الإعجاز العلمي في حوار سيدنا ابراهيم مع أبيه

حوار سيدنا ابراهيم مع أبيه جاء في أربع من سور القرآن الكريم وهي: الأنعام، مريم، الأنبياء و الشعراء ومن هذه الآيات ما ورد في سورة مريم، قال الله تعالى:   واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا * إذ قال لأبيه يا أبت لمَ تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا مريم:41،42 ،

وسنتعرف هنا على الإعجاز العلمي في وصف سورة مريم للحوار الذي دار بين ابي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وأبيه.

لا تجوز عبادة الإنسان لغير الله

إن الأصل في الإنسان ذلك المخلوق العاقل‏ ‏ الحر‏ ‏ المكلف والمكرم، ألا يخضع بالعبادة إلا لمن هو أعلى منه وأقوى وأسمى وأعلم وأحكم‏ ‏ أي‏ لا تجوز عبادة الإنسان لغير الله  سبحانه وتعالى، وأن قمة الخير في الإنسان هي خضوعه بالعبادة لله تعالى وحده‏ ‏ وذلك لأن الانسان هو أعلى المخلوقات الأرضية‏ ‏ وآخرها خلقا‏ ‏ وأكملها بناء وعقلا‏ ‏ ومن ثم فلا يجوز له أن يعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنه شيئا من أمثال النجوم والكواكب‏ ‏ والأصنام‏ ‏ والأوثان‏ ‏ والشيطان‏ ‏ والشهوات‏ ‏ والمال‏ ‏ والسلطان‏ ‏ والذات‏ ‏ كما لا يجوز له أن يعبد غيره من بني الإنسان الذين لا يملكون له من الأمر شيئا‏ ‏ ولذلك قال إبراهيم لأبيه ‏: ﴿…‏ يا أبت لمَ تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ﴾ ‏ مريم‏:42 .‏

تقديم السمع على الإبصار

تقديم السمع على الإبصار في النص القرآني بقول الله تعالى: إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ، ومن الثابت علميا أن المنطقة السمعية في المخ تتكامل عضويا قبل المنطقة البصرية، في مراحل الحمل وبعد الولادة‏، لذلك ذكر السمع قبل البصر في القرآن الكريم.

ضرورة معاملة الوالدين بإحسان

التوجيه بضرورة معاملة الوالدين بالإحسان حتى ولو كانا علي الكفر‏ ‏وهذا التوجيه مستمد من رد نبي الله إبراهيم عليه السلام على غلظة أبيه المشرك، بقوله الرقيق المؤدب المهذب الممتلئ بالإيمان بالله تعالى، وذلك بالنص التالي‏: قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا * وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا مريم: 47،48 .

زر الذهاب إلى الأعلى