سلط علماء في جامعة كونزلاند بأستراليا الضوء على ما يحدث في دماغ الإنسان تحت وطأة التخدير العام.

وعلى الرغم من الاستخدام الواسع للتخدير، إلا أن المتخصصين يجهلون كيفية تأثيره بدقة. ولعل السبب يكمن في عدم معرفتهم لآلية الوعي البشري.

وأشارت الدراسات التي أجريت على مدى العقود الماضية إلى أن التخدير يؤدي إلى فقدان الوعي وعدم قدرة أجزاء مختلفة من الدماغ على التفاعل فيما بينها.

وعلى ما يبدو فإن تعطيل حركة تبادل المعلومات بين مختلف الأجزاء في القشرة المخية يؤدي إلى “توقف الوعي”، ولكن هذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية غريبة بعد التخدير، مثل فقدان الإدراك المعرفي والذاكرة.

ويقول برونو فان سوينديرن، وهو أحد مؤلفي الدراسة إنه “بفضل الدراسات السابقة، تمكنا من معرفة أن مادة التخدير العام بما في ذلك دواء البروبوفول، تؤثر على نظام النوم في الدماغ، تماما كما هو حال تأثير الحبوب المنومة”.

ويضيف سوينديرين أيضا أن دراسة فريقه أظهرت أن البروبوفول يؤثر سلبا على آلية شبكة التواصل بين الخلايا العصبية في جميع أنحاء الدماغ.

وفي سياق البحث، تم دراسة تأثير البروبوفول (والذي غالبا ما يستخدم للتخدير العام) على الخلايا الفردية في الجسم الحي وفي المختبر. حيث استخدم المختصون عينات حية من الخلايا العصبية للفئران وذباب الفاكهة.

واتضح لهم أن البروبوفول يرتبط بالبروتين الرئيسي الذي تستخدمه الخلايا العصبية للتواصل مع بعضها في الدماغ، وهذا كما يقول سوينديرين “يؤدي الى تدهور التواصل بين الخلايا العصبية في الدماغ، بسبب تعطيله عمل بروتين (سينتاكسيس 1-A) الموجود لدى الحيوانات والبشر، وهذا يؤدي إلى تعطيل التفاعل ما بين خلايا الدماغ وتصبح هذه العملية بطيئة على الأقل لفترة من الوقت”.

ولعل هذا الاكتشاف مهم لعلاج أمراض الأدمغة لدى الناس، وعلى سبيل المثال، لدى الأطفال الذين لا تزال عقولهم في مرحلة النمو، أو لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض ألزهايمر أو الشلل الرعاشي.

ولكن، ما تزال آلية تسبب التخدير أحيانا بمشاكل للصغار أو كبار السن مجهولة للعلماء، ويمكن أن يقدم البحث الجديد إجابة على هذا السؤال كما يعتقد العالم سونديرسين، والذي بدوره يختزل هذه المعضلة في موضوع الاتصال ما “بين حركة جزيئات البروتين في نقاط التشابك العصبي لدى البشر”.

المصدر: فيستي رو.

ناصر قويدر

شاركها.