي ملاحظةُ أنَّ الأشخاصَ، الذين يُعانون من مُتَلاَزِمَة المُنحَبِس locked-in syndrome (شلل رباعي مع بقاء الوعي)، يكونون واعين ومُدركين، ولكنَّهم مُصابون بالشلل الكامل وقادرون على التَّحكُّم في حركة العينين فقط.

ما أسباب الإصابة باضطرابات الوعي

قد تحدث اضطراباتُ الوعي عند تضرُّر أجزاءٍ الدماغ المسؤولة عن وظيفة الوعي. ويمكن تقسيمُ إصابات الدماغ هذه إلى الأنواع التالية:

  • إصابة الدماغ الرَّضيَّة – وتكون ناجمةً عن إصابة شديدة في الرأس، مثل التَّعرُّض لإصابة خلال حادث سيَّارة أو السقوط من ارتفاعٍ شاهق.
  • الإصابة الدماغيَّة غير الرضيَّة – حيث تكون الإصابةُ الدماغيَّة ناجمةٌ عن حالةٍ صحيَّةٍ، مثل السكتة الدِّماغيَّة.
  • الضرر الدماغيّ المُترقِّي – حيث يحدث الضررُ الدماغيّ تدريجياً مع مرور الوقت، مثل السبب المؤدِّي إلى حدوث داء ألزهايمر.

التَّشخيص

تُؤَكَّد الإصابةُ باضطراب الوعي بعد إجراء اختباراتٍ شاملة لتقدير مستويات اليقظة والإدراك.

ينبغي أن تُجرَى هذه الفحوصاتُ من قِبَلِ خبير في اضطرابات الوعي، كما ينبغي أخذُ وجهة نظر غيره من الأطبَّاء وأفراد العائلة بعين الاعتبار.

بالنسبة لبعض حالات اضطراب الوعي، مثل الحالة الإنباتيَّة، يوجد معيارٌ مُخَصَّصٌ للمساعدة على تأكيد التَّشخيص.

العلاج والرعاية

لا يمكن للعلاج أن يكفلَ الشفاء من حالة اضطراب الوعي. وبدلاً من هذا، يمكن استعمالُ العلاج الدَّاعم لتوفير أفضل فرصةٍ للتحسُّن الطبيعي. وقد يشتمل هذا على:

  • توفير التغذية المناسبة.
  • تحريك الشخص بانتظام حتى لا تظهر لديه تقرُّحات الانضغاط.
  • إجراء تمارين رياضيَّة لطيفة للمفاصل، وذلك لوقايتها من حدوث تَحدُّدٍ في حركتها.

قد يُستخدَم في بعض الحالات العلاجُ بالتنبيه الحسِّي Sensory Stimulation والذي يُستَعمَلُ في محاولة لزيادة معدل الاستجابة، حيث يتضمَّن تنبيهَ الحواس الرئيسيَّة، مثل البصر والسمع والشم؛ فمثلاً، قد تُنشَد الأنشودَة المُفضَّلة لأحد الأشخاص في محاولة لتنبيه سمعه؛ إلاَّ أنَّ فعاليَّة هذا العلاج ليست مؤكَّدة تماماً.

وعندَ اتِّفاق الاختصاصيين مع أفراد العائلة على عدوم وجود جدوى من استمرار العلاج، فإنَّ القرارَ عادةً ينبغي أن يُرفَعَ إلى القضاء قبل أن يُوقف العلاج.

وسوف يُنظَر إلى هذا الأمر بعين الاعتبار عادةً  إذا كان الشخص يُعاني من اضطراب الوعي منذ 12 شهراً على الأقل؛ وعند هذا الحدِّ تكون فُرَص الشفاء ضئيلة للغاية.

اضطرابات الوعي , أسباب الإصابة باضطرابات الوعي , العلاج والرعاية , الشفاء من الإصابة باضطرابات الوعي

الشفاء

قد يكون من المستحيل توقُّع مآل الشخص المصاب باضطراب الوعي، حيث إنَّ ذلك يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على شدَّة ونوع إصابة دماغه، وعلى عمره، وعلى الفترة الزَّمنيّة التي مرَّت عليه وهو مُصابٌ باضطراب الوعي.

يتحسَّن بعضُ الأشخاص تدريجيَّاً، بينما يبقى بعضُهم الآخر في حالة اضطراب الوعي لسنوات. ولا يحدث الشفاءُ عند كثيرٍ من الأشخاص.

لم تُشفَ سوى حالاتٌ قليلةٌ فقط ممَّن أصيبوا باضطراب في الوعي استمر لعدَّة سنوات. وغالباً ما عانى هؤلاء من حالات عجزٍ شديدة سبَّبها الضررُ اللاحق بأدمغتهم.

شاركها.