الثلاثاء, مارس 19

التَّسَمُّمُ السُجُقِّيّ أو التَّسَمُّم الوَشيقيّ , أعراض التَّسَمُّم الوَشيقيّ , أسبابُ التَّسَمُّم الوَشيقيّ وأنواعُه , الوقايةُ من التَّسَمُّم الوَشيقيّ

التَّسَمُّمُ السُجُقِّيّ أو التَّسَمُّم الوَشيقيّ botulism هو حالةٌ نادرة جداً، لكنَّها خطرة على الحياة، تنجم عن سُموم أو ذيفانات toxins تُنتُجها جرثومةٌ تُدعى المِطَثِّيَّة الوَشِيقِيَّةClostridium botulinum.

تعدُّ هذا السُّمومُ من أكثر السُّموم التي يعرفها العلمُ قوَّةً؛ وهي تهاجم الجهازَ العصبي (الأعصاب والدِّماغ والنُّخاع الشوكي)، وتؤدِّي إلى الشلل (الضعف العضلي).

يشفى معظمُ الناس شفاءً كاملاً بالمعالجة، لكنَّ الشللَ قد يمتدّ إلى العضلات التي تتحكَّم بالتنفُّس إذا لم يُعالَج بسرعة. وهو مميتٌ في نحو 5-10 في المائة من الحالات.

أعراض التَّسَمُّم الوَشيقيّ

يمكن أن يتفاوتَ وقتُ ظهور الأعراض من بضع ساعات إلى عدَّة أيَّام بعدَ التعرُّض لجراثيم المِطَثِّيَّة الوَشِيقِيَّة أو سُمومها.

واعتماداً على النوع الدَّقيق للحالة، يكون لدى بعض المرضى في البداية بعضُ الأعراض مثل التوعُّك والقيء والتشنُّجات المعديَّة والإسهال أو الإمساك.

وإذا لم تُعالَج الحالةُ، يؤدِّي التَّسَمُّم الوَشيقيّ في نهاية المطاف إلى الشلل الذي يمتدّ في الجسم من الرأس إلى الساقين. وقد تشتمل الأعراض على ما يلي:

  • انسدال أو ارتخاء الأجفان.
  • تشوُّش أو ازدواج الرؤية.
  • ضعف عضلات الوجه.
  • صعوبة البلع.
  • تشوُّش أو تلعثم الكلام.
  • صعوبة التنفُّس.

كما قد صوتُ البكاء عندَ الرضَّع المصابين ضعيفاً، ويصعب إطعامُهم، وتكون رؤوسهم ورقباتهم وأطرافهم رخوةً.

متى تُطلَب المشورة الطبِّية؟

التَّسَمُّمُ الوَشيقيّ حالةٌ خطيرة جداً، تتطلَّب رعايةً طبِّية فوريَّة. ولذلك، لابدَّ من الاتصال بالإسعاف أو التوجُّه إلى أقرب قسم للطوارئ الطبِّية؛ وكلَّما كانت المعالجةُ أبكر، كان فعَّاليتُها أفضل.

أسبابُ التَّسَمُّم الوَشيقيّ وأنواعُه

توجد جراثيمُ المِطَثِّيَّة الوَشِيقِيَّة في التربة والغبار والرواسب في الأنهار والبحار. وهذه الجراثيمُ ليست مؤذية بحدِّ ذاتها، لكنَّها تستطيع إنتاجَ ذيفانات سامَّة بشدَّة عندما تُحرَم من الأكسجين، كما في المعلَّبات أو الزُّجاجات المغلَقة والتربة أو الطين الآسِن، أو في جسم الإنسان أحياناً.

هناك ثلاثةُ أنواع رئيسيَّة من التَّسَمُّم الوَشيقيّ:

  • التَّسَمُّم الوَشيقيّ المنقول بالطعام food-borne botulism؛ وذلك عندما يأكل شخصٌ ما طعاماً محتوياً على الذِّيفانات لأنَّه غير محفوظ أو مُعلَّب أو مطبوخ بشكل مناسب.
  • التَّسَمُّم الوَشيقيّ للجروح wound botulism، حيث يُصاب الجُرح بالجراثيم، وذلك نتيجة حقن أدوية غير مشروعة وملوَّثة بهذه الجراثيم، مثل الهيروين، في العضل (وليس في الوريد). أما حقنُ الهيروين في الوريد أو استعماله استنشاقاً فلا يحملان هذا الاحتمالَ من الخطر.
  • التَّسَمُّم الوَشيقيّ لدى الرضَّع infant botulism، حيث يبتلع الرضيعُ شكلاً مقاوماً من الجراثيم يُدعى البذيرات أو الأبواغ spores، في تربة أو طعام ملوَّث، مثل العسل. والبذيراتُ غير ضارَّة للأطفال الكبار والبالغين، لأنَّ الجسم يخلق دفاعات تجاهها بدءاً من نهاية السنة الأولى من العمر.

معالجة التَّسَمُّم الوَشيقيّ

يحتاج التَّسَمُّمُ الوَشيقيّ إلى المعالجة في المستشفى.

تعتمد طريقةُ المعالجة على نوع التَّسَمُّمُ الوَشيقيّ لدى المصاب، لكنَّ المعالجةَ تقوم عادةً:

  • تعديل السُّموم من خلال حقن ترياقات (مضاد سموم) antitoxins أو أضداد.
  • دعم وظائف الجسم، مثل التنفُّس، إلى حين الشفاء.

لا تشفي المعالجةُ من الشلل الذي نَجمَ عن الذِّيفان، لكنَّها تمنع تفاقمَه.

في معظم الحالات، يتحسَّن الشللُ الذي حدث قبل المعالجة شيئاً فشيئاً على مدى أسابيع أو شهور.

الوقايةُ من التَّسَمُّم الوَشيقيّ

في الدُّوَل التي تلتزم بمعايير رفيعة للعناية بصحَّة الطعام، يكون احتمالُ الإصابة بالتَّسَمُّم الوَشيقيّ المنقول بالطعام نادراً جداً.

ويزداد هذا الخطرُ عندما يصنِّع الشخصُ طعامَه بنفسه، لاسيَّما إذا كان ذلك يشتمل على تعليبه. ولكن باتِّباع إجراءات النظافة الخاصَّة بالطعام وتوصِيَات التعليب يقلُّ هذا الخطرُ كثيراً.

كما يجب تجنُّبُ تناول الطعام المعلَّب إذا كان هناك انتفاخٌ أو ضرر في الحاوية او العلبة، وكذلك الأطعمة ذات الرائحة غير الجيِّدة، أو المخزَّنة بدرجة حرارة غير مناسبة أو المنتهية الصلاحية.

لا يزال السببُ الدقيق للكثير من حالات التَّسَمُّمُ الوَشيقيّ عندَ الرضَّع غير واضح، لذلك قد لا يكون من الممكن دائماً الوقاية منه. ولكن، يجب تجنُّب إعطاء العسل للرضَّع دون 12 سنة من العمر، لأنَّه معروف باحتوائه على بذيرات المِطَثِّيَّة الوَشِيقِيَّة.

شاركها.