“السبر”: طلب العفو والتسامح ليلة النصف من شعبان بدع محدثة

رسائل “واتساب” تطلب المسامحة والعفو ليلة النصف من شعبان مع دخول ليلة النصف من شعبان (الليلة)، حيث ينشط مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي و”واتساب” في تداول رسائل تطلب من الجميع العفو والمسامحة. وبيّن الشيخ محمد السبر الداعية وإمام وخطيب جامع موضي السديري بالرياض، أن “تبادل هذه الرسائل وانتشارها من البدع المحدثة، وأغلب الذين يتناقلونها دون تمحيص ورد لأهل العلم المعتبرين”.

وأضاف: “هؤلاء الذين يتناقلونها مستدلين بأحاديث غير ثابتة، منها: “يطّلع الله في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن”، فالمحققون من أهل العلم بالحديث يضعفون كل ما ورد من ذلك، وعلى فرض ثبوته فالمشاحن هو صاحب البدعة المفارق لجماعة المسلمين، كما قاله ابن المبارك”. وتابع: “نشاط بعض الناس فيما لم يصح ويثبت أقوى من نشاطهم في الصحيح والمشروع؛ فمغفرة الله بابها مفتوح والشريعة جاءت بالعفو عن الناس ومسامحتهم في كل الأزمان، حيث قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}”. وأوضح: “الخطأ في ربط ذلك بالنصف من شعبان أو ليلة القدر أو قدوم رمضان ونهايته أو نهاية العام وبدايته فإنه من البدع الإضافية”، مضيفا: “أما ما قيل من أن الله يوحي ليلة النصف من شعبان إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة، وأنه تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان فكلها أحاديث ضعيفة لا يصح الاحتجاج بها”.

وأردف: “وأما ما جاء عند ابن ماجة عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا من مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا، حتى يطلع الفجر”، فحديث ضعيف جداً لا يصح الاعتماد عليه. ومضى قائلاً: “ليس لليلة النصف من شعبان فضيلة خاصة لا قدرية ولا شرعية، فهي كغيرها من بقية الليالي، إلا من كان من عادته الصيام والقيام والعبادة، فلا يدخل في هذا”. وأضاف: “بعص الدعاة والخطباء والوعاظ ينبغي لهم التمحيص فيما ينقلون وينشرون ويلزموا غرز العلماء، خاصة في هذه الأمور التي تتعلق بالعقيدة من البدع الحولية وغيرها، فمشايخنا الكبار لم يعتنوا بهذه الليلة، ولم يحثوا الناس عليها، فالواجب التثبت ونشر السنن الثابتة والنقل عن أهل العلم المعتبرين الراسخين، وعدم إظهار مخالفة ما عليه علماء البلد الحرام الذين هم من أحرص الناس فيما نعلم على نشر الخير وبذل العلم”.

زر الذهاب إلى الأعلى