الطفل الثالث


هل إمكانية تربية طفل جديد مع الطفلين الأول والثاني أمرا يسبب القلق بالنسبة للأم؟ الحامل قد تقضي تسعة شهور وهي تتساءل كيف يمكنها رعاية طفلها الثالث، ولكن بعد أن يولد هذا الطفل، يمكن لها أن تتأكد أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل القلق من مولد الطفل الثالث أمرا غير ضروري.
بعد أن تنجبي ثلاثة أطفال، سوف تعرفين أن رعاية الطفل الثالث ليست بالأمر الصعب. الكثير من الناس يعتبرون أن متاعب تربية الأطفال هي من الأشياء المؤقتة، ونفس الأمر ينطبق على كل أمور العناية بالأطفال، ويمكن للأم أن تتذكر دائما أن سنين الحمل وتربية الأطفال ليست مستمرة وستمر سريعا، الكثير من النساء يعتبرن أن تلك المعاناة ليست مؤقتة وحسب، ولكنها أيضا تستحق العناء لأنها تمر في وقت قصير. بينما تشعر الأم بالتعب أثناء التربية والاعتناء بالطفل الأول، فإنها ربما لا تستطيع تصديق أن الإرهاق الجسدي والذهني يمكن أن ينتهيان. وربما يتكرر نفس الشيء أثناء العناية بالطفل الثاني أيضا، وهذا لأنها ربما تظن أن قدرتها على رعاية الطفل الأول كانت عن طريق الصدفة أو الحظ، وأن ذلك لن يكون هاما في المرة التالية لأن رعاية وإرضاع المولود الثاني مع وجود الطفل الأول يعتبر أمرا مختلفا تماما. ولكن في الوقت الحالي فإن الأم سوف تحدث نفسها بأن الحمل الثالث لن يستمر إلى الأبد، وبغض النظر عما يحدث مع الحمل للمرة الثالثة مثل الاستيقاظ من النوم كل ليلة بسبب كثرة التعرق نتيجة لزيادة هرمونات الحمل، بالإضافة إلى الحاجة إلى ترتيب المنزل، مع خوف الأم الحامل من أن اهتمامها بزوجها أصبح صعبا، وربما تشعر الحامل في هذه الفترة أن شكلها لم يعد تماما كما كان قبل الحمل، وخاصة إن كانت ملابسها غير مناسبة لها، أو كانت ضيقة أو واسعة أكثر من اللازم.
قبل مولد الطفل الثالث، ستكون الأم قد مرت بكل هذه المتاعب مع الطفلين الأول والثاني. وفي هذا الوقت تكون الأم قد نجحت مرتين وسوف تنجح بنفس الطريقة للمرة الثالثة. في بعض الليالي فإن النوم سيكون جيدا، وفي الصباح لن تجد الحامل نفسها كل يوم مبللة بالعرق بسبب متاعب الحمل، وفي بعض الأيام فإنها سوف تكون قادرة على القيام بالأعباء المنزلية مثل غسل الملابس. ربما لن يكون هذا هو الطفل الأخير، ولكن معظم الأشياء سوف تمر بدون الشعور بها، وسوف يكون من السهل التقاط الأنفاس بعمق ثم محاولة حل المشاكل الخاصة بإنجاب الطفل عندما تتوقع الأم بسبب خبرتها مع الحمل بأن الأحوال سوف تتغير في يوم ما. وبعدئذ يمكن للأم الحامل أن تشعر بقيمة كل هذه اللحظات التي لا تقدر بثمن، لأنها تعرف أن هذه الصعوبات مؤقتة. بمرور الوقت سوف ترغب الأم بعودة أيام الحمل وتربية الأطفال وربما تريد أن تشجع الأمهات الأخريات اللائي يشعرن بالضيق من بكاء أطفالهن. ولكن على الأم أن تتمسك بالأمل حيث أنه مع نمو الأطفال واعتمادهم على أنفسهم سوف تكون الأوقات السعيدة التي تقضيها مع جميع أفراد أسرتها أكثر، وخاصة مع الزوج.
العناية بالمولود الجديد مع وجود طفلين آخرين أسهل من رعاية المولود وإرضاعه مع تربية طفل واحد. قد يكون هذا الأمر غريبا بعض الشيء، ولكنه حقيقي. ولكن ذلك لا يعني أن إنجاب ثلاثة أطفال يعتبر أمرا سهلا، وخاصة إن كانت الأم لديها طفل يستطيع المشي، لأنه من المفهوم أن وجود طفل يستطيع المشي والاعتماد على نفسه مع مولود جديد يعتبر من أكثر الأشياء صعوبة بالنسبة لكل الأمهات. ولكن، سيكون الأمر أسهل كثيرا للأم عند رعاية أطفالها، عندما يوجد طفل أكبر سنا من الطفل الثاني. بعد مولد الطفل الثاني فإن الأم تكون هي الوحيدة التي عليها القيام بتسلية طفلها الأول، وهذا بالطبع أمر صعب لأن كل من المولود والطفل الأكبر سنا يحتاجان بشدة للأم في نفس الوقت. ولكن عند الإنجاب للمرة الثالثة فإن الطفل الأول والثاني سوف يقومان بتسلية بعضهما البعض، وسوف يكون الابن الأكبر هو الأكثر مساعدة للأم. ولا تعني مساعدته للأم أنه سوف يسبب أية مشاكل عند استعانة الأم به، بل سوف يقوم برعاية أخيه الأصغر عندما تكون الأم على سبيل المثال تقوم بإرضاع المولود الجديد ولا تستطيع في نفس الوقت رعاية الطفل الثاني.
من اللطيف وجود طفل آخر في المنزل يقوم بالحديث باستمرار وكلامه مفهوم، ويستطيع أن يقوم بقضاء حاجياته والتبول أو التبرز في دورة المياه بدون حتى أن تعلم الأم بحدوث ذلك، وربما يشعر الطفل الأكبر أن أخويه الصغيرين يقومان بأشياء غير معقولة مما يثير ضحكاته. على الرغم من أن الطفلين الأكبر سنا ربما يتعاركان أثناء اللعب، لكن أيا كان فإن ذلك سوف يحدث بشكل مؤقت كما هو الحال مع أي شيء أخر. من الهام بالنسبة للأمهات أن يدركن أن الأطفال سوف ينمون ويكبرون ومن الجيد رؤيتهم وهم يكونون علاقات طيبة مع بعضهم البعض، ومشاهدتهم حين يصبحون متقاربين ومتحابين.

بالنسبة للأمهات ممن سينجبن الطفل الثالث. بعض الناس ربما يتحدثون عن ذلك بشكل سلبي، ولكن الإنجاب شيء لا بديل عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى