عثرت الجهات الأمنية على جثة طفل “خمس سنوات” فوق سطح أحد المستشفيات الحكومية في الرياض بعد أن غاب عن أمه التي تزور أحد المرضى لمدة أربع ساعات تقريبا.

ووجدت الجهات الامنية الطفل “ريان أحمد الداود الصعيب” مُتوفى فوق سطح المستشفى، لتفتح بذلك ملف التحقيقات لكشف ملابسات الحادثة.

وقال أحمد الصعيب، عم الطفل “ريان”: “الطفل ريان كان برفقة والدته بمستشفى حكومي، قبل أن يختفي عن الأنظار في ظروف غامضة، ما استدعى البحث عنه دون جدوى، لتعيش الأسرة في أوقات عصيبة 4 ساعات من الاستنفار، وأبلغت أسرته إدارة المستشفى، وطلبت منهم مساعدتها في العثور عليه بالرجوع إلى كاميرات المراقبة، إلا أنهم حاولوا تهدئة الأسرة، ولم يهتموا بمراجعة كاميرات المراقبة”.

وأضاف – بحسب العربية نت – : “الأسرة ظلت تبحث عن طفلها منذ لحظة اختفائه عند السابعة مساء حتى 12 من منتصف الليل، ليلة أول من أمس، وعندها انتهى الدوام الرسمي للإدارة، وجاءت إدارة أخرى كانت أكثر تجاوباً واهتماماً من السابقة التي لم تكن جادة في البحث عن الطفل من خلال الكاميرات، مما أدى إلى بقائه فترة طويلة”.

وتابع سرد القصة: “الإدارة التي جاءت بعد الساعة 12 ليلاً، راجعت ما سجلته كاميرات المراقبة خلال فترة فقدان الطفل، ليشاهد أحد أفراد الحراس الأمنية الطفل وهو يركض على سطح المستشفى، ليعثر بعد ذلك على الطفل ملقى على أرضية السطح وهو يعاني كدمات في جسده، ولم تفلح محاولات إنعاشه ليفارق الحياة”.

وأبان أحمد، أن الجهات الأمنية تعمل على معرفة حقيقة سبب وفاة الطفل، ومعرفة المقصر لمحاسبته، وأن الأسرة تنتظر تقرير الطب الشرعي الذي سيحدد أسباب الوفاة.

وأوضح، “ريان” طفل محبوب، وهو سليم ولا توجد فيه أي إعاقة، وخبر وفاته جاء مفاجئا للأسرة، فالحادثة غير متوقعة”.

وكشف عم الطفل تفاصيل الحادثة، بأن الطفل دخل إلى المصعد، ثم خرج منه إلى موقع مخارج الطوارئ، ثم حاول العودة ولكن الباب أقفل خلفه، في حين أن الأبواب سهلة الفتح، فواصل “ريان” الخروج من مخارج الطوارئ وظل يصعد الأدوار إلى أن وصل إلى السطح، واحتجز في السطح، ولم يتمكن من العودة بسبب سرعة انغلاق الأبواب خلفه، وظل محبوساً في السطح ما يقارب 4 ساعات، ومن خلال الكاميرات عرفنا طريقة الوفاة، بعد أن تجول في السطح، ثم صعد إلى غرفة في أعلى السطح وحاول النزول منها ولكنه سقط من ارتفاع يقارب 3 أدوار.

وأبان، أن حراس أمن المستشفى، هم من عثروا عليه، وسيتم دفن الطفل يوم غد الخميس في حي النسيم.

ونقل والد الطفل “ريان” قصة حادثة ابنه، فقال: “ذهب ريان مع والدته لزيارة جدته لأمه المنومة في المستشفى، وقبل وصولي إلى المستشفى لاصطحابهم إلى المنزل، اتصلت بوالدة ريان لكي تستعد للعودة للمنزل، وكان ريان وقتها يلعب بالجوال، وعندما علِم بقرب وصولي، خرج مسرعاً ولم تستطع والدته اللحاق به، ودخل إلى المصعد ومن ثم إلى مخارج الطوارئ، وكان كلما دخل من بوابة كانت تغلق خلفه، فهذه المخارج لا يمكن فتحها أو العودة منها، إلى أن وصل إلى السطح، ورصدت الكاميرات محاولاته في العودة إلى المكان الذي دخل إليه، وصعد 4 أدوار، وبعد أن دخل السطح ظهر الطفل في الكاميرات وهو يتحرك ثم صعد إلى بيت الدرج، وعندما صعد إلى أعلى بيت الدرج تورط ولم يستطع الوصول إلى أي مخرج وفي تلك الأثناء سقط من سطح بيت الدرج”.

وتابع قائلاً: “إننا لم نجد قطرة دم واحدة للطفل، دليل خوفه وحالته النفسية الصعبة، وابني ريان طفل ذكي وحاول الوصول إلى مخرج، ولكن دون جدوى، فالقصة موجعة للأسرة، وقمت برفع قضية للطب الشرعي بعد وجود كدمات لسقوطه على طرف غرفة سفلى، وتأثر الطفل”.

واتهم والد ريان بوجود قصور وإهمال في الصيانة والأمن داخل المستشفى، فالمتعارف عليه أن هذه الأبواب لا يجب أن تتجه للأسطح إلا في حال وجود مهبط طائرات، وهذا ما نستغربه، كما توجد إشكالية في عدم توفر كاميرات في مخارج الطوارئ تكشف غياب الطفل كل هذه المدة من 7 مساء إلى 12 ونصف.

ولفت والد ريان النظر إلى ضرورة مراقبة المستشفيات لمخارج الطوارئ، فقد يتعرض بعض الأشخاص للإساءة والاختطاف في هذه المخارج القريبة من المصعد، في ظل عدم توفر كاميرات مراقبة، وختم حديثه: ” إنا لله وإنا إليه راجعون، ونطلب الأجر والسلوان من الله في فقدان ابني ريان”.

شاركها.