الطفل الرابع


بعد مولد الطفل الرابع فإن الأم ربما تعتبر أن عندها المعرفة الكافية حول رعاية الأطفال، نظرا لأنه أصبح عندها أربعة أبناء ولكن الأمر ليس بهذه السهولة.
على الرغم من أن البيت كان به ثلاثة أطفال يعيشون بسعادة، فإن الأم لن تكون أبدا على أتم استعداد عندما يتعلق الأمر بزيادة عدد الأطفال، وخصوصا أن التعب سوف يبدأ بمجرد أن يرجع الطفل الرابع بعد ولادته إلى المنزل. يحتاج جسم الأم إلى الكثير من الوقت حتى يتعافى من الولادة كما أن المولود الجديد يحتاج إلى رعاية أمه في الحال. في هذا الوقت ربما تشعر الأم بالانزعاج بسبب كثرة أعبائها. ويجب أن لا تنسى أن لديها ثلاثة أطفال آخرين والذين هم يحتاجون إلى رعايتها. حدوث الحمل للمرة الرابعة يعتبر هو المرحلة الأسهل. إن كانت الأم سوف ترضع الطفل رضاعة طبيعية، فإن ذلك التزام آخر من الأفضل أن تكون مستعدة له. من الأفضل أن تستعين الأم بإحدى قريباتها من أجل مساعدتها في هذا الوقت الحرج حيث أن القريبات يمكنهن المساعدة في رعاية الأطفال الآخرين، وذلك في نفس الوقت الذي تستفيد منه الأم حتى يتعافى ويلتئم جسدها. العشرة الأيام الأولى بعد الولادة قد تكون هي الأيام الأفضل إن استطاعت الأم أن تجعل تركيزها على راحتها ورضاعة المولود الجديد. وبرغم أن الأم في هذا الوقت ربما ترغب في القيام بأعباء حياتها اليومية المعتادة كما كان الحال قبل الحمل والولادة، فإن عليها أن تؤجل الكثير من الأشياء وتجعل تعافي جسمها من الولادة هو الشيء الأهم. إن لم تكن الأم في أحسن حالاتها، فإن بقية الأسرة لن تكون في أحسن حالة. حيث أن اهتمام الأم ببيتها من الأشياء التي تتطلب الكثير من الجهد.
إنجاب الطفل الرابع يجعل الأم تعرف الكثير من الأمور، ومنها:
أن مساعدة الغير للأم بعد الولادة لا يقلل من أمومتها. من غير المعقول أن تشعر الأم بالذنب إن طلبت المساعدة بعد الولادة. ربما هي لم تطلب ذلك مع الثلاثة أطفال السابقين، ولكن بعد مجيء الطفل الرابع فإن الأمور تصبح مشوشة وفي هذا الوقت فإنها تكون في حاجة إلى المساعدة من قريباتها. في بعض الأحيان، فإن بعض أفراد العائلة ربما يتعجبون من طلب الأم لمساعدة الغير وهذا يتوقف بالطبع على رغبتهم في قيامها بجميع الأعمال المنزلية رغم صعوبتها في الأسبوع الأول بعد الولادة، ولكنها سوف تشعر بتحسن كبير عندما تستعين بالبعض من أجل مساعدتها وخاصة في فترة الصباح. وببساطة فإن الأم بعد ولادتها لن تستطيع أن تقوم بكل شيء بمفردها مثل الأعمال المنزلية والذهاب بالأطفال إلى المدرسة، وترتيب أولويات البيت، وإرضاع الطفل الرابع، وإعداد الطعام والطبخ، وغسل ملابس الأسرة وتنظيف المنزل. البعض يتصور أن الأم النشيطة تستطيع القيام بكل ذلك أثناء العشرة أيام الأولى بعد ولادة الطفل الرابع، ولكن في واقع الأمر فإن ذلك لا يمكن تحقيقه. قبول الأم للمساعدة ربما يكون من الأمور الجيدة والصعبة في نفس الوقت بالنسبة لها وبالنسبة لأسرتها. على الرغم من أن بعض الأقارب ربما لا يتقبلون طلب الأم للمساعدة، فإن عليها أن لا تأبه بذلك. حيث أن استعانتها بعد الولادة بمن تساعدها يعتبر من الأمور الهامة لأن هذه الفترة تعتبر صعبة وتستلزم الكثير من التعاون.
