HealthDay News : 12-Oct-2017

قالَ باحِثون إنَّهم اقتربوا من معرفة السَّبب في اختلاف ألوان البشرة بين البشر، وأضافوا أنَّهم تعرَّفوا إلى أشكالٍ جينيَّةٍ ترتبِطُ بلون البشرة عند الأفارِقة ممَّا يُمكن أن يُعزِّزَ من فهم سرطان الجلد وأمراضٍ أخرى.

قالت المعدَّة الرئيسيَّة للدراسة ساره تيشكوف، أستاذة علم الوراثة والأحياء لدى جامعة بنسلفانيا: “تعرَّفنا إلى أشكالٍ جينيَّةٍ جديدةٍ تُسهِمُ في الأساسِ الجينيّ لواحدةٍ من أهمّ السِّمات المتغيِّرة عند البشر في عصرنا هذا”.

ينبغي التنويه إلى أنَّه قبل إعلان نتائج هذه الدراسة، لم تُبيِّن الدراسات السابقة سوى عدداً محدوداً من الجينات التي ترتبِطُ بالاختلاف الطبيعيّ في لون البشرة، وانطوت مُعظم هذه الدراسات على أشخاص من أصولٍ أوروبيَّةٍ.

تفحَّص الباحِثون اصطباغ الجلد pigmentation والبيانات الوراثيَّة لحوالي 1600 شخصٍ بتنوُّع عرقيّ ووراثيّ في القارة السَّمراء.

قالت تيشكوف: ” ترتبطُ البشرة السوداء بالأشخاص من أصولٍ أفريقيَّة في أذهان مُعظم الناس، ولكن بيَّنت دراستنا أنَّ هناك تنوُّعاً كبيراً في تدرُّج ألوان البشرة عند هذه الشريحة البشرية، بحيث يتراوح اللون بين الفاتح مثلما نراه عند الآسيويين إلى الدَّاكن جداً وما بينهما”.

“تعرَّفنا إلى أشكالٍ جينيَّةٍ تُؤثِّرُ في هذه السِّمات وتُبيِّنُ أنَّ هذه الطفرات التي تُؤثِّرُ في الجلد الفاتح والدَّاكن كانت موجودة منذ زمنٍ طويلٍ، أي قبل نشأة الإنسان المعاصِر”.

“نحن نعلم أنَّ لون البشرة هي سمة مُتغيِّرة تقليديَّة عند البشر وهي تكيُّفيَّة، ويُساعد تحليل الأساس الوراثيّ للأشكال الجينيَّة في لون البشرة على معرفة كيفيَّة تطوُّر هذه السمات التكيُّفيَّة ومن بينها السِّمات التي تُمارِسُ دوراً في خطر الإصابةِ بالأمراضِ”.

قالَ الباحِثون إنَّ هناك منافع للون البشرة الفاتحة والدَّاكنةِ معاً، فمثلاً يرى البعض أنَّ اللون الدَّاكن يُساعِدُ على الوقاية من أشعَّة الشَّمس فوق البنفسجيَّة، ولذلك من النَّادر أن يُصاب سكان القارة السمراء بسرطان الجلد القاتل أو ما يُسمَّى الورم الميلانينيّ melanoma“.

أضاف الباحِثون أنَّه من جهةٍ أخرى، يُعزِّزُ لون البشرة الفاتح من مستويات فيتامين D في المناطق التي لا يحصل فيها الأشخاص على كمياتٍ كافيةٍ من أشعَّة الشمس”.

نوَّه الباحِثون إلى أنَّ معظم الأشكال الجينيَّة المرتبِطة بلون البشرة والتي تعرَّفوا إليها قد تعود إلى أكثر من 300 ألف عامٍ من تاريخ البشرية، وأنَّه في العديد من الحالات، ترافقت النسخ الأقدم لهذه الأشكال الجينيَّة مع تلوُّن مُعتدِلٍ للبشرة، ممّا يُشيرُ إلى أنَّ لون بشرة أسلافنا كان فاتحاً وليس داكناً.

قالت تيشكوف: “من المُحتَمل أن الإنسان بدأ يفقد الشعر الذي يُغطِّي جسمه عندما انتقل من العيش في الغابات إلى السُّهول المكشوفة، ولذلك بدأ لون بشرته يتحوَّل إلى الدَّاكنِ”.

“نعتقد أنَّ العديد من الجينات والأشكال الجينيَّة الجديدة التي وجدنا ارتباطاً بينها وبين لون البشرة، ربَّما لم تكن موجودة على الإطلاق خارج القارَّة السمراء، وذلك لأنَّها ليست مُتغيِّرة إلى حدٍّ كبيرٍ”.

“خلُصَت دراستنا إلى أنَّ لون الجلد هو سمة مُتغيِّرة بشكلٍ كبيرٍ جداً بالنسبة إلى سكَّان القارة السمراء وأنَّ هذه السِّمة مستمرَّة في التطوُّر، كما أنَّه وفي معظم الحالات ظهرت الأشكال الجينيَّة المترافقة مع لون البشرة الفاتح في تلك القارَّة”.



هيلث داي نيوز، روبرت بريدت،

 

SOURCE: University of Pennsylvania, news release, Oct. 12, 2017

Copyright © 2017 HealthDay. All rights reserved.URL:http://consumer.healthday.com/Article.asp?AID=727462

— Robert Preidt

شاركها.