الكرة السعودية تحتاج الحجاج

الحجّاج بن يوسف الثقفي شخصية تاريخية عرفت بالشدة والحزم في معالجة أمور أكبر منطقة مضطربة في الدولة الأموية في عصره ألا وهي العراق الذي كان مرتعاً للإنشقاقات والإعتراضات على الحكام حتى أصبح الولاة يفرون من هذه البيئة حتى أتى الحجّاج فأصلح العراق بحزمه .

قد يرى البعض أن الحجّاج كان ظالماً وينسى فضله في بسط الإستقرار والأمن في العراق وإعادة الفتوحات الإسلامية لسابق عهدها وفي مجمل ولايته لعين المتفحص يتبين أن حسناته تفوق كثيراً مساوئه .

الرياضة السعودية أراها تشبه إلى حد كبير وضع العراق في زمن الحجّاج فهي مرتع للإعتراضات ورمي التهم على كل مسؤول في الاتحاد السعودي أو الهيئة العامة للرياضة ونرى ونشاهد الإنفلات في التصاريح لمسؤولي الأندية خصوصاً الجماهيرية ولكل طرف جمهور مطبل وإعلام تابع يزيد الطين بلة في الوضع القائم الآن.

لكن حين استلم معالي المستشار تركي آل الشيخ دفة القيادة في الرياضة السعودية رأينا أن جميع الأصوات الخارجة عن سياسة الهيئة العامة للرياضة من مسؤولين وإعلاميين رياضيين تم اخراسها (كما فعل الحجّاج مع مثيري الفتن في العراق) وفجأة اختفت الأصوات المعتادة وهي المعارضة لكل خطوة وكأن المجتمع الرياضي لم يكن به إنشقاق في يوم من الأيام .

واليوم لم يمض الكثير من مغادرة معالي المستشار لمجال الرياضة السعودية حتى عاد الكتان على ماكان وعاد المشهد الذي عهدناه من تصاريح واعتراضات وتهم جاهزة لكل مسؤول في الرياضة ومن ينظر إلى الحال بعد مغادرة معالي المستشار يرى عجباً .

فبالأمس هيئة الرياضة أقامت فعاليات المصارعة الحرة على ملعب جامعة الملك سعود (ملعب الهلال) ولم يعترض الهلال بل إنه كان يستجدي ناديي الإتحاد والوحدة ليلعب في ملعبيهما تجنباً للعب في استاد الأمير فيصل بن فهد واليوم يرفض أن يلعب نادي النصر مباراة واحدة في ذات الملعب الذي استغنى عنه لأسابيع بل أن رئيس الهلال يرسل رسالة لرئيس الاتحاد السعودي فيها الكثير من الإستعلاء .

وبالأمس أيضاً كان نادي النصر حين يطالب بأمر ما نجده يطالب بكل لباقة ولم يتجرأ مسؤول في هذا النادي على اتهام مسؤول واحد في الاتحاد السعودي واليوم يغرد رئيس النادي بتغريدات يصف فيها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم (بالفاشل) وبالفم المليان .

الفرق كبير في فترة وجيزة وهذا يدل على أن الرياضة السعودية خسرت رجلاً بألف رجل وهو (حجّاج) الرياضة السعودية التي تحتاج إلى رجل حازم بمواصفات معالي المستشار تركي آل الشيخ ولفترة طويلة حتى تكون رياضتنا صالحة للتطور والتقدم فبوضعها الحالي لا أظن أننا سنتقدم بل أننا مرشحون لمزيد من التراجع .

زر الذهاب إلى الأعلى