المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي يعقد منتدى نهج الشورى في فكر زايد

عقد المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي اليوم الإثنين الموافق 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018م، بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، منتدى “نهج الشورى في فكر زايد”، والذي تناول جذور الشورى في الإمارات والانتقال من المجالس إلى المجلس الوطني الاتحادي كأحد السلطات الدستورية الخمس، ونهج الشورى الذي تأسست عليه دولة الإمارات برؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويواصل هذا النهج رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وأكد المتحدثون في المنتدى أن “المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، جعل من مبدأ الشورى أصلاً من أصول الحكم، وأن إرثه يضعنا أمام منظومة متكاملة لأسس الشورى الحقة، حيث وضع برؤيته الثاقبة أسس ومبادئ ودعائم المشاركة السياسية المتمثلة في الأمانة والإخلاص والقدرة على تحمل المسؤولية، وكان دائماً يؤكد على أن ممارسة الشورى عبر المجلس الوطني الاتحادي إنما هي امتداد لواقع يضرب بجذوره في تاريخ المجتمع الإماراتي”.

نهج الشورى
ويمثل المنتدى الذي حضره أعضاء المجلس الوطني الاتحادي وعدد من المهتمين والمدعوين والمتخصصين وطلبة الجامعات، مقاربة منهجية ورؤية تخصصية عميقة لنهج الشورى في فكر القائد المؤسس، الذي غرس في أبناء شعبه منظومة متكاملة من القيم والمبادئ، فحضارات العالم وإرثها الإنساني لم تنهض وتحقق مبتغاها في التطوير إلا بقادة أفذاذ حملوا على عاتقهم قيمة الشورى كركيزة لتقدمهم، والإنصات والتشاور مع الأخرين أسلوب عمل لبناء أممهم وتشييد أركان عمران حضارتهم.

ويأتي المنتدى ضمن فعاليات المشاركة المجتمعية التي تستهدفها الخطة الاستراتيجية للمجلس الوطني الاتحادي للأعوام 2016ـ -2021، ويعقد بشراكة استراتيجية مع وزارة شؤون المجلس الوطني الاتحادي، في تجسيد لروح الفريق في العمل خدمة شعب الاتحاد وتحقيق تطلعات قيادتنا الحكيمة.

سمات القيادة
وركز المنتدى على استعراض جذور نهج الشورى في بيئة دولة الإمارات، ومظاهره وأهم ملامحه، وعرض أبرز سمات القيادة في الفكر السياسي للقائد المؤسس واستخلاص أبرز الممارسات المتعلقة بنهج الشورى مع إخوانه القادة المؤسسين، ومأسسة نهج الشورى في المجلس الوطني الاتحادي وفق رؤية المغفور له الشيخ زايد، وقراءة تحليلية لخطابات القائد المؤسس في المجلس الوطني الاتحادي واستخلاص أبرز الدروس لفلسفة المؤسس القائمة على نهج الشورى، واستعراض دور المجلس الوطني الاتحادي التشريعي والرقابي خلال مرحلة التأسيس وتطور التجربة التنموية الشاملة من خلال ممارسة المجلس لأدواره المنوطة به.

وقالت الدكتورة أمل القبيسي: “اسم الشيخ زايد محفور في أنصع صفحات التاريخ كقائد أسس نهجاً مبني على الشورى ومدرسة في الحكم والقيادة تتمتع بتقدير واحترام قادة وشعوب العالم أجمع”.

وأضافت الدكتورة القبيسي في كلمة لها افتتحت فيها أعمال المنتدى أرحب بكم جميعاً في مجلسكم، المجلس الوطني الاتحادي بيت شعب الاتحاد وتحت قبة الشورى، فهذا المكان الذي نلتقي فيه ليس مبنى فقط يضم بين جنباته ممثلي شعب الاتحاد، بل هو ترجمة ومعنى للتطبيق الفعلي لأركان الشورى التي كانت وما زالت تعبيراً صادقاً عن فكر ورؤية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان.

قيم زايد
وتابعت يشرفني في عام زايد أن “نحتفي معكم بقيم زايد ومبادئه التي غرسها فينا جميعاً، شعب الاتحاد، ولعلكم توافقونني الرأي في أن سبر أغوار سيرة هذا القائد العظيم تحتاج إلى موسوعات ومجلدات فكرية تتناول بالتحليل العلمي الرصين مغزى أفكاره، ومقصد معانيه، ودلالة كلماته، وعمق رؤاه ومن ثم فإن هذا المنتدى ما هو إلا قطرة من غيث نحاول من خلاله أن نستذكر جانباً من جوانب نهجه في الشورى التي تمثل احد الأركان الأساسية للقيم الدينية، والانسانية ، فالمنتدى يمثل مقاربة منهجية ورؤية تخصصية عميقة لنهج الشورى في فكر القائد المؤسس، الذي غرس فينا منظومة متكاملة من القيم والمبادئ، فحضارات العالم وارثها الإنساني لم تنهض وتحقق مبتغاها في التطوير إلا بقادة أفذاذ حملوا على عاتقهم قيمة الشورى كركيزة لتقدمهم، والانصات والتشاور مع الآخرين أسلوب عمل لبناء أممهم وتشييد أركان عمران حضارتهم”.

وقالت لقد حبانا الله بمثل هذا القائد الفذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي جعل من الشورى أسلوب حياة، ومرتكزا لصناعة واتخاذ القرار، وآلية عمل أساسية في بناء وعمران الدولة، وتشييد حضارتها، قائد امتلك بصيرة نافذة وقدرة هائلة على التفاهم والتفاوض والتشاور من أجل الوصول إلى حالة اتفاق وتوافق في أي موضوع، فقد امتلك مواهب ومهارات القيادة مجتمعة، فلم يكن يجنح إلى فرض الرأي بل كان أسلوبه في التشاور وحكمته تلهم الجميع بمشاركته أحلامه وطموحاته، فصنع من حالة التفرق وحدة، ومن التحديات أفضل الفرص ومن الصعوبات أكبر الإنجازات، واستطاع أن يبني دولة باتت في مصاف الدول الأكثر تقدماً في العالم، وأن يحفر اسمه في أنصع صفحات التاريخ كقائد أسس نهجاً مبني على الشورى ومدرسة في الحكم والقيادة تتمتع بتقدير واحترام قادة وشعوب العالم أجمع.

وأكدت أن هذا النهج سار على خطاه خلفه رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإخوانه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأخيه ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإخوانهم حكام الإمارات، فجميعهم خلف عظيم حملوا مشاعل النهضة والرقي والتقدم بمعايير عالمية معاصرة تمازجت وتلاقت مع قيم الأصالة التي آمن بها، وعاش من أجلها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان.

وقالت إن هدفنا الرئيسي من هذا المنتدى هو استلهام الدروس، والوقوف على العبر، والتفاكر معاً في كيفية الاستفادة من سيرة القائد المؤسس ونهجه في الشورى في استشراف مستقبل ما نرنو اليه من طموحات واهداف مبتغاة في غدنا المشرق إن شاء الله، “الشورى” نبت هذه الأرض وغرس الأجداد والآباء الأولون، وموروث مجتمعي عريق سجّله التاريخ، ووثقه الباحثون والمؤرخون، فالرحالة الأجانب الذين زاروا أبو ظبي في الربع الأول من القرن التاسع عشر، يشيرون إلى أن شيوخ آل نهيان كانوا يأخذون بنظام الشورى، ولا يبرمون أمراً إلا بعد التشاور مع كبار السن، فكانوا يسيرون في دروب التحضر على هَدي قيم البداوة وأصالتها، والتشاور أكسبهم حكمة، توارثتها الأجيال من بعدهم حتى الآن،

زر الذهاب إلى الأعلى