الحوت الازرق ومريم وغيرها خطر يهدد اطفالنا

ظهرت على الساحة التكنولوجية في الآونة الأخيرة العديد من الألعاب الإلكترونية والتي أثارت ضجة كبيرة بين عشاق تلك الألعاب وهواة التسلية والترفيه.

اللافت في الأمر أن تلك الألعاب الجديدة أثارت العديد من التساؤلات حيث إن بعضها دفع من يمارسونها إلى الانتحار، والبعض الآخر أغرق لاعبوها في بحر الشكوك والجاسوسية واختراق الخصوصية، بينما تميز البعض الآخر برسم نظرة التحدي والألم على وجوه اللاعبين وحرمانهم من طعم الفوز.

وفي هذا التقرير سنتناول تلك الألعاب التي انتشرت على الساحة العالمية والعربية.

قطة ماريو Cat Mario:

لعبة كات ماريو Cat Mario، تعد لعبة مميزة في التصميم وغريبة من حيث هدفها، فهي لعبة تم تصميمها على غرار لعبة سوبر ماريو الشهيرة التي تربى عليها العديد من الأجيال والتي تركت بصمة كبيرة في عقول الأطفال والشباب من هذا الجيل.

ولكن اختلفت لعبة كات ماريو عن لعبة سوبر ماريو في تغيير الشخصيات التي يتم التحكم بها داخل اللعبة والوحوش التي يواجهها سوبر ماريو بوحوش جديدة، كما تم نصب العديد من الفخاخ الإلكترونية داخل اللعبة والتي تصعب من مهمة الفوز، بل وصل الأمر إلى جعل الفوز في تلك اللعبة مستحيل بمعنى الكلمة.

اللعبة لاقت رواجا كبيرا على صفحات الإنترنت، وانتشرت العديد من الفيديوهات التي يظهر بها من مارسوا اللعبة وهم في حالة من الانهيار لما تسببه اللعبة لهم لعدم قدرتهم على الفوز فيها على الإطلاق، ففي كل محاولة يقوم بها اللاعب يجد تغيير في إستراتيجية اللعبة وتغيير في مواقع الفخاخ التي يتم نصبها للاعب، ما يجعل اللعبة في غاية الصعوبة، ولكنها في نفس الوقت تثير التحدي والفضول لدى اللاعب ما يدفعه للاستمرار في المحاولة بشكل جنوني.

مبرمج اللعبة تعمد أن يجذب اللاعبون إلي كات ماريو مستغلا الحالة السلبية في اللعبة وهو الفشل في الفوز، ولكن لضمان استمرار اللاعبين في ممارستها منحهم عددا لانهائيا من المحاولات ما يمكن اللاعب من المحاولة باستمرار بحثا عن حلم الفوز في اللعبة وتحقيق المستحيل.

لعبة الحوت الأزرق تطلب منك الانتحار بعد 50 يوماً :

لعبة الحوت الأزرق، تلك اللعبة التي تعد بمثابة كابوس يطارد كل من يفكر في ممارستها، وتحوله إلى فريسة إلى قراصنة المعلومات الشخصية. ظهرت تلك اللعبة وزاع صيتها وذلك بعد أن ظهرت فيديوهات متفرقة لمراهقين وشباب وهم يفعلون أموراً غريبة على صفحات الإنترنت، وهم يوجهون تلك الأمور للعبة الحوت الأزرق، وتبين بعدها أن تلك اللعبة تطلب من اللاعب بعض الأمور التي يجب أن يقوم بتنفيذها كي يتم ترقيته، وخلال اللعبة يتم طرح بعض الأسئلة على اللاعب بهدف اكتساب الثقة وبالتأكيد تلك الأسئلة تتعلق بأمور شخصية حول اللاعب، كما تجمع اللعبة معلومات أخرى عن اللاعب من خلال اختراق دليل الهاتف وبرامج التواصل الاجتماعي المختلفة وجمع الصور والملفات الصوتية والفيديوهات.

وبعد أن تجمع اللعبة المعلومات الكافية عن اللاعب وتكتسب ثقته تبدأ اللعبة في فرض بعض الشروط الصعبة والطلبات الخطيرة من اللاعب، مثل الوقوف على أبراج مرتفعه والقفز في المياه، حتى يتم ترقيته داخل اللعبة، وتطلب اللعبة من اللاعب توثيق تلك اللقطات بالفيديو والصور لضمان تنفيذها. المرعب في الأمر أنك تتحول إلى رهينة غير قادر على حذف اللعبة أو مغادرتها، وذلك لاستخدام المبرمج ما جمعه من معلومات لتهديد اللاعب بفضحه على وسائل التواصل بنشر تلك المحتويات إذا لم يلتزم بما يطلب منه، كما تعرض بعض اللاعبين لاعتداءات على أيدي لاعبين آخرين طلبت منهم لعبة الحوت الأزرق ذلك لردعه عن قرار مغادرة اللعبة.

واختار مبرمج اللعبة الروسي الحوت الأزرق كرمز للعبة نظرا إلى أن الحيتان الزرقاء معروفة بإقبالها على الانتحار في نهاية حياتها، وهو الهدف الأساسي من تلك اللعبة الكئيبة والتي تدفع اللاعب في النهاية للانتحار وذلك بعد مرور 50 يوما من العناء ومشاهدة أفلام الرعب والاستماع إلى الموسيقى المرعبة الكئيبة والخضوع لتعذيب جسدي على يد اللاعب نفسه باستخدام آلات حادة، وبالفعل تم تسجيل ما يقرب من 150 حالة انتحار بسبب تلك اللعبة.

لعبة مريم وشكوك حول الجاسوسية:

بينما جاءت لعبة مريم لتهز المجتمعات العربية وخاصة الخليجية، بعد أن زادت حولها الشبهات والتساؤلات بسبب الأسئلة التي تطرحها اللعبة على اللاعبين خلال مراحل اللعبة المختلفة، والتي أثارت الشكوك حول أهداف اللعبة ومن يقف وراءها.

وتتلخص لعبة مريم في أنها فتاة صغيرة ضلت طريق المنزل، وتطلب من اللاعب مساعدتها في العثور عليه، وخلال رحلة البحث عن المنزل تبدأ في طرح الأسئلة على اللاعب والتي تتناول حياته الشخصية وتدخل في تفاصيل خاصة منها السؤال عن مكان السكن وتفاصيل أخرى مريبة.

راجت تلك اللعبة في البلدان العربية بكل كبير وزادت الشكوك التي أثيرت حولها من فضول اللاعبين، حتى أن البعض كان يخشى أن تكون تلك اللعبة النسخة العربية من لعبة الحوت الأزرق، وهو ما نفاه مبرمج اللعبة.

زر الذهاب إلى الأعلى