يُعدّ العلاج الضوئيّ (بالإنجليزية: Phototherapy or Light Therapy) من العلاجات الآمنة[١] المستخدمة في معالجة العديد من الأمراض النفسيّة والجلديّة، إذ يقوم مبدأ عمل العلاج الضوئيّ عند استخدامه في معالجة الأمراض النفسية على استخدام جهازٍ يُسمّى صندوق العلاج الضوئيّ، بحيث يُوضع الصندوق بجانب المريض أثناء جلسة العلاج لينبعث منه ضوءٌ يشبه الضوء الموجود في الطبيعة، أمّا عند معالجة الحالات الجلدية، فيتمّ استخدام أجهزة قادرة على إنتاج الأشعة فوق البنفسجية بكميةٍ أقوى من تلك الصادرة من الشمس

التحضير للعلاج الضوئيّ

عند الذهاب إلى الطبيب المعالج لابد من إخباره إذا كان المريض يعاني من أمراض معينة وخاصة تلك التي تصيب العين كذلك تناول أي نوع من أنواع الأدوية حتى لا يحدث أي تداخلات مع الأشعة الصادرة للعلاج او مضاعفات ولكن ما هي تلك التحضيرات لجلسة العلاج الضوئي ؟ هي كالتالي :-

  • التحذير من إستخدام أي مراهم أو كريمات مستحضرات التجميل، والتي تحتوي على مادة قطران الفحم او تلك التي لها رائحة عطرية .
  • قبل جلسة العلاج يجب إستخدام واقي للشمس على الوجه او اليدين .
  • يجب توخي الحذر وتغطية الأعضاء التناسلية للذكور أثناء جلسة العلاج الضوئي .
  • محاولة عدم التعرض لأشعة الشمس، وفي حالة ذلك يتم تغطية الأماكن المعرضة للشمس .
  • يجب إرتداء نظارة لحماية العين من أي تلف او ضرر .
  •  هناك بعض الأطعمة تحتوي على مادة السورالين، والتي تتسبب في حساسية الجلد عند التعرض للأشعة الفوق بنفسجية، هذه الأطعمة تشمل الجزر، والكرفس، والتين، والحمضيّات، والبقدونس، وغيرها .
 

الأمراض التي تُعالج بالعلاج الضوئيّ

الأمراض الجلديّة

الأشعة فوق البنفسجية (UV) هي إشعاع كهرومغناطيسي بطول موجة من 100 نانومتر إلى 400 نانو متر ، أقصر من الضوء المرئي لكنها أطول من الأشعة السينية، وهي موجودة في ضوء الشمس حيث تشكل حوالي 10٪ من إجمالي ناتج الضوء للشمس، ويمكن إنتاجها من خلال بعض تقنيات معينة عن طريق الأقواس الكهربائية والأضواء المتخصصة .

تتعدد فوائد الأشعة الفوق بنفسجية حيث عند التعرض إليها تساعد الجسم على إنتاج فيتامين د كما أنها تساعد الجسم على زيادة صبغة الميلانين( عبارة عن صبغة بنية والتي توجد في خلايا الجسم ) .

هناك بعض الأمراض الجلدية والتي يحدث فيها إنقسام لخلايا الجلد بسرعة أكبر من المعتاد مثل حالات الصدفية، ولعلاج هذه الأمراض لابد من إستخدام إسلوب علاج لتقليل هذا النمو والذي يتوفر في خصائص الأشعة الفوق بنفسجية، حيث  وجد أن الأشعة فوق البنفسجية تعمل على إبطاء دورة الخلية في الخلايا الكيراتينية(الأكثر شيوعًا من خلايا الجلد) وبالتالي معالجة مثل هذه الأمراض ولكن ما هي الأمراض الجلدية التي تستخدم فيه الأشعة الفوق بنفسجية للعلاج وهي كالاتي :-.

  • الصدفيةّ (Psoriasis).
  • البهاق (Vitiligo).
  • الحكّة العامة.
  • إلتئام الجروح (Wound healing) وذلك بدلا من عملية الخياطة .
  • حب الشباب (Acne vulgaris) .
  • الاكزيما (eczema) .
  • اليرقان (الصفراء jaundice ) لدي أطفال حديثي الولادة .
  • التصلب الموضعي( localized scleroderma) .
  • بعض أنواع سرطان الجلد مثل سرطان الغدد الليمفاوية  التائية ( cutaneous T-cell lymphoma ).
  • النخالية ( Pityriasis) وهو نوعٌ من أنواع الطفح الجلديّ المؤقت الذي يظهر على الجلد.
  •  خاصة التهاب الجلد التأتبي ( Atopic Dermatitis).

أمراض شبكية العين

وذلك في حالات إعتلال شبكية العين الناتج من مرض السكري .

الأمراض النفسيّة

لعل الكثير يتساءل عن إكتئاب الشتاء ولماذا يزداد في هذا الفصل دون باقي الفصول ؟ كما ذكر سابقا أن الأشعة الفوق بنفسجية تساعد الجسم في تكوين فيتامين د والتي نحصل عليها من التعرض لأشعة الشمس العادية.

