الامتحان الشفوي : لماذا يفشل فيه الكثير من الطلاب رغم سهولته؟

الامتحان الشفوي يشكل كابوساً بالنسبة لغالبية الطلبة في مختلف المراحل التعليمية .. فترى لماذا يعجز أغلبهم عن اجتياز ذلك الامتحان ؟

الامتحان الشفوي

يعتبر الامتحان الشفوي من أصعب أنواع الامتحانات التي يواجهها الطلاب في مختلف مراحل التعليم، وقد تلاحظ أن مستوى تحصيل النسبة الغالبة منهم في الامتحانات الشفوية ينخفض بدرجة كبيرة مقارنة بمستوى التحصيل في الامتحانات التحريرية، بل أن بعضهم يحقق نتائج بالغة التدني في تلك الامتحانات رغم تفوقه.. فترى لماذا يفشل البعض في اجتياز الامتحان الشفوي ؟ وما الأخطاء التي يجب تفادي الوقوع بها لتحصيل النتائج المرغوبة؟

أسباب الفشل في اجتياز الامتحان الشفوي

يرى الخبراء أن الصعوبة التي يواجهها الطلاب عند إجراء الامتحان الشفوي لا ترجع عادة إلى نقص المعلومات، بل ترجع إلى بعض السلوكيات أو المعتقدات الخاطئة لدى الطالب نفسه وفي مقدمتها الآتي:

قلة الثقة بالنفس

الفشل في اجتياز الامتحان الشفوي لا يرجع إلى نقص المعلومات بقدر ما يرجع إلى مستوى ثقة الطالب في نفسه، حيث أن البعض يحققون نتائج جيدة في الاختبارات التحريرية ولكن عند وقوفه داخل لجنة الامتحان الشفوي يتلعثم وينسى أجزاءً من الإجابة، وذلك يرجع إلى قلة ثقته بنفسه وعدم قدرته على مواجهة اللجنة المُمتحنة.

لا توجد وصفة ثابتة تساعد على تنمية ثقة الإنسان في نفسه، إذ أن ذلك الأمر يرتبط بالعديد من العوامل منها ما يتعلق بنوع التربية والخبرات الحياتية وغير ذلك، لكن النصيحة المقدمة من الخبراء التربويون في هذا الصدد تتمثل في ضرورة التحضير الجيد قبل الامتحان، والتدريب على أسلوب الإلقاء.

مراقبة ردود الأفعال

النسبة الغالبة من الطلاب ينشغلون أثناء الامتحان الشفوي بمراقبة ردود أفعال أعضاء اللجنة، ويعد ذلك واحد من أهم العوامل التي تؤدي إلى الفشل في تحقيق النتائج المرغوبة، حيث أن مراقبة ردود الأفعال تؤدي إلى تشتت الانتباه وتؤثر سلباً على ثقة الطلاب في نفسه فتأتي إجاباته -وإن كانت صحيحة- غير مُنظمة وغير مكتملة.

لا داعي لمحاولة التعرف على النتائج من خلال قراءة انطباعات لجنة الامتحانات، والأفضل بالطبع أن يكون تركيز الطالب بالكامل مُنصب على الإجابة التي يلقيها.

عدم الحصول على قسط من الراحة

يقضي بعض الطلبة فترات طويلة في حفظ المعلومات ومذاكرة الدروس استعداداً للامتحانات خاصة إذا كان يخص أحد المواد الصعبة، ولكن هؤلاء يغفلون إلى أن الحصول على قسط مناسب من الراحة والنوم الجيد أحد أشكال الاستعداد لخوض الامتحان، بل أن الخبراء يرون أن عدم الراحة أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الفشل في اجتياز الامتحانات بشكل عام و الامتحان الشفوي على وجه الخصوص.

قلة النوم أو النوم المضطرب يؤثر بشكل سلبي على القدرات الذهنية والإدراكية للإنسان، وأثناء إجراء الامتحان الشفوي بالأخص يكون الإنسان في حاجة إلى ذهن متقد سريع البديهة قادر على ترتيب الأفكار وعرضها بالشكل المناسب، لهذا يجب الحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة في الليلة السابقة من الامتحان، ويمكن إجراء بعض تمارين الاسترخاء البسيطة لتهدئة الأعصاب وتصفية الذهن.

انعدام المرونة

يرى علماء النفس وخبراء التنمية البشرية أن قلة المرونة من أسباب الفشل في تحقيق الأهداف بصفة عامة، ويمكن تطبيق تلك القاعدة على الفشل في الامتحان الشفوي بشكل خاص، إذ أن اجتياز هذا النوع من الاختبارات يرتبط بدرجة كبيرة بمدى مرونة الشخص وقدرته على تخطي العوائق والتغاضي عن الأخطاء العابرة.

القاعدة تقول أن ما لا يُدرك بالكامل لا يُترك بالكامل، وعلى الطالب أن يؤمن تماماً بتلك القاعدة قبل الإقدام على إجراء الاختبار الشفوي خاصة إذا كان من النوع الذي يتضمن عِدة أسئلة، حيث أن بعض الطلاب حين يُخطئون في إجابة معينة تصيبهم حالة من التوتر والارتباك تؤثر بشكل سلبي على إجاباتهم التالية، لهذا ينصح الخبراء في مجال التربية والتعليم بضرورة أن يكون الطالب على درجة من المرونة تمكنه من تلافي الأخطاء وعدم التوقف عندها، حيث أن لا يفترض أن يؤدي إهدار فرصة واحدة إلى التفريط في كامل الفرص المتبقية.

زر الذهاب إلى الأعلى