الفشار له فوائد كبيرة في مقاومة الأمراض أكثر من الخضروات والفواكه

الكثير منا حينما يذهب إلى السينما يحرص على احتضان عبوة من الفشار وهو يتابع الفيلم الذي يُعرض على الشاشة. وأصبحت عربات الفشار الساخن ذو الرائحة الجذابة الممتعة, هي علامة مميزة لدور السينما في أيامنا هذه. ولا يتوقف الأمر عند دور السينما فقط, فينتشر في الكثير من المتنزهات وأرصفة الكورنيش ويقبل عليه الكبار والصغار معاً. ومؤخراً أكد العلماء أن الفشار الذي يستخدم بين الوجبات عادة, على أنه مفيد جداً للصحة حيث يحتوي على قدر هائل من مضادات الأكسدة متمثلة في مركبات البوليفينول بشكل يفوق ما تحتويه حتى الفاكهة والخضر.

واستفاض هؤلاء العلماء في شرح كيفية هذا الأمر خلال الملتقى الوطني الرابع والثلاثون بعد المائتين لجمعية الكيمياء الأمريكية في سان دييحو يوم 25 من مارس في العام الجاري. حيث أوضح “جو فينسون” وهو رائد تحليل المكونات الصحية في المكسرات والشوكولاتة وبعض الأغذية الشعبية الأخرى, أن مركبات الفينولات المتعددة توجد أكثر تركيزاً في الفشار, حيث أن متوسط وجودها في الماء هي 4% فقط, مقارنة بالخضروات والفواكه والتي تصل فيها نسبة تخفيفها إلى 90%.
وفي نتيجة أخرى مذهلة, اكتشف الباحثون أن الجزء السفلي الموجود في الفشار وهو الجزء الأكثر صلابة والذي يكرهه كل منا بسبب أنه يعلق بالأسنان, يحتوي على تركيز أعلى من الفينولات المتعددة والألياف الغذائية. وأشار “فينسون” إلى أن هذه الكريات الصغيرة التي توجد أسفل حبات الفشار لابد أن تنال المزيد من الأهمية, وأكد أن هذه الكريات بمثابة شذرات الذهب.
وأعلن “فينسون” المزيد من أهمية الفشار الصحية, حيث قال إنه قد يكون وجبة مثالية خفيفة بين الوجبات, حيث أنه هو السناكس الوحيد الذي لا تنسحق فيه الحبوب بشكل كامل كما أنه لا يدخل فيه مكونات أخرى عكس الوجبات الخفيفة الأخرى التي تدخل فيه مكونات أخرى تعمل على إضعاف الحبة الأساسية له. حيث أنه بهذا الشكل سيوفر نحو 70% من الحبوب الواجب تناولها بشكل يومي.
 يحذر فينسون من هذه الطريقة التي يحضر بها الفشار في الخارج
وحذر فينسون من الطريقة التي يحضر بها الفشار حيث يمكن أن تؤثر طريقة التحضير على فوائده الصحية. حيث يفضل أن يتم تحضيره بوضعه في بضع قطرات من الزيت في مقلاة بدلاً من الطريقة التي تنتشر في دور السينما والتي يمكن أن تضيف المزيد من الدهون والسعرات الحرارية. لذلك فهو يفضل أن يتم تحضيره في المنزل بطريقة صحية بدلاً من اللجوء إلى الطريقة السيئة التي يحضر بها الفشار بالخارج.
ويشير فينسون أيضاً إلى أن الفشار الذي يحضر في المنزل تختلف طريقته, فالأفضل أن يتم تحضيره في مقلاة مفتوحة بدلاً من تحضيره في الميكروويف حيث أن الأخير ينتج فشاراً أعلى في السعرات الحرارية بصورة مضاعفة, كما أنه يحتوي على 43% من الدهون, بينما قد يحتوي الفشار الذي يحضر في المقلاة على 28% فقط من الدهون.
 تحضير الفشار في المقلاة هو الأفضل صحياً
بينما على الجانب الآخر, فإن فينسون يقول أن هذا لا يكون مدعاة لأن يحل هذا السناكس محل الخضروات والفواكه, حيث أنهما ضروريان جداً من أجل إتباع نظام غذائي صحي. فهما يحتويان على العديد من الفيتامينات والمعادن الهامة للجسم والتي تغيب عن الفشار.
وأوضح فينسون أن مفهوم التركيز هذا يطبق نفسه على الفواكه المجففة مقارنة بالفواكه الطازجة, مما يتيح أن تحتوي الأولى على تركيز أكبر من البوليفينول. وكانت دراسة سابقة قد أظهرت أن الفشار يحتوي على قيمة ضئيلة من الفينولات المتعددة, إلا أن فينسون قد أكد أنهم الآن مقتنعون أن الفشار يحتوي على نسبة عالية جداً من الفينولات المتعددة.
ومن المعلوم أن مضادات الأكسدة مثل الفينولات المتعددة تحارب الشقوق الحرة التي تتسبب في حدوث الكثير من الأمراض. كما أن الألياف تعمل على عمل الأمعاء بصورة أفضل وتقلل من الإمساك الذي يعد أحد أسباب سرطان القولون الرئيسية.
وقال “مايكل كوكو” وهو أحد الباحثين في هذه الدراسة أنه شخصياً قد استفاد من نواح عدة, حيث أكد أنه قد اكتسب خبرة من خلال العمل مع أستاذه فينسون, ويؤكد الباحثون أن تمويل هذا البحث قد قامت به جامعة سكرانتون.

زر الذهاب إلى الأعلى