الطباخ صاحب اختراع الطعام المعلَّب الذي ساعد نابليون في الفوز بحروبه

نيكولاس آبيرت طاهٍ وصانع حلوى فرنسي، كان البطل الذي ربح المعركة ضد عدو غير مرئي، وهو الميكروبات والجراثيم، على الرغم من أنه لم يكن يعلم بوجودها، حسب ما ذكر موقع El Español الإسباني.

أطال عُمر الغذاء المفيد

وُلد آبيرت في فرنسا عام 1749، وشارك بنشاط في الأحداث الأولى للثورة، ولكن لاحقاً تم سجنه في «عهد الإرهاب» أثناء أحداث الثورة الفرنسية، ويبدو أنه في ذلك الوقت بدأ يفكّر في كيفية إطالة عمر الغذاء المفيد، وعندما استعاد حريته حاول أن يطبق فكرته.

طَهَى الطعام وقام بتعبئته

بعد الكثير من التجارب توصل آبيرت إلى الطريقة الصحيحة؛ وتتكون هذه العملية من طهي الطعام في الأواني العادية، وتعبئته في زجاجات زجاجية سميكة ذات فم واسع وتغطيتها بسدادات تم تثبيتها بسلك وشمع، بهذه الطريقة، كانت الزجاجات مغلقة بإحكام ثم يتم تسخينها في الماء المغلي لبعض الوقت.

هذه الطريقة لم تحافظ على الطعام فحسب، بل حافظت أيضاً على خصائصه الحسية لعدة أشهر، حسب الموقع الإسباني.

وأرسله إلى الجنود في البحر

أرسل آبيرت عينات من أغذيته المعبأة إلى البحرية الفرنسية التي كانت تقاتل في البحر الأبيض المتوسط.

وحتى ذلك الحين، في حالات مثل الرحلات البحرية أو الحملات العسكرية الطويلة، لم يكن لدى البحارة والجنود خيار سوى استهلاك بعض الأطعمة المحفوظة في الملح أو المدخنة، لأن كل شيء آخر كان سيفسد، لذلك لم يكن من الممكن تناول الفواكه والخضراوات واللحوم والأسماك.

برطمانات نيكولاس آبيرت لا تشبه البرطمانات الحالية

وكان اختراعه ضرورياً لانتصار نابليون

وبالتالي، كان هذا الاختراع حدثاً استثنائياً للقوات الفرنسية، مع الأخذ في الاعتبار أن نابليون كان مقتنعاً بشدة بأن النظام الغذائي الجيد ضروري لانتصار جيوشه.

في عام 1810 تم منح آبيرت  12 ألف فرنك من قِبل الكونت مونتليفرت، وزير نابليون، وقرر استثمار هذه الأموال في نشر كتاب بعنوان «فن حفظ الحيوانات والخضراوات لسنوات عديدة»، وهو عمل يتناول هذا الموضوع لأول مرة مع الكثير من التفاصيل عن كيفية تعبئة أكثر من 50 نوعاً من الأطعمة، كما أنشأ مصنعاً كان يهدف أساساً إلى تغذية جنود نابليون والذي تطور بسرعة كبيرة في وقت قصير جداً، حسب الموقع الإسباني.

لكن نهاية المشروع كانت مأساوية

رغم  نجاحه، فإن مشروعه الشخصي، الذي وُلد مع الثورة الفرنسية، مات بسببها أيضاً؛ وذلك بعد أن دمر القتال ضد البروسيين مصنعه في عام 1814.

وفي النهاية توفي آبيرت عام 1841 وحيداً مفلساً، ودفن في مقبرة مشتركة.

طريقته الناجحة نُسبت إلى تاجر إنكليزي

في الواقع، لم يكن أحد يعرف على الإطلاق لماذا نجحت طريقة آبيرت، ولم يشرح ذلك سوى لويس باستر بعد عقود طويلة، الذي وصف طريقة آبيرت وقدرتها على تعقيم الطعام وقتل الميكروبات.

لم يسجل آبيرت براءة اختراعه الذي كان في طريقه ليُنسب إلى رجل آخر، وهو فيليب دي جيرارد.

لاحظ دي جيرارد ما فعله آبيرت وحاول أن يفعل الشيء نفسه لكن مع إضافة هامة، فقد كانت العبوات أسطوانية مصنوعة من الحديد المطاوع مع احتمالات أقل للكسر، لكنه لم يحصل على براءة الاختراع كذلك.

حصل عليها التاجر الإنكليزي بيتر دوراند عام 1810 الذي نجح في تطوير تلك الطريقة أفضل من سابقيه.

ولاحقاً ابتكرت فتّاحة العلب

كانت هناك تفاصيل صغيرة مفقودة؛ ففي البداية كان لابد من فتح العلب بالسكاكين والمثاقب وحتى الأحجار،  حتى عام 1870، عندما ابتكر الأميركي وليام لايمان فتّاحة العلب مع عجلة القطع، أما أول فاتحة كهربائية فقد كانت في عام 1932.


واقرأ أيضاً..

اقتراح تصحيح

زر الذهاب إلى الأعلى