الذكرى 87 لليوم الوطني تشهد تمكن الشباب من المناصب القيادية في المملكة

استحدثت المملكة العربية السعودية، نهجاً حديثاً وفريداً، في إدارة شؤون البلاد، وتحقيق تطلعات الوطن والمواطن، وفق متطلبات رؤية 2030، ويعتمد هذا النهج على ضخ الدماء الشابة في المناصب المهمة والحساسة، خلافاً لما كان يحدث في العقود الماضية، وذلك إيماناً من القيادة الرشيدة بأن الشباب هم أجدر من غيرهم على إحداث التغيير المرتقب والمأمول، وأنه يمتلك القدرة على مواكبة الأحداث المحلية والعالمية، والتعامل معها بعقلية متفتحة، ورؤية مغايرة، وهو ما حمل رسالة مهمة، ترفع شعار “عصر الشباب القادم”. وتحل ذكرى اليوم الوطني للمملكة هذا العام، وقد تقلد الشباب السعودي أعلى المناصب في المملكة، بقيادة ولي العهد الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي يؤمن بقدرات شباب الوطن، وقدرتهم على صنع المستحيل، متى وجدوا الفرصة السانحة لهم.

ضوابط ومعايير

ولم يكن الاعتماد على فئة الشباب عشوائياً، وإنما وضعت له القيادة شروطاً ومعايير، لا تحيد عنها، أول هذه الشروط أن يتمتع أصحاب هذه المناصب بالسمعة الحسنة، و”ثانيًا” أن يتسلحوا بالعلم والخبرة الممزوجة بالحكمة والتروي، وثالثها الحرص على تقوى الله في السر والعلن، ويبدو أن هذا النهج بدأ يؤتي ثماره اليانعة، يوماً بعد آخر، ويظهر جلياً في أداء نواب أمراء المناطق من فئة الشباب، الذين تم تعيينهم أبريل الماضي، في إطار تجديد دماء المناصب الحساسة في المملكة.

وتضم قائمة نواب أمرا ء المناطق، ثمانية أمراء، أقسموا أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأنهم سيراعون المصالح العليا للمملكة، ويؤدون أعمالهم بكل صدق وإخلاص. وضمت قائمة النواب ثمانية أمراء، وهم: الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز نائبًا لأمير منطقة عسير، والأمير سعود بن خالد بن فيصل نائبًا لأمير منطقة المدينة المنورة، والأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز نائبًا لأمير منطقة جازان، والأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائبًا لأمير منطقة الرياض، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائباً لأمير المنطقة الشرقية، والأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي نائبًا لأمير منطقة القصيم، والأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائبًا لأمير منطقة مكة، والأمير تركي بن هذلول بن عبدالعزيز آل سعود نائبًا لأمير منطقة نجران.

جهود ملموسة

ورغم مرور نحو خمسة أشهر فقط على تعيين نواب أمراء المناطق في مناصبهم الجديدة، إلا أن أداءهم وعطاءهم حتى اللحظة، يشير إلى جهود ملموسة، تدفعها رغبة أكيدة لدى كل منهم، في إثبات كفاءة الشباب على إحداث التغيير المطلوب في فنون الإدارة والحكم، وقاد نواب الأمراء حركة نشطة تمثلت في الجوالات الميدانية لتفقد أحوال المواطنين، ومتابعة سير المشاريع التنموية، والوقوف على سير تنفيذها. وتابع المواطنون في تلك المناطق، أداء الأمراء الجدد ونشاطهم اليومي في إدارة الملفات المختلفة، ورأوا أنهم يمثلون جيلاً مختلفاً في رؤيته وأفكاره وآلية عمله، ونظرته إلى الأمور، وهو ما ساهم في إنجاز العديد من المهمات والبرامج، في تلك المناطق، ولعل ما لفت أنظار المواطنين، أن ذلك التقارب الواضح بين نواب أمراء المناطق، والمواطنين، وتفقد أحوالهم، والاستماع إليهم، والأخذ بآرائهم في الكثير من البرامج والمشاريع والأمور المهمة.

التنمية ونشر الثقافة

وبث الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية، الأريحية بين السكان عندما قام بحمل كيس نفايات وبدأ -ضمن فريق-بتنظيف منتزه السودة موجهاً رسالة للمجتمع حول أهمية المشاركة في نظافة الأماكن العامة. ومن ضمن الأعمال الميدانية وقوف نائب أمير منطقة المدينة المنورة الأمير سعود بن خالد الفيصل في تجربة قطار الحرمين الشريفين في خط العودة من المدينة إلى جدة، إضافة إلى عدد من الجولات التي نفذها نواب المناطق فيما يخص التنمية وتلمس احتياجات المواطنين.

أنجح المواسم

وكان أداء الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، لافتًا للنظر ومحل تقدير في موسم الحج الماضي خصوصاً، ويحسب للأمير عبدالله أنه تابع سير خطط إدارة الحشود والتفويج بالمسجد الحرام الرامية للتسهيل على ضيوف الرحمن أداء مناسك حجهم، خصوصاً المتعجلين منهم. كذلك برز تفقده نقطة فرز الشميسي، كما فاجأ مجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بزيارة مفاجئة أثناء موسم الحج، كشف من خلالها عدة سلبيات، وأظهرت عشرات الصور للأمير عبدالله بن بندر، وهو يتفقد أحوال الحجاج، أثناء موسم الحج، ويزور عدداً من مخيمات ضيوف الرحمن في مشعر منى، للاطمئنان على الخدمات المقدمة لهم، برفقة وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن؛ وحرص على الالتقاء بعدد من الحجاج. ولَم يغفل نائب أمير مكة المكرمة دور “الإعلام” السعودي والعربي والأجنبي في نقل وقائع مناسك الحج، وتصدير جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن إلى أنظار وأسماع العالم، حيث زار سموه مبنى وزارة الثقافة والإعلام بمشعر منى، والتقى بالشباب مسدياً لهم كلمات الشكر والتحفيز، ليسجل موسم “حج 38” نفسه كشاهد عيان لتلك الجهود الميدانية.

زر الذهاب إلى الأعلى