بعض الدراسات تقول أن نسبة الذكاء تنخفض مع التقدم بالسن.
ولكن الذكاء كمفهوم متعدد الأبعاد والقدرات وعليه هو أشبه بمجموعة من «القطع» الصغيرة  التي تشكل معاً الصورة الكاملة للذكاء البشري. 
لكل قطعة من هذه دورها فهي مسؤولة عن جزئية معينة وهي تكون في ذروتها في مراحل عمرية معينة، أي بتعبير آخر بسن معينة ستكون الأذكى في مجال معين. 

٤  الى ١١ عاماً : تعلم لغة جديدة 

لطالما إختلف العلماء حول السن المثالي لتعلم لغة جديدة ولكن غالبية الدراسات تؤكد بان الأطفال هم الأكثر قدرة على تعلم لغات جديدة من الأكبر سناً. هناك جدل بين العلماء حول السن المثالي لتعلم لغة جديدة فالبعض يقول أن تعلم اللغات بعد سن السبع سنوات صعب للغاية بينما فئة أخرى تؤكد انه بالإمكان تعلمها وبسهولة شرط أن يتم ذلك قبل سن البلوغ. عقل الشخص الناضج عادة يكون قد إعتاد وبشكل كبير جداً على اللغة الأم لدرجة أنه يصعب كثيراً تدريبه على «الإنفصال» عنها وتقبل بدائل عنها. 
١٦ – ١٨ عاماً: التعلم بسرعة ومعالجة المعلومات

لعل هذا ما يفسر قدرة الطلاب في هذه السن على المذاكرة وإنجاز كل المهام والإمتحانات المطلوبة منهم.. ففي هذه المرحلة العمرية العقل يكون في قمة قدرته على التعلم بسرعة والتركيز ومعالجة المعلومات. الوظائف المعرفية، القدرة على التركيز، السرعة في الفهم والذاكرة القوية كلها من سمات هذه المرحلة العمرية.
٢٣-٢٤ عاماً : حفظ وتذكر الأسماء

الكل مر بهذه التجربة حيث يلتقي باحدهم ثم ينسى إسمه في اللحظة التالية. الدراسات أكدت بأن الاشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ٢٣ و ٢٤ عاماً هم الأكثر قدرة على حفظ وتذكر الأسماء من غيرهم في أي مرحلة عمرية كانت. بعد سن ٢٤ ستتدهور هذه القدرة بشكل كبير. فالأكبر سناً لا يمكنهم تذكر الأسماء من دون حالة أو قصة يمكنهم ربطها بها مثلاً يمكنكم تذكر قصة عن الشخص ومن خلالها لاحقاً قد يتم تذكر إسمه ولكن ان لم يكن هناك قصة مرتبطة فعادة تذكر الاسم صعب للغاية. ولكن الاشخاص الذين في بداية عقدهم الثاني لا يعانون من هذه المشكلة على الإطلاق ويمكنهم حفظ الاسماء مهما كانت غريبة كما يمكنهم تذكرها. 

٣٠ عاماًَ : تذكر الوجوه

العقل البشري يملك قدرة خارقة على التعرف على الوجوه والعلماء ما زالوا يتعلمون عن هذه القدرة إذ انه ما زال هناك الكثير مما عليهم إكتشافه. في دراسة أجريت تبين بان الذين يبلغون الثلاثين من عمرهم يملكون قدرة غريبة على التعرف على الوجوه وقدرتهم هذه هي أضعاف قدرة الاخرين في مراحل عمرية مختلفة. التمييز هذا قد يستمر لسنة أو سنتين  ولكن الذروة المطلقة هي في سن ٣٠. 
٤٢- ٤٣ عاماً : التركيز 

رغم أن الغالبية تظن بأن الذكاء والقدرات العقلية تبدأ بالتراجع بعد السن الثلاثين ولكن الواقع مغاير بشكل صادم. في دراسة أجرتها جامعة هارفرد وجامعة بوسطن تبين بان الذين يبلغون ٤٣ من عمرهم يملكون قدرات خارقة على التركيز كما يملكون القدرات على المحافظة عليه لوقت طويل. الفئات العمرية الأصغر سناً برعت في مجالات التعلم بسرعة ومعالجة المعلومات ولكن الذين كانوا في عقدهم الرابع كانوا الأكثر قدرة على المحافظة على تركيزهم لوقت أطول. 

٤٧-  ٤٨ عاماً: قراءة المشاعر

في الواقع الذكاء العاطفي هذا يمكنه أن يستمر وبالقوة نفسها حتى سن الستين ولكن فترة الذورة هي بين ٤٠ و ٤٨ عاماً. الذكاء العاطفي هام جداً للحياة الشخصية الخاصة والإجتماعية والمهنية ولعله من أصعب أنواع «المعرفة» التي يمكن تعلمها. في هذه المرحلة العمرية يمكن للشخص قراءة مشاعر الآخرين من مجرد النظر اليهم. 

٥٠ عاماً: فهم المعلومات بشكل كامل

في هذا السن يكون الشخص يعرف الكثير وذلك بحكم سنه ولكن ذروة قدرة العقل على فهم المعلومات تكون في سن الخمسين. وفق الدراسات الأشخاص الذي هم في عقدهم الخامس لا يملكون المعلومات فحسب بل يملكون قدرة على الفهم التام والكلي لها. فهم لا يقدمون معلومة أو يطلعون على معلومة عامة جديدة بل يملكون القدرة على تفسيرها بالتفصيل الممل للآخرين وذلك لأنهم هم شخصياً يفهمونها تماماً وبكل تفاصيلها. 
٥٠ – ٥٣ عاماً: علم الحساب

خبر جيد لمن بلغوا عقدهم الخامس فهذه الفترة هي ذروة الذكاء الذي يتعلق بعلم الحساب. وهذه النتيجة هي مناقضة تماماً لما يظنه البعض، فكلنا نتعامل مع اي شخص في عقده الخامس وكأنه «ديناصور» حين يتعلق الامر بعلم الحساب ولكنه في الواقع أذكى منا جميعنا في هذا المجال. سواء كان الامر يرتبط بالتعامل مع الارقام أو حتى المسائل الرياضية المعقدة. 
٥٥- ٦٥ عاماً : مفردات اللغة 

لعل هذا يفسر عشق كبار السن لبرامج تلفزيونية معينة أو للألعاب المرتبطة بالكلمات . في دراسة اجرها «سيكولوجيكيل ساينس» تبين بان كبار السن يعرفون الغالبية الساحقة من مفردات اللغة، اي الكلمة ومعناها وما يرتبط بها من أضداد وغيره. 

شاركها.