الأغذية المسببة للحساسية خلال الحمل تقوي مناعة الرضيع

قال باحثون من أمريكا إنهم عثروا على دلائل جديدة على أن الأطفال يحظون بحماية أفضل ضد أنواع الحساسية، عندما تتناول أمهاتهن أثناء الحمل والرضاعة أغذية مسبّبة للحساسية مثل البيض والجوز.

يزداد خطر الإصابة بالحساسىة عندما لا يتعرض الجهاز المناعي للطفل لعوامل متنوعة مثيرة للحساسية

العيش في بيئة شديدة النظافة بشكل مبالغ فيه يؤدي لقصور في تحفيز الجهاز المناعي للطفل

وأكد الباحثون في دراستهم التي نشرت أمس الثلاثاء في مجلة “جورنال اوف اكسبرمينتال ميديسن”، أن التحليلات التي أجروها على أنثى فئران حامل أظهرت أن هذه الأجسام المثيرة للحساسيات تنتقل لنسل الفئران. ورأى خبراء ألمان في نتائج الدراسة تأكيداً لتوصية سابقة للحوامل والمرضعات بعدم التخلي عن أغذية بعينها بسبب خوفهن من الحساسية.

مضمون الدراسة
أعطى الباحثون تحت إشراف أسا أوهسكاي من مستشفى بوسطن للأطفال عدداً من الفئران الحوامل أغذية مسبّبة للحساسية، مثل بروتين البيض أو زبدة فول سوداني، فوجدوا أن هذه الفئران طوّرت إثر ذلك أجساماً مضادة في الدم وهي أجسام تمنع الجسم من القيام بردود فعل حساسة، وتنتقل للجنين من خلال المشيمة أو عبر حليب الأم في أمعاء الطفل ومن هناك إلى الدورة الدموية للطفل.

كما حصل عدد من أنثى الفئران أيضاً على هذه المواد المسببة للحساسية حقناً أثناء إرضاعها نسلها، بينما حصلت فئران أخرى في نفس التجربة على أغذية خالية تماماً من المواد المسببة للحساسية.

ثم فحص الباحثون نسل هذه الفئران لمعرفة ما إذا كانت مصابة بالحساسية ضد البيض أو الجوز، فتبيّن أنه عندما كانت الأم معرضة لأجسام مثيرة للحساسية أثناء الإرضاع فإن نسلها كان محمياً ضد أنواع الحساسية بشكل أفضل بكثير عن الأم التي عاشت بلا حساسية.

تقوية المناعة خلال الحمل
وقالت ميشيكو أويوشي المشاركة في الدراسة: “كان هناك خلاف طويل بشأن ما إذا كان باستطاعة الأمهات تناول أغذية مثيرة للحساسية أثناء الحمل أم لا”، مضيفة أن دراسات بهذا الشأن توصلت لنتائج متباينة لأسباب منها صعوبة معرفة الوقت الذي حدث فيه احتكاك من جانب الأم أو الرضيع بالأغذية المسببة للحساسية “ولكننا استطعنا خلال هذه الدراسة التي أجريت على الفئران فقط مراقبة هذه الأغذية جيداً..”.

كما أوضح الطبيب الألماني أن هناك أيضا ظروفا مميزة لرحم الأم وكذلك عوامل بيئية تلعب دوراً في الإصابة بهذه الحساسيات بعد الولادة وقال: “يزداد خطر الإصابة بهذه الحساسيات عندما لا يتعرض الجهاز المناعي للطفل لعوامل متنوعة مثيرة للحساسية كأن يعيش في بيئة شديدة النظافة بشكل مبالغ فيه مما يؤدي لقصور في تحفيز الجهاز المناعي ويجعله لا يسمح بأي قدر من المواد البروتينية غير الضارة الموجودة في البيئة المحيطة مثل حبوب اللقاح أو الأغذية”.

زر الذهاب إلى الأعلى