أصبحت الأطعمة المعدلة وراثياً جزءاً أساسياً في حياة جميع البشر حول العالم، فمع التغيرات المناخية والبيئية أصبح تدخل العلم فيما نأكله أمراً لا بد منه لاستمرار الحياة.

وبالتأكيد لا تبعث رؤية عبارة «معدلة وراثياً»، على الخضراوات الفواكهة، الشعور بالارتياح والاطمئنان، بل تثير الخوف والفزع، وتفقدنا الرغبة في تلك الأغذية التي تحمل تلك العبارة.

والحقيقة أن المأكولات المعدلة وراثياً ليست بهذه الخطورة، ولكن فهمنا الخاطئ هو ما منحنا تلك الصورة السلبية عن هذه الأغذية، لذلك في التقرير التالي سوف نتعمق في ذكر الفوائد التي تتمتع بها الخضراوات والفواكهة المعدلة وراثياً.

1- آمنة تماماً 

تعديل الجينات الوراثية وعمليات الاستنساخ في الحيوانات لا تتشابه على الإطلاق بعملية التعديل الجيني التي تتم في النباتات، فالأمر مختلف في كل شيء، ولا توجد أي علامات أو نتائج تدل على خطورة الخضراوات والفواكه المعدلة وراثياً على الإطلاق.

2- لا تسبب السرطان

وفق تقرير صادر من الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم، ودراسات أخرى من جامعة فلوريدا الأمريكية، لا توجد أي أدلة أو إثباتات علمية على تسبب الأطعمة المعدلة وراثياً داخل المختبرات بمرض السرطان، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

فلا يوجد سوى دراسة واحدة أشارت إلى تسبب الذرة المعدلة وراثياً بمرض السرطان بالنسبة للفئران، ولكن تم سحب تلك الدراسة؛ لعدم دقتها، ووجود الكثير من الأخطاء العلمية بها.

3- مقاومة الحشرات 

أهم ما يميز النباتات المعدلة جينياً هو المقاومة العالية للآفات والأمراض، بالإضافة إلى الحشرات التي تداهم النباتات خلال فترات النمو وتؤدي إلى موتها، مما يتسبب بالكثير من الضرر للمزارعين والبيئة.

فوفقاً لدراسة، قامت بها جامعتا الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية، وجامعة ولاية بنسلفانيا على قدرة النباتات المعدلة وراثياً على مقاومة الحشرات والأمراض، أثبتت تلك النباتات قدرات عالية على الصمود، وهو ما يضمن المنفعة العامة لجميع الأطراف، سواء كان المستهلكين أو الباعة والمزارعين.

4- مرضى السكري 

لعدم قدرة أجسادهم على تصنيع ما يكفي من الأنسولين بشكل طبيعي، يعتمد الملايين من مرضى السكري على الأنسولين المُصنع خارج الجسم، وهو ما جعل العلم يلجأ إلى تصنيع الأنسولين من بنكرياس الحيوانات المذبوحة، والذي يتميز بفاعلية.

ولكن العلماء أثبتوا بأن الأنسولين المستخرج من الحيوانات المعدلة وراثياً أكثر فاعلية ونقاء، مما يجعله الخيار الأفضل لمرضى السكري.

5- مفيدة للبيئة 

لا تضر النباتات المعدلة وراثياً بالبيئة، كما يعتقد الكثيرون، فاحتياج تلك النباتات لكمية من المبيدات الحشرية  أقل، ولا تقارن بغيرها من النباتات غير المعدلة وراثياً، وهو ما يحافظ على البيئة، ويقلل من التلوث والغازات، التي تزيد من خطورة ظاهرة الاحتباس الحراري.

كما تتيح  زارعة المحاصيل المعدلة وراثياً مخلفات نباتية أقل، ونسبة أصغر بالنسبة للنباتات غير الصالحة، وتوفر على المزارعين انتظار نمو المحاصيل الأخرى؛ لزراعة نوع معين من الثمار، وهو ما يضمن وفرة وتنوعاً في المحصول والمال.

6- فيتامين  (أ)

من السهل على مواطن الدول الغنية الحصول على فيتامين (أ)، إما من خلال استهلاك الطعام أو المكملات الغذائية، ولكن الأمر لا يبدو بهذه السهولة بالنسسبة لمواطني الدول الفقيرة والنامية.

فالبشرية تعاني من نقص حاد في الفيتامنيات، وخصوصاً  فيتامين (أ) الذي يؤدي نقصانه إلى العمى والوفاة المبكرة، لهذا تعد المحاصيل المعدة وراثياً أرخص مصادر الفيتامينات وخاصة فيتامين (أ).

7- أوروبا تمتنع 

على الرغم من أن المحاصيل المعدلة وراثياً تزرع بوفرة في الولايات المتحدة، إلا أنها محظورة في أوروبا وروسيا، بالإضافة إلى زيمبابوي، ولكن قبل أن تشعر بالقلق حول طبيعة هذا الرفض أو المنع لتلك المحاصيل في بعض بقاع العالم، يجب أن تدرك بأن الأمور لا تتعلق بالضرر، ولكن بالسياسة واعتبارات أخرى، فببساطة العلماء أجروا أكثر من 500 دراسة علمية على هذا النوع من المحاصيل، ولم تظهر أي آثار صحية سلبية لهذا النوع من الأغذية.

شاركها.