من الجيد رفض زيارة الصديقات بعد الولادة حيث أن ذلك يمكن تأجيله. إن كانت الأم لديها الكثير من الصديقات اللائي تتبادل معهن الزيارات، فإنه بعد إنجاب الطفل الرابع سوف تدرك أن عليها أن ترفض مقابلة الكثير من صديقاتها أو قريباتها. مع سهر الأم بسبب رعاية الأطفال الأربعة، فإن عليها أن تهتم بأسرتها أولا وهذا الأمر قد يتطلب الكثير من الوقت حتى يتم التوازن بين الأولويات وغيرها من الأمور غير الهامة. الحياة تمضي وتبقى الأشياء الأكثر الأهمية سببا في منع الأم من الإهتمام الكافي بالصديقات والقريبات. حيث أن الأسرة يجب أن تكون هي الأولوية الأولى للأم. ولكن الجيد في هذا الأمر، أن الصديقات المخلصات سوف يتفهمن وستظل علاقتهن مع الأم جيدة حتى يحين الوقت الذي تستطيع فيه التواصل معهن كما كان يحدث قبل الحمل الرابع. ربما تفتقد الأم الخروج من المنزل وزيارة الصديقات أو القريبات. ولكن يجب عليها أن لا ترهق نفسها على الرغم من صعوبة تجنب التعب. المولود الجديد يكون ضعيفا، ورغم ذلك فإنه ربما لا يستطيع النوم جيدا، مما يجعل الأم بالتالي مرهقة ومتعبة طوال الوقت. ولكن الشيء الذي يساعدها في هذا الوقت أن صديقاتها يقدرن ظروف ولادتها وتعبها ولا يقل اهتمامهن بها. وفي النهاية فإن الأم سوف تستعيد حياتها الاجتماعية، ولكن في الوقت الحالي فإن أسرتها وطفلها يأتون في الأولوية.
على الأم أن تهتم بنفسها وبزوجها. من الأشياء التي تنصح بها طبيبة النساء والولادة، الحامل في الشهر الثاني هو القيام ببعض الأشياء التي تدخل السرور على قلبها على الأقل لمرة واحدة في الأسبوع. ربما تطلب الطبيبة من الحامل أن تقضي بعض الوقت مع أسرتها خارج المنزل. ربما يكون من المفهوم السبب وراء أهمية هذه الأشياء. حيث أن ذلك سوف يقلل كثيرا من عصبية الحامل كما أنها سوف تشعر بتحسن حالتها النفسية. اهتمام الحامل بنفسها ربما يتضمن عنايتها ببشرتها، والقيام ببعض التمارين. وهذا الأشياء التي تؤثر على شعور الحامل لها ارتباط كبير بالحفاظ على حالة معنوية جيدة.
الحفاظ على علاقة الأم بأسرتها من الأمور المهمة. ويجب عليها أن تجنب أطفالها رؤية أية مشاكل أو شجارات بينها وبين زوجها حتى لا يظنوا أن عائلتهم غير متماسكة، ولذا فإن الذهاب معا خارج البيت ربما يجعل العلاقات بين أفراد الأسرة طيبة وهو الشيء الأهم. قد تفضل الأسرة الذهاب مثلا لتناول الطعام خارج المنزل حيث أن ذلك يجعل أفراد الأسرة يتخلصون من الشعور بالملل بسبب مشاكل الحياة اليومية. وبهذه الطريقة يمكن تناسي المشاكل التي ربما لا تظهر إلا بين الحين والآخر، وبغض النظر عن ذلك، فإن العلاقة الجيدة بين الأزواج هي الأكثر أهمية، حيث أن الأطفال سوف يرون ذلك مما يجعلهم يتخيرون الأفضل عندما يكبرون.
من الأمور المعروفة أن الإنسان لن يكون مستعدا تماما لما سيأتي في المستقبل. توجد الكثير من الأشياء التي يقوم بها الوالدين من أجل الحفاظ على صحة أطفالهم. وبالتأكيد لا يمكن معرفة ما سوف يجري مستقبلا. بعض الأبحاث الطبية تؤكد أن في السنوات المقبلة سيمكن الاستفادة من حفظ دم الحبل السري، بعض الأسر ربما لا تتردد في تخزين خلايا الحبل السري. الخلايا الجذعية المأخوذة من الحبل السري تم استخدامها بالفعل في الطب في الوقت الحالي في علاج بعض أمراض الدم والأمراض المناعية. تم زراعة خلايا جذعية مأخوذة من الحبل السري في حوالي أربعين ألف مريض حول العالم، والمصدر الأساسي لهذه الخلايا هو الحبل السري. والفائدة من تخزين دم الحبل السري هو الأمل في أن تكون الخلايا الجذعية المأخوذة منه سببا في علاج بعض الأمراض التي ربما تصيب بعض أقارب المولود. ربما لا يكون من الممكن التنبؤ بكل ما سوف يحدث في الحياة وما سوف يأتي به العلم والأبحاث الطبية وقد يكون من الهام الحفاظ على الحبل السري للمولود حتى تكون الخلايا الجذعية متاحة لأي فرد من أفراد عائلته.

زر الذهاب إلى الأعلى