الإعجاز العلمي في قوله تعالى ” والقمر قدرناه منازل “

قال تعالى وَالْقَمَرَ‌ قَدَّرْ‌نَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْ‌جُونِ الْقَدِيمِ [يس: 39[“.

في سياق الحديث ع السماء في القرآن الكريم، نجد أن من أبرز ما يهمنا نحن أهل الأرض في صفحة السماء الدنيا، الشمس والقمر، لذلك تحدث القرآن الكريم عن هذين الجرمين حديثا مفصلا و جاء ذكر القمر في القرأن الكريم في سبع وعشرين آية قرآنية كريمة، ومن هذه الآيات القرانية، آية كريمة في سورة يس يقول فيها ربنا تبارك وتعالى تعالى “وَالْقَمَرَ‌ قَدَّرْ‌نَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْ‌جُونِ الْقَدِيمِ [يس: 39[“. فما هو الإعجاز العلمي في قوله تعالى “والقمر قدرناه منازل”

حركة القمر

القمر هو أقرب جار لنا في صفحة السماء، متوسط بعد القمر عنا 384000 كيلو متر، يدور في مجار بيضاوي له قطر أكبر وله قطر أصغر،  حين يكون في قطره الأصغر يكون أقرب ما يكون إلى الأرض، و حين يصل إلى قطره الأكبر يكون أبعد ما يكون من الأرض، وسرعة دوران القمر حول محوره مرتبط ارتباط وثيقا بسرعة دوران الأرض حول محورها، فكلما زادت سرعة دوران الأرض حول محورها، قلت سرعة دوران القمر حول محوره، و كلما قلت سرعة دوران الأرض حول محورها أصبحنا في وضع حرج للغاية، لأنه مع تباطئ سرعة دوران الأرض تتسارع سرعة دوران القمر، و مع تسارع سرعة دوران القمر حول محوره قد ينفلت تماما من نطاق جاذبية الأرض، و يذهب بعيدا عنا، و قد تبتلعه الشمس، و هذا من الاشارات القرانية البديعة عن بداية تهدم النظام الكوني، يقول تعالى {فإِذا برق الْبصرُ 7 وخسف الْقمرُ 8 وجُمِع الشّمْسُ والْقمرُ 9 }.

ما هي منازل القمر

يجري القمر في مداره حول الأرض بسرعة تساوي سرعة دورانه حوله محوره، و هي سرعة بطيئة حوالي كيلو متر واحد في الثانية، ومدار القمر يبلغ طوله مئتي وأربعة عشر مليون كيلو متر، فيتم هذه الدورة في شهر قمري كامل، و يجري القمر حول الارض ببطء شديد، و هي بنفس سرعة دورانه حول محوره، لذلك اهل الارض لا يرون من القمر الا وجها واحد، و هذه المساحة التي نراها من القمر هي التي يعبر عنها باسم منازل القمر، وإذا جاء القمر والارض و الشمس على استقامة واحدة فلا يمكن ان نرى من القمر شيئا، وهو ما يسمى بمرحلة المحاق، كما ان انتقال القمر من مرحلة المحاق إلى مرحلة البدر الكامل يسمى بالدورة القمرية، و هذا الانتظام في دورة القمر حول الأرض اصبح ساعة كونية، فأصبح القمر والشمس وسيلتين من وسائل قياس الزمن وادراك الاحداث.

التعبير القرآني في قوله تعالى ” وَالْقَمَرَ‌ قَدَّرْ‌نَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْ‌جُونِ الْقَدِيمِ [يس: 39]“.

تناقص الإنارة التي يتم رؤيتها من قبل أهل الأرض في القمر بالتدريج خلال الدورة القمرية من البدر الكامل حتى المحاق ثم الهلال، هذه الدورة هي ما يعبر بها عن منازل القمر، ويعجب الانسان لاستخدام القرآن الكريم لهذا التعبير العظيم لأن المنزل هو مكان السكن.

القمر يدور حول الأرض بسرعة دورانه حول محوره، فيتم هذا المحيط القمري في شهر قمري كامل، وهذه الدورة يقع فيها القمر في كل يوم في منزل من منازل النجوم، يعني ان النجوم البعيدة عنا تبدو لنا من سطح الارض انها ثابتة، ولذلك يمكن ان ينسب موضع القمر بالنسبة للأرض إلى تجمع من هذه التجمعات النجمية التي يسميها العلماء بالبروج، واتضح ان القمر يقطع في كل يوم اثنا عشر درجة من درجة محيط السماء، وهذه الحركة في كل يوم تجعل القمر يقع بالنسبة للنجوم كل يوم في منزل.

زر الذهاب إلى الأعلى