الاهتمام فى الحب

الإهتمام و الحب و جبة ضرورية للنمو و الصحة النفسية ، و وقود العلاقات الجيدة و إصلاح ذات البين – اهتمامك بي هو سر سعادتي .. ووجودك معي هو كل ما أريد في الحياة . فقبل أن تحب تعلم كيف تهتم فلو خيروني بين شخص يحبني و آخر يهتم بي لاخترت الشخص الي يأسرني باهتمامه مدى الحياة .

الاهتمام فى الحب
الاهتمام فى الحب

حب بدون اهتمام

فلا فائدة من حب بلا اهتمام فبينهما شعرة من السهل حرقها .. فلا يستقيم الحب الا على ساقين ، أحدهما الإهتمام و الآخر الإحترام ، و إلا فهو حب أعرج منذ الأزل ، وكل الفلاسفة و علماء النفس يحاولون الوصول الى تعريف الحب ، و كل فيلسوف له له رؤيته الخاصة ، و كل حكيم يرى الحب من وجهة نظره ، و علماء النفس يجتهدون ليجدوا له تفسيرا علميا ،فضلا عن العشاق و تعريفاتهم ، فكل عاشق يعرف الحب على أنه محبوبته ، و يعطي إسمها ملخصات للحب ، فتكون تجسيدا للحب لا يكون بغير ها . إن الحب هو حالة من الرقي في أسمى أوجهها .

ما هو الحب

الحب عاطفة ، شعور و لا يمكن للكلمات أن تصفه ، حالة كانت و ما زالت مبهمة للجميع ، و لكنها كاحالة فهي أسمى أوجه الرقي الرقي في كل النواحي بدون استثناء . و لنفهم هذا الرقي في الحب ، لابد لنا من استعراض أنواعه .

انواع الحب

هناك حب صافي غير مشروط ، و حب مشروط ، و حب من طرف واحد _ ومن الحب ما هو فطري : كحب الوالدين لأولدهم و الأبناء لوالديهم و هو حب صافي غير مشروط الحب المشروط هو الحب بين طرفين كلا منهما وجد في الآخر ما يرغبه و حين انتفاء هذه الشروط يزول الحب كما بدأ أما الحب من طرف واحد فكما هو واضح من إسمه هو أن يحب طرف الطرف الآخر دون علم الطرف الآخر بذلك الحب أو لرفضه ذلك الحب و هذا أصعب أنواع الحب ، فمن يعطي يريد أن يأخذ المقابل و دون أن يطلب ، لأنه لو طلب لانتفت البهجة من الأخذ و أصبح دون قيمة عاطفية – رقي في العطاء فلا حدود في للبذل بينهما ، و لا وجود لكلمة ” كفى ” .رقي في الأخلاق، فكلاهما يحرص على أن يرتقي بأخلاقه من أل الطرف الثاني ، و يرتفع من أي كلمة قد تأذي مشاعره أو حتى قد يكون لها معنيان .

الحب هو المرادف للرقي التام ، سموا لا لا يقابله سمو و لا يعلوه شيئ ، قمة الرقي في الإحترام و التقدير ، فكلاهما يرى أن الطرف الآخر أكثر مما يستحق ، و أنه فقط يحاول أن يرضيه . رقي حتى في الخلافات ، فلا تجد تجاوزا و لا انتقاصا من طرف اتجاه الآخر ، و بعده يسارع كل طرف لإرضاء الآخر ؟ لماذا لأنه يحبه .

الاهتمام أعظم من الحب

كم هو جميل الحب في معناه الراقي ، و كل من جربه في هذه الحالة هو من السعداء ، فارتقوا إليه لترتقوا به ، ابحثوا عنه و لا تفرضوه و لا تطلبوه ، فالحب كالرزق ، تسعى إليه لأنه يأتيك وحدو و لو طلبته لكنت شحاذا . الإهتمام بالآخرين و الحصول عليه من الآخرين حاجة نفسية إنسانية . تمنح الشعور بالإمان و الثقة و تعمق روابطه مع المحيط ، في حين أن غياب الإهتمام يقود الى برود المشاعر و الجمود و اللامبالات ، بل الى أشكال متنوعة من الأمراض النفسية و الجنوح .

الاهتمام هو الحب

عندما يهتم إنسان بإنسان آخر أو بحيوان أو بشيئ ما فإنه يركز انتباهه على هذا الشيئ . و لكن هذا التركيز لا يشير بعد الى أن هذا الإهتمام ينبع من نوايا طيبة أو سيئة . و لكن عموما يستخدم مصطلح الإهتمام بالمعنى الإيجابي .. فالإهتمام بالآخرين يولد لديهم مشاعر طيبة و مريحة و تداعيات إيجابية و الإهتمام يعني الحب ، فالشخص المحبوب هو الشخص الذي يحظى باهتمام من يحب ، علما أن الحب هو الشيئ المكثف من الإهتمام كما يعني في الوقت نفسه العطف و الحنان . – و الأطفال بشكل خاص يحتاجون الى هذا النوع من العطف و الحنان الذي يشتمل على اللمسات الجسدية .

