اكتئاب ما بعد الزواج هل هو مرض أم حالة عامة!!

الزواج أحد الأنظمة الاجتماعية التي من أثرها أن تكون المجتمع وتصبح ركيزة ومركز له لذا عندما يشوب الزواج خطر الاكتئاب وتصبح الحياة الزوجية ذو طابع مأساوي لا يحتمل الطرفين استكمالها يستحيل استمرار الوضع على هذه الوتيرة ويصبح الزوجين في مواجهة الخطر المحدق بهم ألا وهو الطلاق.

ومن غير الطبيعي أن تصبح حياة الزوجين بعد استقرارهما حالة من الاكتئاب والحزن، على عكس ما يجب أن تكون عليه ألا وهو السعادة والراحة النفسية والهدوء الذاتي وبداية تكوين أسرة مترابطة مفيدة للمجتمع.

ومن الجدير بالذكر أنه هناك من بين كل عشر سيدات متزوجات سيدة تعاني من الاكتئاب ما بعد الزواج، ولا ينحصر الأمر على النساء فقط بل يرتبط أيضا بالرجال.

اكتئاب ما بعد الزواج (Post marriage Depression or Postnuptial Blues)

عبارة عن حالة نفسية يشعر بها الأزواج يشوبها الحزن والرتابة والاضطراب في كل أنشطة الجسم مثل النوم والطعام والعديد من الأعراض المتعارف عليها في مرض الاكتئاب.

تعد هذه الحالة من الاضطرابات النفسية التي تحتاج إلى تدخل الطب النفسي حتى لا يتطور الأمر إلى مراحل متقدمة، حيث أن الحزن والاكتئاب الذي قد يشعر به بعض الأزواج والذي لا يتخطى فترة العشرين يوما لا يعتبر اكتئاب ولكنه حالة عرضية يمكن أن تنتهي بسلام دون الإضرار بالحياة الزوجية.

أسباب اكتئاب ما بعد الزواج

  • الابتعاد عن الأهل وافتقاد وجودهم في مواقف معينة.
  • التغييرات التي تحدث للمتزوجين بالانتقال إلى منزل جديد وحياة جديدة.
  • التفاوت بين الزوجين في الأفكار والثقافة والآراء.
  • التصدي للطبائع والتقاليد الحديثة التي قد يكون أحد الأطراف أو كليها غير معتاد على وجودها في حياته.
  • الشعور بالمسئولية والالتزام نحو الأسرة الجديدة.
  • الإحساس بعدم الإمكانية على تنفيذ كل مهام الزواج كما يجب.
  • الخيال والاعتقاد الغير واقعي الذي يعيشه كل الأزواج أو المقبلين على الزواج والذي يتناقض تماما مع الحقيقة.
  • عدم وجود توعية من الأهل والمقربين بمعاني وأسس الزواج.
  • الإحساس بالملل بعد انتهاء كل تحضيرات ومتطلبات الزواج والانتهاء من الهدف الذي تم تحقيقه وتم الترتيب له لفترة طويلة.
  • الضغوط النفسية والحياتية والمادية.
  • تدخل عائلة الزوج والزوجة في الحياة الزوجية بدون وجه حق.
  • اعتقاد بعض المقدمين على الزواج بأن الزوج أو الزوج هما الحل النهائي لكل مشاكل ومعوقات الحياة، واللجوء للزواج كمهرب من ضغط وقسوة الحياة.
  • الزواج المبكر أو الإجباري يؤدي إلى اكتئاب ما بعد الزواج.
  • أعباء الحياة الزوجية والتزاماتها المادية أو العاطفية التي قد تكون ضغط على أحد الأزواج أو كليهما نظرا لعدم معاصرتهما لمثل هذه الظروف من قبل وعدم الإمكانية على التصرف بها.
  • الحياة الزوجية ليست بالأمر السهل ومسئولياتها ومصاعبها وهناك الكثيرين ممن لا يتمكنوا من التكيف معها وغير القادرين على مواكبة متطلباتها لذا يفاجئهم الفشل في أول مراحل الزواج ويعانون من اكتئاب ما بعد الزواج.

أعراض اكتئاب ما بعد الزواج

عندما يقوم الطبيب النفسي بتشخيص حالة المريض بأنها اكتئاب ما بعد الزواج يجب أن يعاني المريض من عدة أعراض ولفترات طويلة بعد الزواج ومن أهمها:

  • الأرق وصعوبة النوم.
  • عدم الشعور بالشهية وانخفاض الوزن أو ارتفاعه بشكل ملحوظ.
  • الشعور باليأس والحزن الدائم بدون أسباب واضحة.
  • الحساسية الزائدة والبكاء السريع في المواقف البسيطة جدا التي لا تستدعي هذه الحالة.
  • عدم الرغبة في الاهتمام بالنفس أو بمتطلبات الطرف الآخر في العلاقة الزوجية.
  • التشتت الدائم وعدم الإمكانية على التركيز.
  • الرغبة في العزلة الدائمة وعدم التواجد مع الآخرين.
  • عدم الشعور برغبة جنسية تجاه الطرف الآخر.
  • التفكير في أشياء ومواقف سلبية قد تدفع المريض في بعض الأحوال المتطورة إلى الانتحار للتخلص من الحياة الزوجية نهائيا.
  • المشاعر السلبية وفقدان السعادة الزوجية عن طريق عدم الرضا تجاه الطرف الآخر وتجاه كل من يرتبط به من عائلته أو المحيطين به.
  • عدم الشعور بالتكافؤ في العلاقة الزوجية وبأن الطرف الآخر هو الأنسب للزواج من غيره.

