الأطعمة المالحة والعطش – خرافة صدقناها طويلاً!

كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون من المانيا والولايات المتحدة الامريكية ونشرت في مجلة التحريات الطبية (The Journal of Clinical Investigation)، ان الاطعمة المالحة لا تسبب العطش كما كان معظمنا يعتقد.

وقد قام الباحثون باجراء الدراسة على مدى عام كامل على رواد فضاء خضعوا لتجربة افتراضية تحاكي واقع رحلة الى المريخ، وخلال هذه السنة راقب الباحثون العلاقة بين حصة رواد الفضاء من الملح ومستويات الرطوبة في الجسم عموما، وخرجوا بنتيجة مفادها ان الرابط الوثيق الذي لطالما شعرنا بوجوده بين الملح والعطش ما هو الا خرافة لا اكثر، بل وعلى العكس من ذلك وجدوا ان الاطعمة شديدة الملوحة كبحت شعور رواد الفضاء بالعطش جاعلة اياهم اكثر نشاطا واجسامهم اكثر ترطيبا.

وفي هذه الدراسة والتي تعتبر الاولى من نوعها في بحث الرابط بين النظام الغذائي وعادات الشرب لدى الانسان، قام الباحثون بالتحكم في كميات الملح في طعام رواد الفضاء، وبينما وجدوا ان كميات الملح في البول تزداد وهو امر بديهي مع زيادة جرعة الملح، كما انهم وجدوا ان العلاقة بين البول الذي يتم انتاجه وكملة الملح لم تتغير اذ يزداد بالفعل انتاج البول، ولكنهم وجدوا ان هذا لم يكن بسبب زيادة استهلاك رواد الفضاء للسوائل، بل كان السبب في ذلك هو ان الملح جعل الكليتين تحاولان اتباع ميكانية تمكنهم من الاحتفاظ بالسوائل لفترة اطول.

وكانت الفرضية السائدة تقول ان جزيئات الصوديوم والكلوريد في الملح المستهلك كانت تجذب جزيئات الماء لتخرجها معها عبر البول، ولكن الدراسة الجديدة وجدت ان الملح يبقى موجودا في البول، بينما يعود الماء الى الكليتين ثم الى الجسم، وهو الامر الذي حير الباحثين القائمين على الدراسة، فلا زالوا يبحثون عن السبب الذي جعل الماء يعود من البول الى الجسم، وتتمحور شكوكهم حول بروتين اليوريا المتواجد في البول والذي يتم تكوينه في العضلات والكبد.

ولوحظ كذلك ان رواد الفضاء الذين كانوا يستهلكون كميات متزايدة من الملح، كانوا يشعرون بالمزيد من الجوع لا العطش.

وهذه الدراسة قد تغير كثيرا في نظرة العلماء الى اليوريا على انه مجرد فضلات تخرج مع البول، فقد يكون لليوريا دور اكثر اهمية من ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى