التغذية السليمة للطفل في المدرسة تعتمد على نفس المبادئ لتغذية الأشخاص البالغين من أجل التمتع بحياة صحية، فالجميع بحاجة إلى العناصر الغذائية الأساسية نفسها، والتي تشمل الفيتامينات والمعادن، البروتين، الدهون، والكربوهيدرات، لكن باختلاف الكمية التي يجب الحصول عليها في كل مرحلة من حياة الطفل.

يمكن الوقاية من العديد من الأمراض بما في ذلك مرض السمنة لدى الأطفال والذي انتشر بصورة كبيرة مؤخرا، وذلك عن طريق اتباع نظم التغذية السليمة، لكن ينبغي التعرف على كمية وأنواع الطعام التي يحتاجها وفقا لكل مرحلة عمرية يمر بها، كاحتياجاته من الحديد والكالسيوم على سبيل المثال. ولكن عند الاهتمام يجب معرفة كيفية الاهتمام بالطفل منذ ولادته، وليس في فترة المدرسة فحسب.

تغذية الطفل الرضيع

تعتمد التغذية السليمة للأطفال منذ فترة الرضاعة، سواء كان عن طريق الرضاعة الطبيعية أو شرب الحليب الصناعي، وكلاهما يوفر معظم العناصر الغذائية المهمة للطفل خلال الشهور الأولى وحتى العام الأول من عمره.

ومن ثم يصبح الطفل مستعدا لإدخال الأطعمة الصلبة بعد الستة أشهر الأولى من الرضاعة، ومنها الحبوب المدعمة بالحديد والمخصصة لهذه المرحلة العمرية ، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه واللحوم المهروسة، فهذه الأنواع من الأطعمة تساعد على توفير كميات جيدة من عنصري الحديد والزنك، اللذان يصعب توفيرها من الحليب بعد 6 أشهر من الرضاعة الطبيعية.

وتعد الدهون من العناصر المهمة لتطور دماغ وأعصاب الأطفال، لذلك لا ينبغي الحد من إدخال الدهون للطفل في أول عامين من عمره، ولكن المقصود بالدهون هي الدهون الصحية وليست الدهون المصنعة أو المهدرجة.

تغذية الطفل في مرحلة ما قبل دخول المدرسة

التغذية السليمة للأطفال قبل مرحلة المدرسة

في الفترة ما بين السنة والخمس سنوات، ينمو الطفل بصورة متباينة، كما أن شهيته تكون مختلفة بشكل كبير أيضا، فربما يتناول كمية كبيرة من الطعام خلال يوم واحد، ولا يتناول إلا قدر قليل من الطعام خلال اليوم التالي، ويعد هذا الأمر طبيعيا، ولا داعي للقلق طالما تقوم الأم بعرض الخيارات الصحية عليه، مما يضمن حصوله على احتياجاته اليومية من العناصر الصحية بصورة سليمة.

الاحتياجات التي ينبغي التركيز عليها في هذه المرحلة

يعتبر الكالسيوم من العناصر الأساسية لبناء العظام والأسنان بشكل صحي وقوي، لذلك ينبغي التركيز عليه، لكن قد تواجه الأم صعوبة في أن تقنع طفلها بتناول الحليب ، والذي يعد أفضل مصدر للكالسيوم، وقد يكون الطفل يعاني من حساسية الحليب، أم عدم تحمل اللاكتوز، وهنا يمكن أن تلجأ الأم إلى البدائل التي تساعد الطفل، ومنها الحليب خالي اللاكتوز، أو حليب الصويا أو مصادر أخرى مثل سمك السردين، الحبوب المدعمة بالكالسيوم أو عصير البرتقال المدعم بالكالسيوم أيضا.

إلى جانب الكالسيوم، تعد الألياف والفيتامينات والمعادن من العناصر الغذائية التي ينبغي الاهتمام بها خلال النظام الغذائي لهذه الفترة من عمر الطفل، حيث يبدأ الطفل في اختيار بعض الأطعمة والامتناع عن الأخرى، حيث يميل غالبا إلى الأطعمة الخفيفة كأصابع الدجاج، والأطعمة النشوية مثل البطاطا أو البطاطس المقلية أو المعكرونة، لذلك ينبغي حرص الأم على حصول طفلها على بعض مصادر الألياف كالحبوب الكاملة والبقوليات، الخضروات والفواكه، والتي تلعب دورا كبيرا في تحسين عملية الهضم والوقاية من الإصابة بالإمساك.

تغذية الطفل في السليمة في المدرسة

في السادسة والسابعة من عمر الطفل، يمكنه الحصول على خيارات عديدة من الطعام في المدرسة، وبشكل خاص إذا كان يحصل عليه من المطعم أو الكافيتريا، حيث لا تتوفر الأغذية الصحية غالبا، مثل رقائق البطاطا، الكعك والحلوى، وجبات خفيفة أخرى غنية بالدهون والسكريات والصوديوم، والتي تسبب مشاكل صحية مثل زيادة الوزن، لذا ينبغي عدم استهلاك هذه العناصر، حيث يفضل تحضير الطعام في المنزل للطفل، أو تشجيع الطفل على اختيار الأطعمة الصحية، وينبغي أيضا التركيز على مصادر البروتين لأن الأطفال لا يميلون إلى تناول اللحوم غالبا، فيمكن اللجوء إلى التحايل عليهم بطرق تقديم الطعام أو إدخال مصادر أخرى للبروتين مثل الحليب، البيض والبقوليات.

كما هناك بعض الأطعمة التي تساعد الأطفال على الفهم والتحصيل الدراسي، مثل تلك الأطعمة المحتوية على الأوميجا 3 مثل الأسماء الزيتية كالتونة والسردين السلمون، والمكسرات بمختلف أنواعها.

أما مع بداية سن البلوغ، يحتاج الأطفال إلى المزيد من السعرات الحرارية التي تدعمهم لمواجهة التغيرات الجسدية التي يمرون بها، وهذه السعرات الحرارية تأتي من الوجبات السريعة غالبا، أو بعض الأطعمة منخفضة القيمة الغذائية.

التغذية السليمة في مرحلة المراهقة

نلاحظ خلال هذه المرحلة ميل بعض المراهقين لتقييد السعرات الحرارية والكربوهيدرات والدهون، نظرا لأنه يعد الوقت الذي يصبح فيه الشخص أكثر إدراكا لشكله ووزنه، مما قد يؤدي إلى خلل في النظام الغذائي واتباع سلوكيات غير صحية، لذلك ينبغي أن يكون الوالدين على دراية بهذه التغيرات التي تحدث في نظام الأكل، وأن يحرصا على تنظيم عشاء عائلي على الأقل مرة أو مرتين أسبوعيا.

ومن الجدير بالذكر أن متطلبات الجسم من الكالسيوم تزداد في مرحلة المراهقة، وتصبح أكثر أهمية، حيث تتكون معظم الكتلة العظمية خلال هذه المرحلة، لذلك ينبغي تشجيع المراهقين على تناول حصة من الحليب ومشتقاته أو المصادر الأخرى الغنية بالكالسيوم .

قد يلعب جنس المراهق دور ملموس في تحديد العناصر الغذائية التي يحتاجها، فالفتيات بحاجة إلى عنصر الحديد أكثر من الذكور، وذلك تعويضا لهن عن الكمية المفقودة خلال فترة الحيض، على النقيض الآخر، نجد أن الذكور أكثر حاجة إلى البروتين من الإناث.

أبرز النصائح لتغذية سليمة للطفل

أبرز النصائح لتغذية سليمة للأطفال

  • ينبغي التركيز على حصول الطفل على وجبة فطور صحية متوازنة غنية بكمية جيدة من البروتين، حتى تساعده على الشعور بالشبع فترة طويلة خلال يومه الدراسي.
  • الحرص على مشاركة العائلة طاولة الطعام والالتزام بالمواعيد المخصصة لذلك، حيث تعد نقطة مهمة للتأقلم على العادات الصحية للأكل.
  • اصطحاب الطفل إلى البقالة للمشاركة في اختيار الأطعمة الصحية، ولا مانع من المشاركة في الطهي أيضا.
  • ينبغي خفض كمية السكر المستهلكة في الطعام، وذلك بواسطة إجراء بعض التعديلات على الوصفات، والابتعاد عن المشروبات السكرية، وتخصيص الحلوى للأوقات الخاصة والمناسبات المميزة، وليس التعامل معها كجزء رئيسي في النظام الغذائي.
  • توفير الخضروات والفواكه في متناول اليد، والحرص على تقديمها بشكل جذاب ومتميز، وعلى الجانب الآخر التخلص من الوجبات غير الصحية والوجبات الخفيفة من المنزل.
  • يمكن إدخال الخضروات في الطعام مع المواد الغذائية الأخرى، مثل إضافة الجزر أو الكوسا إلى بعض الأطباق مثل المعكرونة أو اليخنة عن طريقها بشرها أو هرسها.
  • لا ترغم طفلك على انهاء طبقه كاملا حتى يتعود على الاستماع إلى جسده وتلبية الشعور بالشبع والتوقف عن تناول الطعام.

احتياجات الطفل من الماء

يحتاج جسم الإنسان إلى الماء حتى يعمل بطريقة سليمة، فيمثل الماء أكثر من نصف وزنه، وبالنسبة لكمية الماء التي يحتاجها الطفل، فليس هناك كمية محددة يوصى بها ، لكن ينصح بإعطائه الماء على مدار اليوم، بغض النظر عن الشعور بالعطش.

خلال السنة الأولى من عمر الطفل، لا يحتاج عادة إلى الماء، لكن يجب زيادة استهلاك الماء للطفل في حالة الإصابة بالمرض أو مع ارتفاع درجات حرارة الجو، أو زيادة الأنشطة البدنية التي يقوم بها أيضا.

يمكن تقديم الماء بإضافة بعض عصير الليمون أو بعض النكهات الطبيعية الأخرى، إذا كان الطفل لا يفضل طعم الماء بمفرده. وجدير بالذكر أن هناك مصادر أخرى للماء مثل الخضروات والفواكه كالبطيخ والخيار والكوسا وغيرها.

شاركها.