علاج اكتئاب ما بعد الزواج

  • يجب أن يقوم الزوج أو الزوجة اللذان يعانيان من اكتئاب ما بعد الزواج بزيارة الطبيب النفسي للبحث في طريقة لحل المشكلة أو الاضطراب النفسي الذي يشعر به كلا منهما حيث أن الطبيب يقوم بتوجيه وإرشاد الأزواج إلى كيفية التعامل مع ضغوط الحياة والتأقلم معها ووضع بعض الحلول المناسب للمشاكل العالقة والمسببة في حالة الاكتئاب والحزن والقلق الذي يشعر أيا من الزوجين.
  • يعتبر تدعيم وتوجيه الأهل ومساندتهم من الطرق المفيدة جدا في حالات اكتئاب ما بعد الزواج.
  • يوجه بعض الأطباء النفسيين مصابين الاكتئاب ما بعد الزواج بضرورة ممارسة تدريبات رياضية أو بعض الهوايات التي اعتادوا ممارستها قبل الزواج أو القيام بأنشطة متنوعة كالرسم والكتابة والقراءة.
  • تساعد المشاعر الإيجابية من طرفي العلاقة الزوجية في علاج حالة الاكتئاب والخروج من الأزمة سريعا.
  • يؤكد الأطباء النفسيين أن التعامل مع الطرف الآخر في العلاقة بتحرر ووضوح أمر مفيد جدا من شأنه تقليل حدة التوتر والضغط النفسي.
  • مشاركة الطرفين في كل أمور الزواج قبل تنفيذها يقلل من وطأة الضغط الواقع على كلا منهما ويقلل عنصر المفاجأة الذي قد يتسبب في أزمة نفسية بين الزوجين.
  • يفضل ترك مسافة من الزمن بين الزفاف وإجازة شهر العسل حتى يتكيف الأزواج من حالة الانفصال والابتعاد عن الأهل الأمر الذي يقلل من فرص الإصابة باكتئاب ما بعد الزواج.
  • يفضل عدم عودة الأزواج إلى العمل والنظام السابق للزواج مباشرة بعد شهر العسل حيث يمكن أن يقوموا بالتخطيط لبعض الأنشطة الجديدة بعد انتهاء شهر العسل.

كيفية علاج اكتئاب مابعد الزواج

  • يجب على كل المؤسسات الاجتماعية بداية من الأسرة إلى وسائل الإعلام أن يقوموا بتوعية وتوجيه المقبلين على الزواج بأهداف الزواج وأسسه وكيفية بناء أسرة سعيدة وماهية متطلبات الطرف الآخر في العلاقة وتأدية الواجبات على أكمل وجه.
  • يجب مشاركة المشاعر الوجدانية على الطرف الآخر على اختلاف نوعها سواء كانت سلبية أو إيجابية لمحاولة الوصول إلى حل في المشاكل النفسية التي يشعر بها الزوج أو الزوجة.
  • عدم الاعتقاد بأن الزواج هو بداية الانفصال عن الأهل أو العائلة ولكنه مرحلة جديدة لبناء عائلة جديدة مرتبطة بالعائلة القديمة ولا يمكن أن تنفصل عنها.
  • يجب البحث عن هدف جديد بعد الزواج لعدم الشعور بالملل أو الرتابة من الحياة الزوجية وهو تزيين غرفة الأطفال بشكل جديد أو قضاء العطلة في مكان جديد وغير مألوف.
  • الحياة الزوجية عبارة عن مشاركة وهذا أمر يجب أن يعرفه كلا من أطراف العلاقة حتى تستمر حياتهم الزوجية في حالة مستقرة ولا تطرأ عليهم مشاكل الحياة.

الشفاء من الاكتئاب

قد تتطور حالة الاكتئاب إلى مرحلة تتطلب استشفاء المريض أو تواجده في مصحة نفسية، ويجب اتخاذ هذا القرار في حالة كان الزوج أو الزوج قد استدعت حالتهما لذلك وقد تتوفر بعض الأساليب والإمكانيات لخضوع المريض للعلاج بدون تواجده في المستشفى ولكن يتم ذلك تحت الرقابة الطبية اللازمة ولكن بدون الابتعاد عن المنزل أو عن شريك الحياة.

لكن عندما تكون هناك ضرورة لفصل الزوجين حتى يتم إعادة تقييم العلاقة وتعديل مسارها كما يجب يفضل تواجد الطرف المصاب بالاكتئاب في المستشفى النفسي لتلقي الرعاية اللازمة.

زر الذهاب إلى الأعلى