التدوير.. وحسن التدبير!! – علي الصحن

في كل مباراة يلعبها الهلال يقلب عشاقه الرأي ولا يهتدون إليه، أو لا يتفقون عليه، يحدث هذا الاختلاف عندما يكون الحديث عن التدوير الذي يقوم به مدرب فريقهم رازفان في كل مباراة، وسبقه إليه مدربون آخرون مع الفريق، دون أن يشاهد الهلاليون مثله في فرق أخرى.

التدوير الذي يقوم به رازفان أثمر حتى الآن عن العلامة الكاملة في كل شيء (!!)، صدارة الدوري وبلوغ نصف نهائي كأس الملك، وتحقيق فوزين في النسخة الدائرة الرحى من دوري أبطال آسيا .. وقبل ذلك كله كان الفوز باللقب الآسيوي الثالث في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي.

هذه النتائج تجعل من يرفض التدوير يراجع أمره، فالنتائج في صالح المدرب، أما من يؤيدونه فهم سعداء بما يحققه الفريق في ظل هذه السياسة، التي تشي بنجاح المدرب وبقوة الفريق ووفرة البدلاء فيه، على الرغم من أنه الأقل استفادة من العنصر الأجنبي، وعلى الرغم من أن عيادة النادي لم تخلُ يوماً من اللاعبين المصابين، فلا يكاد الفريق يستعيد لاعباً إلا وقد خسر الآخر.

من وجهة نظري أرى أن التدوير أمر مهم في ظل ضغط المواجهات وصعوبتها، وكون الفريق يلعب كل مباراة على أنها مباراة نهائية، ووجود مدرج لا يقبل أنصاف الحلول، فضلاً عن وجود عدد من اللاعبين المميزين القادرين على تنفيذ كل ما يريده مدربهم ومدرجهم، لكن الأمر أيضاً يحتاج إلى حسن تدبير وسياسة – ولا أظن الأمر غائباً عن المدرب ولكنه ربما يرى الأمور من زاوية مختلفة – فالفريق قد يدفع ثمن هذا التدوير ثم يصعب التعويض، وقد حدث في مباريات عدة خسر الفريق فيها نقاطاً كانت في متناول اليد.

الفريق الآن في وضعية جيدة في دوري أبطال آسيا، ومباراته في نصف نهائي كأس الملك سهلة نسبياً، والتدوير الذي كان مقبولاً وله مبرراته بالأمس لم تعد له حاجة اليوم، مما يتطلب قراءة المشهد من جديد، والبدء في التركيز على الدوري كأحد الأهداف المهمة للفريق (وكل بطولة يلعبها مهمة)، والتوقف عن التدوير المبالغ فيه والذي يفقد الفريق شخصيته وقوته واستقراره وانسجامه، وإن كان رازفان ولابد فاعلاً فليكن الأمر إراحة لاعب أو لاعبين في كل مباراة بالتناوب.

المرحلة المقبلة للفريق مرحلة حسم، سوف تتزايد فيها الضغوط والمطالب، ولا تحتمل أي أخطاء، وهي أيضاً تتطلب المزيد من الاستقرار والتركيز، وكثرة التدوير والتغيير سوف تفقده هذين المطلبين المهمين، وهو ما يجب التنبه إليه قبل أن يقع المحذور، وتكون سلبيات التدوير أكثر من إيجابياته، ويخسر الفريق مباريات سهلة ، كما حدث مع مدربين سابقين، كانت الأمور بيدهم، لكنهم في النهاية أضاعوا كل شيء.

زر الذهاب إلى الأعلى