الرسوم المتحركة

الرسوم المتحركة :                          
هي مجموعة من الصور تعرض متتابعة بسرعة معينة على وسيط للعرض فتخدع العين البشرية بأن عناصر الصورة بها حركة، معتمدة في ذلك علي الخداع البصري حيث أن الصورة تظل ثابتة علي شبيكة العين بمقدار 1/10 من الثانية.
لمحة تاريخية :
تشكل الرسوم المتحركة فرعا مستقلا في فن “الفيلم” ، وقد ولدت الصور المتحركة على يد الفنان “إميل رينو” عندما اخترع في نهاية القرن 19 جهازا يسمى “البراكسينوسكب ” يعمل بطريقة دورة المقبض المحرك” يسمح هذا الجهاز لأي شخص بالنظر من خلال ثقب ورؤية صور تمر بتتابع سريع موهمة إياه بأنها تتحرك . لكن بداية فن التحريك بدأت رسميا على يد ” إميل كول ” باعتباره أول فنان مؤسس لهذا الفن ، وكانت أفلامه قصيرة جدا ، وظهرت أولاها في 1908-1909 … أما شخصياته فكانت تشبه أعواد الثقاب… واعتبرت أفلامه جزءا من فن الفانتاسماغوري (Fantasmagorie) وهو فن إظهار أشباح نورانية في مكان مظلم.
و من بين أوائل أفلام الكرتون المقدمة في العالم “الديناصور المديد” عرض سنة 1909 وأعده وينسور ماك كاي في أمريكا وقد أدرك المنتج الغربي قيمة الأفلام المتحركة و شعبيتها، فأنتج أفلاما طويلة للكبار، كما وظفت الرسوم المتحركة في البرامج الثقافية والرياضية والتعليمية، و تم استعمالها في الإعلانات التلفزيونية “وما شخصية البحار “بوباي” التي اشتهرت في أنحاء العالم، إلا شخصية ابتكرها (ا.س.ز.سيفر) لاستخدامها في الدعاية “للسبانخ المعلبة” فاشتهر بوباي الذي كان يرسمه و يحركه الفنان ماكس فليشر النمساوي المقيم في أمريكا.
و نستطيع أن نقول إن الرسوم المتحركة كانت ومازالت المادة الأولى المفضلة عند الطفل، لأنها تناسب سنه و تفكيره و إدراكه و ميولاته ، فالطفل مجبول على حب الصورة المعبرة و الألوان الجميلة، كما أنه معروف بتعلقه بقصص البطولة الخارقة ، و الخيال المحلق و أحداث المغامرات، لذلك نجده مع الرسوم المتحركة يتجول في عوالم أخرى فيها الغموض و الأعاجيب، و قصص الساحرات، و العمالقة …إنها عوالم تختلف عن واقعه، تشبع خياله من جهة، وتناسب إدراكه وقدرته على الفهم من جهة أخرى.
إن ما يعزز تعلق الطفل بالرسوم المتحركة ، كونها تتوفر على ميزة خاصة، فشخصيات أبطالها ثابتة لا تتبدل من مسلسل إلى آخر، كما تحافظ على أنماط السلوك نفسها، و طريقة التفكير، و موقفها من الحياة ، بعكس الأبطال في أفلام و مسلسلات الكبار، الذين تتغير أدوارهم من فيلم لآخر ومن مسلسل إلى آخر، وهذا ما يريح الطفل نفسيا، و يتناسب مع سنه و وعيه.

زر الذهاب إلى الأعلى