يعتبر الاكتئاب أحد أكثر الأمراض النفسية شيوعا في الفترة الحالية، وبالتالي نحاول من خلال هذا المقال التطرق إلى اعراض الاكتئاب ومحاولة توضيح هل الاكتئاب له شكل واحد أو عدة أشكال وكيف يتم تشخيصه وكيف تكون الأعراض لدى الفرد المريض به، وهل هذا المرض هو مرض وليد للوقت أم له جذور سابقة من حياة الشخص.

حيث يندرج الاكتئاب تحت بند الاضطرابات الانفعالية والتي تتصف بوجود خلل في الحالة المزاجية للإنسان. ولكنه ليس مرض معاصر فقط بل إنه موجود منذ العصور السحيقة وموجود في جميع المخطوطات والكتابات المصرية القديمة والإغريقية والبابلية بل وحتى لدى المسلمين العرب في بداية التاريخ حيث قام كل من ابن سينا والرازي بتقديم أمثلة متميزة عن بعض حالات الاضطراب النفسي والاكتئاب وكيفية علاجها.

الأسباب التي تؤدي إلى ظهور اعراض الاكتئاب

  • حدوث فقد لأمر مادي له قيمة مادية او معنوية لدى الإنسان المصاب بالاكتئاب.
  • الإهانة المعنوية كالذم أو أي أمر يحدث للإنسان له نتيجة على الحالة النفسية والمعنوية.
  • فقد القيمة النابعة من داخل الإنسان لأمر من الأمور التي تحيط به في مجاله الشخصي.
  • الفارق الشاسع بين طموحات الإنسان وبين ما يحصل عليه من الحياة وهو ما يسبب خيبة الأمل.
  • التخيل لفقد أحد الأمور واستباق حدوثها وبذلك يصبح الإنسان مصيدة للحزن والاكتئاب.
  • الخسارة الكاذبة أو شعور الفرد بالفقدان الذي يتخيله وكأنه أمر واقع.

انتشار اعراض الاكتئاب في الوطن العربي

توضح بعض الدراسات أن الاضطرابات النفسية وفي بدايتها الاكتئاب يعاني منها نسبة ما بين 5% إلى 25% من سكان بلاد الوطن العربي ولا ترتبط بأي ظروف اقتصادية أو اجتماعية.

اعراض الاكتئاب

 

هناك عدة أنواع لأعراض الاكتئاب وهي:

الأعراض النفسية

يتزامن مع الاكتئاب عدد من الأعراض النفسية وهي:

  • الشعور بالحزن والحنق والكدر الشديد.
  • الإحساس بالذنب بشكل مفرط والشعور الدائم بالغضب من النفس، ومحاولة عقابها والتقليل من شأنها.
  • التشاؤم الشديد وعدم القدرة على فعل أي شيء في حياته وعدم الرغبة في العيش.
  • عدم القدرة على التمتع بجمال الحياة والشعور بخيبة الرجاء وعدم وجود أي اهتمامات شخصية.
  • فقد الطموح الشخصي والأمان الذاتي والخلل في الثقة بالنفس واللامبالاة، بكل ما يحيط الفرد من تداعيات أو أمور في الحياة.

الأعراض الجسدية

  • الضعف الجسدي العام والشحوب الواضح في معالم الوجه.
  • فقدان الشهية أو الإفراط في الطعام حيث أن الفرد المريض بالاكتئاب قد يأكل كثيرا ولكنه لا يشعر بأي لذة من الطعام أو يفقد الرغبة نهائيا في الأكل.
  • حدوث اضطرابات في مواعيد النوم والأرق المستمر سواء كانت الاضطرابات بالزيادة أو النقصان، والأحلام المزعجة والكوابيس.
  • الزيادة المفرطة في الوزن.
  • آلام في الرأس.
  • الإصابة بالإمساك وعسر الهضم.
  • الشعور بآلام غير معروف أسبابها في الظهر.
  • عدم وجود رغبة جنسية.

الأعراض السلوكية

وترتبط بكل ما يقوم به الشخص المريض من تصرفات وهي:

  • عدم القدرة على الإنتاج أو القيام بالأعمال المطلوبة منه، والتكاسل والإرهاق المبالغ فيه بدون القيام بمجهود يذكر والخمول العام في الجسد.
  • عد الإمكانية على اتخاذ أي قرار.
  • التباطؤ في الحديث وعدم الحديث تماما.
  • الحديث بصوت خافت جدا.
  • عدم ممارسة النشاطات اليومية المتعارف عليها.
  • الصراح والصياح الدائم على أتفه الأسباب وعدم المقدرة على ضبط الذات.
  • المشاعر العدوانية تجاه المحيطين به بدون مبرر.
  • المشاعر السلبية وعدم الاكتراث بالمحيطين.