و هم عندما يتحصلون على ” وجباتهم اليومية ” من اللمسات و الكلمات الطيبة ينمون انفعاليا بشكل أفضل . كما أن الكبار يحتاجون الى الإهتمام فالكبار يحتاجون الى الاهتمام ، فالحنان الذي يحصل عليه الكبار من محبيهم يجعلهم مشحونين بالطاقة أكثر و يحصنهم ضد مشاعر القنوط و الحزن .. – و يعتبر الإصغاء شكل من أشكال الإهتمام ..و هذا الشكل من الإهتمام أصبح يتناقص مع الزمن بسبب انتشارالتلفزيون و الكميوتر و طول أوقات العمل و نقص القدرة عند الناس للإصغاء لبعضها .. الخ .

الاهتمام هو الحب
الاهتمام هو الحب

و تشير الدراسات الى الراشدين لا يتواصلون في اليوم الا لدقائق معدودة مع بعضهم . وكثير من الناس يهربون الى من يصغي إليهم و يسمعهم و نجدهم متعلقون بمن يصغي إليهم لا لشيئ الا لمجرد أنه ينصت إليهم حتى و إن كانت دوافعه أحيانا مشكوك بها . و البعض الآخر يلجأ الى المعالج النفسي و يدفع له المال من أجل أن يسمح لهم بالإسترخاء عنده و التحدث إليه ..من أجل أن ينصت إليهم .

و كثير من المشكلات لو أن الناس يصغون لبعضهم و لهموم بعضهم . و هناك اتجاه عام نحو النقص في القدرة على الإصغاء للآخرين إ وقبل أن يريد الآخر بقول ما يريد قوله تتم مقاطعته و إعطائه النصائح أو إفهامه بأن لا وقت لدينا للإصغاء له .و في الحقيقة فإن كثير من الناس لا يحتاجون للنصيحة ، لأنهم أقدر الناس على نصح أنفسهم و كل ما يحتاجونه هو من ينصت إليهم ، و يشعرهم أنه مهتم بما يقولونه و أن ما يقولونه جدير بالإهتمام . – و الالتزال كذلك شكل من أشكال الاهتمام .

و يمكن ملاحظة الالتزام على مستويات عدة ، في المهنة و السياسة و الأعمال الخيرية الاجتماعية و الالتزامات المهنية أو السياسية أو غيرها تتطلب من الانسان مقدارا عاليا من المقدرةعلى الإبداع و التي لا يمكن أن تتم دون وجود دعم اجتماعي للشخص المعني . و الإهتمام عموما ليس عملية و حيدة الإتجاه ، فلإهتمام نحو الخارج يتطلب الإهتمام نحو الداخل ، فمن يقدم الاهتمام الآخرين لا بد أن يحظى باهتمامهم و لكن لابد من الإنتباه كذلك أن الاهتمام بالآخرين قد يكون على حساب الشخص نفسه .

و إذا كان لابد للإنسان من الاهتمام بالآخرين فإن ذلك لا يجب أن يكون على حساب مصلحته الشخصية و أن يشعر بالإستغلال من الآخرين . _ فالأطفل الذين يعانون من الحرمان من الإهتمام و الدفىء تظهر لديهم أعراض الإنسحاب و العزلة و التباطؤ الذهني و يموتون بشكل أبكر من الأأطفال الذين يحصلون على الإهتمام العاطفي و الرعاية بدرجة مقبولة .

نقص الاهتمام في الحب

و كثير من الأمراض و الإضطرابات النفسية ترجع أسبابها الى نقص الإهتمام و الذنب لا يكمن في المحيط نفسه ، ففي أحيان كثيرة يمكن أن يكون الشخص نفسه مسؤولا عن ذلك من خلال عجزه عن التعبير عن مشاعره . و يرى علماء النفس أن الخط الفاصل بين جنوح الأحداث و نقص الإهتمام ليس بالكبير .. كما أنه خلف السلوك الدواني غالبا ما تكون الرغبة في الإهتمام .

اضرار الاهتمام الزائد في الحب

و لفرط الإهتمام كذلك مضار كثيرة ، فمن الحب ما قتل ، و هو مثل عربي ، يعني أن فرط الحب يجعل الإنسان مخنوقا من كثرة الإعتناء و الرعاية المقدمة له الى درجة لا يعود فيها قادرا على التصرف الحر و العفوي ، فالأم التي تفرط في الإهتمام بطفلها و لا تسمح له بأي مجال من الحركة و الحرية بحجة حمايته من الأخطار المتنوعة التي تتوهمها أو تتوقعها ، تكون بتصرفها قد بدأت تزرع بذور الخوف و عدم الثقة في طفلها ، و تمهد لجعله عاجزا في المستقبل عن التصرف المستقل و اتخاذ القرار . و بالتالي الإهتمام أعظم من الحب ..لأن الحب كدورة الحياة من الميلاد الى الموت ..فيه قوة و ضعف ..يه شغف و كره ..فيه عذاب و نشوة .. بينما الإهتمام بأنفسنا و بمن نعول فيه أمل مدى الحياة . اهتموا بغيركم من البشر ..فقد يرحلون و ترحلون فجئة و تبقى الجراح ، أو تبقى لحظات من الحياة الحقيقية في جو من المرح و الحب .

و في النهاية إن كنت لا تعرف شيئا عن الإهتمام فإياك أن تتحدث عن الحب .. فالإحترام و الإهتمام هو الحب الذي لا يموت ..فالإهتمام هو غذاء الحب .. و منه يتنفس لينمو أعواما طويلة

زر الذهاب إلى الأعلى