المتسولون يشوهون وجه الرياض.. وتصاعد المطالب بالتصدي لهم

يثير الانتشار الكثيف للمتسولين في العاصمة السعودية الرياض، امتعاض شريحة واسعة من المواطنين، المطالبين بالتصدي للظاهرة والحد منها بسبب تأثيرها على الناحية الجمالية والحضارية لأكبر مدن الخليج العربي.
وفي أحدث صرخات المواطنين في وجه الظاهرة؛ أطلق مغردون في “تويتر” وسمًا حمل عنوان (#المتسولون_تشويه_لوجه_العاصمة)، اتخذوه ساحة للتعبير عن استيائهم، ليحظى بالكثير من المتابعة ويدخل “الترند” السعودي، اليوم الثلاثاء، كأحد أكثر الوسومات تداولًا.
وتعقيبًا على الوسم، علق مغرد يدعى ثامر المطلق، بالقول إنه “ما حد يعرف الأموال اللي يتم جمعها وين تروح! وأغلبهم عمالة هاربة، وللأسف باقي في ناس يعطونهم!”.
وأضاف آخر “للأسف ما كل من تسول محتاج، بالعكس المحتاج تلقاه عفيف ولا يشحد، أغلب اللي يتسولون أجانب”.
وتشهد ظاهرة التسول في الأعوام الأخيرة، في المملكة العربية السعودية، زيادة مستمرة، ما يشير إلى تفاقم المشكلة وتداعياتها.
ويمثل غير السعوديين النسبة الكبرى من المتسولين المقبوض عليهم، إذ تتراوح نسبتهم ما بين 78 إلى 87% وفقًا لإحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية خلال الفترة من عام 2007 إلى 2015.
وترى الجهات الأمنية أن أسباب الظاهرة تعود لتزايد المتسللين عبر الحدود، وكثرة المتخلفين من العمالة الوافدة، وتخلف بعضهم عقب أداء الحج والعمرة.
ومن تلك الأسباب أيضًا؛ العوز الشديد، والبطالة، والظروف الأسرية، واستغلال تعاطف المجتمع مع حالة المتسول، وغياب الرادع، وضعف إمكانيات حملات مكافحة التسول، ووجود عصابات تشرف على التسول.
ويؤكد مدير إدارة مكافحة التسول بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، منصور آل مسفوه، أن “التعاون قائم بين الوزارة والجهات ذات العلاقة متى ما كان هناك اشتباه لمثل هذه الأساليب، وهناك من يلجأ من المتسولين للبحث عن طرق وأساليب من أجل استدرار عطف المواطن والمقيم طلبًا للمساعدة، وقد يتخطى ذلك الأمر لما هو أدهى وأمر نظرًا لما يصاحب هذا الفعل الجانح من مظاهر سلوكية أخرى سواء للشخص المتسول أو المرافقين أو المحيطين به”.
ويشتكي مسؤولون في وزارة الشؤون الاجتماعية من قلة الاعتماد المالي الممنوح لمكاتب المتابعة الاجتماعية؛ ما يجعلها عاجزة عن مكافحة الظاهرة، والحد منها.
وفي أكثر من مناسبة؛ ناقش مجلس الشورى السعودي مشروع نظام لمكافحة التسول، وطالب أعضاؤه بفرض عقوبات قاسية تشمل السجن والإبعاد خارج البلاد بالنسبة للأجانب، في محاولة للقضاء على التسول في أغنى الدول العربية، وأكبر بلد مصدر للنفط في العالم، إلا أن نقاشات الشورى لم تجد النور لحد الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى