تشارك دولة الإمارات في اجتماعات الدورة الخمسين للجنة الأمم المتحدة للإحصاء المنعقدة في المقر الرئيسي للمنظمة الدولية خلال الفترة من 5 إلى 8 مارس (آذار)الحالي، بمشاركة وفود أغلب الدول الأعضاء، ومئات الخبراء العالميين في مجال الإحصاء والبيانات حول العالم. واستعرض المدير العام للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، رئيس وفد الدولة عبد الله ناصر لوتاه – في تصريحات أدلى بها خلال الاجتماعات – أهمية الإحصاء والبيانات في تفاصيل الحياة البشرية اليومية.

وشدد على أهمية دور البيانات في حياة أي شخص وضرورة التوازن بين الاستهلاك والإنتاج، وأعطى مثالاً على ذلك عن أهمية البيانات المرتبطة بالأسعار لكل فرد كتكلفة المعيشة وأسعار المنتجات الغذائية والمواصلات، والبنزين، والسكن، وتذاكر السفر، والاتصالات إذ إنها كلها تؤثر على الحياة اليومية للفرد بصورة مباشرة.

وقال إن “عدم وجود البيانات يعني استغلال واستنزاف موارد كوكبنا، ويعني أيضاً أننا نخاطر بمستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة”.

وتطرق لوتاه إلى العلاقة بين توفر البيانات وقضايا مهمة في عالم اليوم مثل تغير المناخ قائلاً: “ما يحدث اليوم في مسألة تغير المناخ سببه أمور عديدة منها التلوث البيئي، وعدم تركيز المصانع على الطاقة النظيفة، وتوفر البيانات يساعدنا على فهم الواقع الذي نعيشه ويعطينا تصوراً عن المستقبل، فالبيانات مهمة جداً لدوام الاستدامة على كوكب الأرض”، مشيراً إلى أن البيانات هي نفط المستقبل.

وتطرق إلى المنتدى العالمي للبيانات التابع للأمم المتحدة الذي استضافته دبي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والإعلان الصادر عنه بما في ذلك تركيزه على ثلاثة أمور أساسية وهي تعزيز الشراكات ما بين المؤسسات المختلفة، وتوفير البيانات بصورة آنية وبجودة ونوعية، والتركيز على استخدام التقنيات الحديثة لتسهيل عملية الحصول على البيانات والإحصائيات بطريقة سلسة ومبتكرة، منوهاً إلى اجتماعات الدورة الخمسين للجنة الإحصاء وما تم تنفيذه من هذه المحاور.

أهـداف التنمية 
وأكد أهمية المناقشات التي تتناولها لجنة الإحصاء، والتي أشار إلى أنها تتمحور حول كيفية تنظيم عملية تحقيق أهـداف التنمية المستدامة، مؤكداً أن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها من دون التركيز على أربعة محاور رئيسية، وهي أولاً: نشر الوعي فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ليكون أي مواطن في العالم على قدر كبير من الفهم بشأن أهمية هذه الأهداف، ثانيا: تعزيز الشراكات ما بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والأفراد والمؤسسات الدولية، ثالثاً: إيجاد إطار للحوكمة، رابعاً: المتابعة والرصد لجميع المؤشرات التي تندرج تحت أهداف التنمية المستدامة، مشدداً على الدور الهام الذي يلعبه الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لا سيما في المرحلة ما بعد عام 2030.

وفيما يتعلق بالشراكات العالمية التي تمثل محور اهتمام الهدف الـ17 من أجندة التنمية المستدامة قال إن “دولة الإمارات العربية المتحدة وبناء على إحصائيات وأرقام منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حققت المرتبة الأولى عالمياً في موضوع المساعدات الخارجية”.

وأضاف أن “الإمارات لا تنظر لنفسها فقط عند الحديث عن أهداف التنمية المستدامة، وإنما تنظر إلى ما يجب تحقيقه من بناء المدارس والمستشفيات، وإيجاد بنية تحتية قوية للمجتمعات الفقيرة والنامية مثل الجسور والأنفاق، ليجد الطفل الذي يريد أن يذهب إلى المدرسة طريقاً معبداً يساعده على ذلك”، لافتاً في هذا الصدد إلى مؤسسات مثل “دبي العطاء” التي تركز على التعليم في المجتمعات كافة بدون أي تمييز أو تفريق بين أي لون أو عرق أو دين أو منطقة جغرافية، ومدينة دبي للخدمات الإنسانية التي تستطيع بالتعاون مع الأمم المتحدة إيصال طائرات الإغاثة إلى أي مكان على وجه الأرض برحلة مباشرة.

شاركها.