تكثر التساؤلات من السيدات الحوامل عن مدى امكانية ادائهن للحج دون حدوث تأثيرات على الام الحامل او جنينها وماهي فترة الحمل التي يمكن للحامل ان تؤدي فيها الحج ومن منهن يجب عدم الذهاب للحج وما هي الاحتياطات اللازمة التي يجب عليهن اتخاذها اثناء تأدية مناسك الحج وكذلك تسأل السيدات غير الحوامل عن مشاكل اضطرابات الدورة الشهرية والخوف من حدوث دم الدورة اثناء تأدية المناسك. فننصح كل حامل مراجعة اخصائي امراض النساء والتوليد لمعرفة تاريخ الحمل وتحديد عمر الجنين ومعرفة ما اذا كان هناك أي مضاعفات للحمل مثل حدوث نزيف مهبلي وكذلك حدوث تقيؤ متكرر في الحمل وربما حدوث جفاف واضطرابات في املاح الدم واذا وجدت أي نزيف مهبلي مبكر في المهبل ربما يهدد بحدوث اجهاض وكذلك معرفة المشاكل الطبية المصاحبة للحمل مثل مرض سكر الحمل واستخدام الحمية او الانسولين ودرجة التحكم بمعدلات السكر في الدم بالاضافة لمعرفة ارتفاع ضغط الدم او وجود امراض القلب والرئة والكلى وخلافها او وجود التهابات جرثومية او فيروسية او تكون المريضة حاملا بتوأم او اكثر وزيادة في مستوى السائل الامنيوسي المحيط بالجنين او تكون المشيمة في مكان غير طبيعي او وجود انذار بحدوث طلق مبكر او ضعف في نمو الجنين او ان يكون الجنين معترضا في الرحم. ان معرفة السيرة المرضية ضروري جداً فوجود اجهاضات متكررة او ولادات مبكرة سابقة حيث هذه تنبئ بما قد يحدث مستقبلاً. ان اجراء الفحص السريري والتأكد من العلامات الحيوية مثل الحرارة ونبضات القلب والضغط ومعدل التنفس امر ضروري وهام لكل حامل وبعد ذلك يتم اجراء فحص للبطن ومعرفة حجم الرحم ونبضات الجنين وفحص الساقين للتورم والدوالي وربما قد يحتاج لفحص مهبلي اذا دعت الضرورة لذلك، ومن ثم يتم اجراء الفحوصات لمعرفة مستوى هيموجلوبين الدم وتحاليل السكر ووظائف الكلى والكبد والفحوصات الضرورية الاخرى ان اجراء فحص باستخدام الاشعة الصوتية مهم جداً للام والجنين.

وبعد التأكد من سلامة الام والحمل وعدم وجود عوامل خطورة سابقة فإنه لا يوجد ما يمنع المرأة الحامل من تأدية مناسك الحج بمشيئة الله تعالى وننصح المرأة الحامل في الشهر الثامن والتاسع من تأجيل الحج للعام القادم بمشيئة الله تعالى وذلك تفادياً لحدوث الولادة في ظروف غير مناسبة على الرغم من توفر الخدمات الصحية المتكاملة وذلك لما قد يسببه من ارباك وازعاج للحامل واقربائها. وعند العزم على الحج فإننا ننصح بأخذ التطعيمات الضرورية مثل تطعيم الحمى الشوكية والكزاز وهذه ليست ضارة على الجنين ان شاء الله. واثناء تأدية المناسك يجب على الحامل تفادي فترات واماكن الزحام واستخدام كمامات الانف واخذ اقساط كافية من الراحة والاكثار من شرب السوائل والغداء المفيد واستخدام الملابس الواسعة واستخدام كريمات تسلخ الفخذين.

أما بالنسبة للسيدات اللواتي يعانين من اضطرابات الدورة الشهرية فيجب اولاً التأكد من عدم وجود امراض خطيرة وذلك باجراء الفحوصات اللازمة وغالباً ما تكون اضطرابات الدورة بسبب لخبطة من هرمونات الغدد الصماء وتكيس المبايض وهذه ممكن علاجها بسهولة بإذن الله وننصح باستخدام مستحضر البريمولوت ان او البروفيرا 5 ملجم ثلاث مرات يومياً وذلك بحوالي خمسة ايام من الوقف المتوقع لنزول الدورة والاستمرار عليه الى انقضاء الحج او متى ما ارادت بعد ذلك واذا كانت الدورة شديدة الاضطراب فإنه من الممكن استخدام هذه العلاجات لفترة طويلة قبل فترة الحج. اما اذا كانت الدورة منتظمة وقد يصادف نزولها فترة الحج فننصح باستخدام نفس العلاج وذلك خمسة ايام او اكثر من قبل الوقت المتوقع لنزولها ونسأل الله ان يتقبل حج الجميع وان يعيدهم لديارهم سالمين غانمين.

شاركها.