الثلاثاء, مارس 19

من المعروف والمدروس والمثبتة نتائجه ان الشخص الذي يعطي جزء من اهتمامه ووقته او ماله بشكل مستمر بمعنى الشخص الكريم ماديا واجتماعيا يتمتع بنتائج نفسية ايجابية ناتجة عن هذا السلوك , بل حتى ان المال الذي ينفقه الشخص على الاخرين (من المحتاجين طبعا) له تأثير اكثر ايجابية بكثير من المال الذي ينفقه الانسان على نفسه حيث ان ماينفقه على نفسه له تأثير وقتي ايجابي محدود غير دائم اما ما ينفقه على غيره يستمر بالتأثير الايجابي كلما تذكره الشخص وينعكس ايجابا على مزاجه ومقدار سعادته , اما ماهو جديد ويثير الدهشة ان يكون لهذا السلوك تأثير ايجابي على الصحة البدنية والامراض المزمنة ; استخلصت هذه الاستنتاجات من خلال دراسة اجريت على مجموعة من مرضى ارتفاع ضغط الدم حيث أعطي كل شخص مبلغ 40 دولار وقسموا الى مجموعتين الاولى طلب منها ان تنق النقود كل مريض على نفسه والمجموعة الثانية ينفق فيها كل مريض النقود على الاخرين وكانت النتائج ان المجموعة الثانية اظهرت تحسن ملموس على معدل ضغط الدم والذي تمت متابعته بشكل مستمر .

 هذه النتائج اولية وتتطلب المزيد من الدراسات المدعمة . من المنطقي ان يكون للحالة النفسية تأثير على معدل ضغط الدم عند  مرضى الضغط حيث ان مستوى التوتر له تأثير مباشر على القلب وغير مباشر لاسباب غير معروفة على الاوعية الدموية ومثال على ذلك ما يسمى بمتلازمة المريول الابيض وهي حالة ارتفاع الضغط لمجرد رؤية  الطبيب اوالممرض .

 الانسان هو مخلوق اجتماعي بطبعه وعلى مدار ملايين السنين كان اسلوب حياته قائم على المصلحة المشتركة بين اعضاء المجموعة او القبيلة وخلال حياة اسلافنا البدائية كانت فرصة النجاة والعيش في وسط الحيوانات المفترسة مرتبطة مباشرتا بمقدار التعاون بين افراد هذه المجموعات والقدرة على حماية كل شخص للآخر لذلك بقاء وصحة  الآخر يعني بقائنا وقد زرعت هذه الصفة   في جيناتنا, وما ميلنا نحو مساعدة الشخص الذي لانعرفه ان كان في خطر يهدد حياته وبشكل قد يهدد حياتنا في بعض الاحيان الا مثالا على هذه الصفة الموروثة .
 ولكن مع تطور حياة البشر وزوال الاخطار القديمة  المهددة لحياتهم اصبح ارتباطنا بالآخر اقل ضرورة فطرية لأن وجوده او عدمه غير مهم لبقائنا من الناحية البدائية والمرتبط بالحيوانات المفترسة وليس المقصود هنا الارتباط الذي اوجدته الحضارة والتي هي حديثة العهد جدا اذا ما قورنت بالفترة السحيقة التي سبقتها , ومع بعدنا هذا عن الآخر فقدنا جزء من المكافئة النفسية الطبيعية والرضى النفسي الذي ارتبط بمساعدتنا للآخر والمقصود بالمكافئة هنا  مايشعر به الانسان من لذة او متعة خلال ممارسة كل ما يضمن استمراريته و استمرارية جنسه مثل  الأكل و الشرب و الجنس .
 ونحن حين نساعد الاخرين سواءا ماديا او اجتماعيا نقوم بتنشيط واعادة هذه المكافئة الغريزية وتعزيز شعورنا بالامان والرضى عن النفس وبالتالي رفع درجة السعادة التي لا غنى عنها لحياة مستقرة , هادئة  و ممتعة .

 للمزيد من المعلومات والاستشارات شاركو بتعليقاتكم
 اذا اعجبتكم المقالة شاركوها عبر الروابط بالاسفل

شاركها.