 

وجد أن هناك علاقة وثيقة بين إنتاج فيتامين د وهرمون السيروتونين(Serotonin) والذي يطلق عليه هرمون السعادة، وذلك لأنه يؤثر على مجموعة واسعة من وظائف الجسم البشري من القلق والمزاج إلى وظيفة الأمعاء إلى كثافة العظام والجنس، وعند قياس التغيرات في مستويات السيروتونين وعلاقته بكمية الأشعة التي نتعرض لها وكيفية تصرف البشر مقارنة بالمزاج والسلوك، وجد أن مستوياته أعلى بكثير بين أولئك الذين يموتون في الصيف ، بدلا من الشتاء .

لذلك الأمراض النفسية  التي يستخدم في علاجها الأشعة الفوق بنفسجية هي كالاتي:-

  • الاكتئاب غير الغير موسمي (Non-seasonal depression) .
  • الاضطراب العاطفيّ الموسميّ (بالإنجليزية: (seasonal affective disorder (SAD).
  • اضطراب الرحلات الجوية الطويلة نتيجة اختلاف التوقيت (Jet lag).
  • اضطرابات النوم ( Sleep disorders).
  • الخَرَف ( Dementia).
  • التكيّف مع جدول العمل الليليّ.

الأعراض الجانبية للعلاج الضوئيّ

تظهر بعض الأعراض الجانبية المؤقتة للعلاج الضوئي كأي نوع من العلاج المستخدم وهي كالاتي :-

  • احمرار الجلد مكان العلاج الضوئيّ.
  • ظهور الطفح الجلدي.
  • الحكّة.
  • جفاف الجلد.
  • القروح الباردة .
  • تبثّر الجلد .
  • تهيج العين وضعف الرؤية .
  • الشعور بالصداع.
  • التهيّج في الجلد .
  • الغثيان .

نصائح للتخفيف من الأعراض الجانبية للعلاج الضوئيّ

كما ذكر سابقا أن الأعراض الجانبية تظهر بصورة مؤقتة، ولكن هناك بعض النصائح لتقليل هذه الآثار الجانبية وهي كالاتي :-

  •  محاولة ان تكون المسافة بين المريض وبين مصدر الضوء المستخدم في العلاج أن تكون معتدلة حتي لا تتسبب في ظهور هذه الأعراض .
  • عندما تكون مدة جلسة العلاج طويلة يجب أخذ قسط من الراحة .
  •  عدم ثبات مواعيد جلسة العلاج اليومية يجب تغييرها .
  •  إذا حدث أي من هذه الأعراض يجب تقليل فترة او مدة جلسة العلاج .
  •  عدم تناول أدوية معينة مثل وذلك لأنه تزيد من حساسية الجلد للضوء،  بعض النباتات مثل ميثوتريكسات( methotrexate )،أو كلوروكين( chloroquine)، كذلك نبتة العرن المثقوب (St. John’s Wort ) .
  •  يجب إخبار الطبيب في حالة وجود أمراض معينة مثل مرض الذئبة الحمراء( Systemic Lupus Erythematosus)، وذلك لأنها تجعل الجلد أكثر حساسية للضوء .
 

المضاعفات المحتملة للعلاج الضوئي

قد يحدث بعض المضاعفات والمخاطر من العلاج الضوئي والتي تختلف على حسب الضوء المستخدم في العلاج .

هناك مخاطر ومضاعفات تنتج من كلا من :-

1-الأشعة الفوق بنفسجية .

عند التعرض لكميات كبيرة من الأشعة الفوق بنفسجية فهناك عدة مخاطر ومضاعفات تحدث، حيث أنها تؤثر على تكوين الحمض النووي الموجود داخل هذه الخلايا ومن هذه المخاطر ما يلي :-

  • حدوث بعض أنواع سرطانات الجلد الخبيث .
  • حدوث الشيخوخة المبكرة وذلك نتيجة تدمير فيتامين A والكولاجين الموجود في خلايا البشرة .
  • حدوث تلف في كل من شبكية وقرنية العين والعدسة ويمكن أن تتسبب في تكوين مياه بيضاء على العين .

2- الضوء المرئي .

  • زيادة إنتاج الهرمونات التناسلية ، مثل هرمون التستوستيرون ، الهرمون الملوتن ، الهرمون المنبه للجريب ، واستراديول.
  • إمكانية حدوث حالة الهوس وذلك عند علاج الإضطرابات العاطفية الموسمية .

لتجنب هذه المخاطر يجب إخبار الطبيب بالحالات المرضية التي يعاني منها المريض وإخباره إذا كان هناك أدوية يتم تناولها مثل ميثوتريكسات( methotrexate )،أو كلوروكين( chloroquine) حيث أن هناك احتمال أن تتسبب هذه الأدوية في حدوث البورفيريا(  porphyria) ، ويجب أن يكون العلاج تحت إشراف الطبيب المختص، ويرفض العلاج الذاتي، وذلك لتجنب المخاطر، كما ينصح بتقليل الجرعات من هذه الأشعة .

شاركها.