مرّت العلاقات السعودية الروسية بعدد من المحطات الفارقة، ‏فبعد تأسيس المملكة بـ40 يومًا، اعترف الاتحاد السوفييتي في فبراير 1926م بها، ثم انتقلت العلاقات إلى زيارات متبادلة بين المسؤولين بالبلدين، حتى وصلت مستوى الزيارة المقبلة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كأول ملك سعودي يزور موسكو بصفته ملكًا للعربية السعودية. وكان عبدالكريم عبدالرؤوف حكيموف -السفير فوق العادة ومهندس زيارة الأمير (آنذاك) فيصل بن عبدالعزيز إلى موسكو- سببًا في توريد الغذاء والعلاج إلى المملكة، واضعًا بذلك نواةً الرعاية الصحية.

وفي عام 1932م، زار الملك فيصل بن عبدالعزيز -عندما كان نائب الملك في الحجاز- الاتحاد السوفييتي، ولكن بعد 5 أعوام توقفت العلاقات بين البلدين. وحاولت المملكة -عبر الأمير فهد بن فيصل الفرحان آل سعود رحمه الله، في عام 1962م- إعادة العلاقات بين البلدين، إلا أن محاولاته لم تسجّل نجاحًا، وبعد 20 عامًا عاد الاتحاد السوفيتي إلى إقامة العلاقات مع المملكة، وزار الأمير سعود الفيصل (وزير الخارجية وقتها) الاتحاد السوفييتي، ضمن اللجنة السباعية المشكّلة من الجامعة العربية، ضمن مبادرة فاس للسلام في الشرق الأوسط.

ومهّدت الزيارة لتطوير علاقة البلدين، ما ظهر في الترحيب الذي حظي به وزير النفط هشام ناظر، خلال زيارة رسمية بعد 5 سنوات تقريبًا. وفي عامي 1990-1991م، كانت زيارة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل للاتحاد السوفيتي -أثناء حرب الخليج الثانية (غزو العراق للكويت)- بداية لانطلاقة جديدة في العلاقات بين البلدين، وكان عبدالعزيز خوجة أول سفير سعودي لدى موسكو. وعقب تفكّك الاتحاد السوفييتي أواخر 1991، وقيام روسيا الاتحادية، اعترفت المملكة بالدولة الجديدة، معلنةً استمرار العلاقات المشتركة. وفي عام 2003، عزّزت زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله)، عندما كان وليًا للعهد، إلى موسكو العلاقات بين البلدين، وأسفرت تلك الزيارة إلى توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات عدة.

وفي يونيو 2006، كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان أميرًا للرياض، عززت كثيرًا من العلاقات العريقة بين البلدين. وبحسب صحيفة عاجل ففي فبراير 2007م، زار فلاديمير بوتين -رئيس روسيا- المملكة، وتم توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي وثقافي وإعلامي. وبعد 8 أشهر، زار الأمير سلطان بن عبدالعزيز -ولي العهد- موسكو، ونتج عن الزيارة تعاون وثيق في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية والنقل. وفي 2014، زار الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية حينها موسكو، وعقد مع وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، محادثات ناقش الجانبان فيها مجموعة من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي 2015، زار الأمير محمد بن سلمان الكرملين، والتقى -خلال الزيارة- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

شاركها.