الأعراض الفكرية

  • التفكير والأرق والشروع الدائم في الانتحار.
  • التفكير السوداوي.
  • الصعوبة في التفكير والتباطؤ في تسلسل الأفكار.
  • التركيز على الأفكار التشاؤمية والانهزامية.
  • عد الانتباه للأمور المحيطة بالفرد.
  • التعامل السلبي مع الحياة وعدم وجود التركيز والسرحان الدائم.

أساليب علاج اعراض الاكتئاب

 

يمكن علاج اعراض الاكتئاب النفسي غالبا خارج حدود المستشفيات ولكن في حالة عدم وجود ميول للانتحار، لكن إذا كان هناك أفكار انتحارية للمريض يفضل علاج المريض داخل المستشفى الخاص بالأمراض النفسية وبعد الانتهاء يجب أن يزور المريض الطبيب النفسي لمدة لا تقل عن 6 أشهر، أما إذا كان المريض ليست لديه ميول للانتحار فيتم علاجه بالأساليب الآتية:

العلاج النفسي

وهو عن طريق ترك مساحة للمريض النفسي حتى يعبر عما بداخله من مشاعر ومشاكل واضطرابات تسبب له الاكتئاب، وذلك عن طريق التداعي الحر ومحاولة علاج المشاكل والجذور التي نتج عنها الاكتئاب، ومحاولة حل المنازعات والمشاكل التي تحدث حول المريض، والتخلص من جميع أسباب الضغط والشدة التي تحيط به، وأسس الغضب المكبوت ومحاولة الوصول إلى ما تم فقده بالنسبة للمريض، ومحاولة إبراز الإيجابيات الباطنة في شخصية المريض، وتشجيعه وإعادة الثقة في نفسه، ومساندة المريض وتدعيمه بكل السبل الممكنة وبث روح التفاؤل والمرح في نفسه.

التصريف الانفعالي

وهي طريقة يتم الاعتماد فيها على تصريف الانفعالات التي لم يتمكن المريض من التعبير عنها في إطار صدمته النفسية بشكل كافي ويتم العلاج بهذه الوسيلة عن طريق تهيئة جميع الأجواء المناسبة حتى يقوم المريض بتفريغ انفعالاته وتبثها وتخرجها على سطح شخصيته، حيث أن جميع الخبرات والمشاكل والصدمات التي يمر بها الإنسان دون تفريغها عن ذاته تعتبر حمل نفسي زائد على الإنسان ويجب أن يتم التخلص منها أو التعامل النفسي معها.

العلاج البيئي

ويتم تحت إشراف متخصصين نفسانيين وعن طريق خطط توجيهية وبرامج تستهدف تقليل وطأة المشاكل والضغوط التي يشعر بها المريض، ومحاولة العمل على جميع الظروف الحياتية التي يعيش فيها المريض مثل الظروف الاجتماعية والظروف الاقتصادية وتحويلها لما يتلاءم مع حالة المريض.

العلاج البدني

وفيه يقوم المرضى بممارسة بعض الأنشطة البدنية منفردين أو في مجموعات وبالأخص التمرينات الرياضية المنتظمة حيث أنها لها تأثير مباشر على الاكتئاب وينصح بعض الأخصائيين النفسيين المرضى بممارسة نشاط بدني بشكل يومي للتخلص من الاكتئاب نهائيا.

العلاج بالعمل

وهو إرشاد المريض للقيام بعمل ما ينتج عنه نشاط حركي وفكري كالنجارة والحدادة وجميعها أعمال تجنب المريض دخول العنف ويمكن أن يفرغه خارج نطاق حياته حتى لا تضر به، ويستعيد المريض ثقته بنفسه ويمكن أن يختار المريض العمل الذي يرغب في القيام به.

العلاج الطبي

 

يتم إدخال العلاج الطبي في وسائل علاج اعراض الاكتئاب عندما تصل الحالة إلى ذروتها حيث تصبح شديدة الخطورة ويمكن أن تهدد حياتها او حياة المحيطين بها ومن هذه المخاطر هي محاولة الانتحار أو عدم التجاوب مع العلاج النفسي أو أيا من أنواع العلاجات التي تم ذكرها سابقا.

والعلاجات المضادة للاكتئاب هي عبارة عن عقاقير طبية تنظم انفعالات وأحوال المريض المزاجية والنفسية وتقوم بتعديل التغييرات السلبية والشاذة التي تصيب المريض في حالة الاكتئاب، ومن هذه الأدوية تفرانيل وتريبتيزول.

ومن مقالنا نصل إلى أن تغيير الأفكار والاعتقادات المتشائمة لأخرى إيجابية ومتوازنة هو أمر هام جدا لتفادي التعرض لمرض الاكتئاب، وتغيير الروتين في الحياة بشكل عام مثل السفر والعلاقات الاجتماعية هو أمر إيجابي وصحي جدا ومفيد، والثقة في النفس هي أحد جوانب التفاؤل والطموح والإقدام.

شاركها.