الشباب العربي «يتعاطى» حبوب منع الحمل.. فما الهدف؟

من بين كل الأمور التي يمكن أن يلجأ إليها الشباب العربي من أجل تعديل وتحسين شكلهم فإن تعاطي حبوب منع الحمل يعد أسخفها وأكثرها تهورًا وخطورة. 

القضية هذه خرجت الى العلن قبل سنوات، خصوصًا في السعودية، مع الحديث عن تزايد أعداد الشبان الذين يتناولون حبوب منع الحمل وتحولها إلى ما يشبه «الحالة». لكن التعاطي هذا غير محصور بالسعودية فقط، بل في كل الدول العربية، فما قصة هؤلاء؟

من عالم كمال الأجسام إلى العامة

حبوب منع الحمل كانت تستخدم فيما مضى من قبل الذين يرفعون الأثقال من أجل تكبير حجم الصدر؛ وذلك لأن الحبوب هذه تقوم بضخ الهرمون الانثوي في الجسم.

ولكنها خرجت من ذلك العالم وباتت تنتشر بين أوساط الجميع وخصوصًا الفئات الشابة التي لم تبلغ العشرين من العمر.

الاعتقاد السائد لدى هؤلاء هو أن حبوب منع الحمل تساهم في تعديل الهرمونات الذكورية، وبالتالي تساعدهم على الحصول على ما يريدونه حتى إن فئة كبيرة منهم تؤكد أنها فعالة جدًّا وتوفر نتائج ممتازة.

مجموعة من الأهداف

الهدف هو التخلص أو التخفيف من حدة الظواهر الناجمة عن مرحلة المراهقة بالدرجة الأولى مثل خشونة الصوت، تضخم الملامح، ومعالجة حب الشباب، والشعر الزائد بالإضافة إلى الحصول على جلد ناعم؛ أي أن الهدف تجميلي بحت، ولكنه يميل نحو الرغبة بهيئة ناعمة وليس ذكورية بحتة.

هرمون التستوسيترون هو المسؤول عن نمو العضلات بشكل أضخم وأكبر عند الرجال؛ لذلك حين يتم استخدام حبوب منع الحمل فإن الهرمون هذا سيصبح أقل فعالية، وعليه فإن عضلات الجسد وخصوصًا عضلات الساقين والذراعين والصدر ستصبح أقل حجمًا.

كما أن تخزين الدهون في الجسم سيتأثر، وبالتالي فإن شكل الجسد سيختبر تغيرات جذرية بحيث يصبح أقل عرضًا، وبالتالي أنعم شكلاً وأكثر أنوثة.

كثافة شعر الوجه والجسد ستتراجع، كما أن سرعة النمو ستتأثر، لكن تساقط شعر الرأس قد يصبح أقل، وبالتالي بينما يتساقط شعر الجسد سيبدأ شعر الرأس بالنمو مجددًا.

لكن وفق التقارير العديدة، فالأمر لا يرتبط فقط برغبة في تحسين الشكل والتخلص من بعض السمات غير المرغوب بها، وإنما باضطراب الهوية الجنسية، وهي الحالة التي يعاني منها بعض الذكور والتي تجعلهم يشعرون بعدم الراحة للجنس الذي ينتمون إليه وبرغبة شديدة بالانتماء للجنس الآخر.

سبب طرحه الخبراء وعلماء النفس خلال محاولتهم تحليل هذه الظاهرة، لكن بالاطلاع على شهادات من تعاطوا فعلاً حبوب الحمل فإن الغالبية الساحقة من أسبابهم كانت تتمحور حول سبب واحد: تحسين الطلة والتخلص من السمات التي لا تعجبهم في شكلهم والتي وجدوا أنه بالإمكان معالجتها بحبوب منع الحمل.

هل تبدلت ملامح الرجولة؟

فيما مضى كانت السمات الجسدية المرغوب فيها هي العضلات والكتفين العريضين والشعر الكثيف والصوت الخشن الأجش والشوارب، وكل ما هو «فج» وضخم، ولكن وفق التوجه الحالي للشباب العربي، مع ودون حبوب منع الحمل، فإن الهدف كله يتمحور حول نقطة واحدة: صورة مغايرة تمامًا.

الهدف الحالي هو ملامح أكثر نعومة، وجسد أقل ضخامة، وبشرة ناعمة وشعر طويل. الجيل المراهق هو الأكثر إقبالاً؛ وذلك لأنهم يودون التشبه بهذا الفنان أو ذلك اللاعب والسير خلف المعايير الجمالية الحديثة للرجل.

والخطير في الموضوع هذا أن تبادل الخبرات والنتائج «المذهلة» متاح ومفتوح عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دون ذكر المخاطر العديدة المرتبطة.

التأثيرات الخطيرة

الغالبية الساحقة من حبوب منع الحمل تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستين . الإستروجين والبروجستين ينتجهما جسم المرأة، كما أنهما موجودان بكميات قليلة جدًّا في جسم الرجل، الإستروجين ضروري للرغبة الجنسية وللحيوانات المنوية، والبروجستين لصناعة التستوسيترون.

عندما يتم تناول حبوب منع الحمل على فترات طويلة فإن المخاطر عديدة جدًّا. البداية ستكون بتغييرات جذرية في شكل وحجم العضو الذكري بحيث سيصبح أصغر، كما أن الرغبة الجنسية ستتراجع بشكل كبير جدًّا وصولاً إلى مرحلة الخمود التام والكلي.

ضعف الخصوبة، وحتى العقم، من النتائج المؤكدة؛ لأن حبوب منع الحمل ستؤثر سلبًا على عدد الحيوانات المنوية.

تضخم البروستاتا من المخاطر المحتملة رغم أنه هناك الكثير من الجدل حول ما إن كانت حبوب منع الحمل ترفع مخاطر السرطان عن الرجل أو لا تأثير لها في هذه الناحية.

في الواقع لا يوجد ما يكفي من الدراسات التي تتناول هذه الظاهرة وتأثيرها لناحية مضاعفة مخاطر السرطان عند الرجل، لكن الخبراء ينطلقون من واقع أن حبوب منع الحمل تضع النساء أمام مخاطر تجعلهم يخضعون لفحوصات دورية للتأكد من معدلات إنزيمات الكبد ومستوى الدهون وغيرهما من الأورام.. فإن كانت عند الاستخدام المحدد لها ترفع مخاطر جمة، فكيف هي الحال حين تستخدم في غير مكانها؟!

من المخاطر الأخرى أنها ترفع نسبة الإصابة بالنوبات القلبية، كما تؤثر سلبًا على المزاج، وتلحق الأضرار البالغة بالعظام خصوصًا في حال تم تناولها خلال مرحلة المراهقة ؛لأن نسبة التأثير على نمو العظام مرتفعة جدًّا.

زر الذهاب إلى الأعلى