المرأة العاملة: مجموعة نصائح للتخلص من نظرة المجتمع لها

المرأة العاملة: مجموعة نصائح للتخلص من نظرة المجتمع لها

حظي موضوع عمل المرأة بقسط كبير من الجدل من قبل الباحثين والخبراء، وخصوصاً من قبل ذوي الإتجاهات الدينية، والذين حاولوا من خلال بحوثهم جعل البيت المكان الأوّل والأنسب للمرأة، بل وقد اعتبر بعضهم أن عمل المرأة خطراً يهدِّد سلامة العائلة.

إن أهمية دور المرأة في الأسرة وفي العمل، وذلك من خلال الإشارة إلى إمكانية المرأة من إيجاد فرصتها في العمل، وتحقيق ذاتها حتى لو كانت ربة منزل. كما أن المرأة تمتلك القوة والطاقة للتعامل مع مختلف التحديات والصعوبات.

لاحظنا أن أغلب الأبحاث محكومة بنظرة مسبقة متأثرة بالعادات والتقاليد السائدة، وأحياناً بالواقع الشخصي الذي يعيشه الكاتب، وربّما بعض هذه النظريات والأفكار انطلقت من خلال نظرة ذكورية هدفها أن تستثني المرأة من بعض المجالات؛ لتكون هذه المجالات حكراً على الرجل، مع إغفال أن هناك مجالات معينة تبدع بها المرأة بشكل خاص.

إذا نظرنا نظرة عابرة إلى التاريخ الإنساني لوجدنا أنّ الاقتصاد البشري كان يعتمد على مشاركة المرأة، وربّما اعتمدت بعض المجتمعات على إنتاجية المرأة أكثر من الرجال.

ومن خلال هذه النظرة تبيّن أنّ المرأة في الحضارات القديمة كانت تتمتّع بالإستقلال الإقتصادي، خصوصاً في إدارة ممتلكاتها وحقّها في التصرف بحرّية بأموالها.

أما الدين الإسلامي فقد كرّم المرأة باعتبارها إنساناً، شأنها شأن الرجل، و أعطاها حقوقها بما في ذلك الحق في إبرام العقود، كما منح الإسلام المرأة حقّ العمل والتجارة والبيع والشراء وكافة التصرفات الاقتصادية بحرّية واستقلالية كاملة.

وبذلك نستنتج أن نظرية الإسلام الإقتصادية -بما فيه تثبيت الميراث للنساء واستقلالهنّ اقتصادياً- تعزّز دور المرأة في الحياة الإقتصادية بشكل خاص والحياة بشكل عام، مما يؤكد أنّ المرأة في المجتمع الإسلامي ليست وجوداً إقتصادياً مهملاً، بل هي عنصر أساس وفعّال، ومن حقها أن تساهم بطاقاتها وإمكانياتها؛ لبناء المجتمع وتنمية قدراتها مما يثبت ويؤكد حقها في ممارسة العمل.

وحتّى في المجتمع العربي -الذكوري غالباً- فإنّ النساء الريفيّات اللواتي يشكلن 60% من مجموع النساء العرب هنّ العمود الفقري للإنتاج الزراعي، ويقمن إضافة إلى ذلك بقسم كبير من الأعمال في الحقول الزراعية، وتربية الحيوانات وصناعة الألبان إلى آخره من المهمات المتعلقة بهذا المجال.

وفي يومنا الحالي تحتل المرأة موقعاً هاماً في المجتمعات الحديثة، بل وتساهم بشكل فعّال في صناعة النهضة العلمية والعملية لكثير من الدول، وبحسب بعض الإحصائيات فإنّ النساء يؤدين عملاً يوازي 67% من ساعات العمل في العالم، وتزيد نسبة النساء العاملات في أوربا على 50%، وتتشابه هذه النسبة في الكثير من دول العالم الثالث أيضاً.

لكن في المقابل تم ملاحظة أن عمل المرأة قد يسبب مشاكل ثانوية لها؛ مما أثر على مهمّاتها الحسّاسة في الاُمومة وتربية الأطفال وإدارة البيت، ولذلك دعا الباحثون إلى القيام بدراسات متنوعة حول عمل المرأة وتأثيره عليها، وعلى أبنائها وحياتها الأسرية. ولم يعد أمر عمل المرأة أو عدمه اختيارياً في الكثير من الأوقات؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تتطلّب بذل الجهد المشترك؛ لتوفير حياة أفضل للعائلة وللأبناء.

ونجد أيضاً إنّ نساءً كثيرات يتّجهن للعمل؛ ليحقّقن الاستقلال الاقتصادي والاعتماد على أنفسهنّ، وذلك لتأمين متطلّبات حياتهنّ خصوصاً غير المتزوّجات أو الأرامل والمطلّقات.

وهناك قسم آخر من النساء يجدن في العمل استثماراً لطاقاتهنّ، ولوقتهن واستفادة من قدراتهنّ العملية والفكرية؛ ممّا يجعلهنّ يشعرن بقيمة الحياة، كما ظهر أنّ الأمّهات العاملات يشعرن بالسعادة والرضا أكثر من غير العاملات بحسب التحقيقات.

لكن لا نستطيع أن ننكر أنه لايزال هناك تمييز بين المرأة والرجل في مجالات العمل المختلفة وذلك من حيث الأجور مثلاً، إذ تبيّن أيضاً أنّ المرأة لازالت لا تتساوى من ناحية الأجور و الحقـوق الاقتصادية بالرجل، وبعض الإحصاءات تؤكد أن النساء حتى في حالة تشابه عملهن مع الرجال فهنّ يأخذن أجراً يقل بـ30% عن أجر الرجال.

ولم تعد فكرة بقاء المرأة في البيت بالشيء المقبول حالياً لأسباب عديدة، فإن مشاركة المرأة في العمل لا تعني دوماً خروجها من البيت، إذ إنّ نسبة كبيرة من النسـاء يؤدّين العمـل الزراعي إلى جانب بيوتهـنّ، وكثيرات منهنّ يعملن في الصناعات اليدوية في بيوتهنّ أيضاً، ومع الانفتاح التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح بإمكان المرأة أن تعمل في مشروع خاص بها من منزلها، إلى جانب الدور العظيم الذي تقوم به في البيت.

ويبقى من المهم مراعاة وضع المرأة وظروفها الخاصّة بها تكوينياً واجتماعياً في حقول العمل المختلفة، فالمرأة تختلف بيولوجياً عن الرجل، وبالتالي يجب تجنيبها الأعمال الشاقة التي تضر بصحتها، كما إنّ للمرأة وضعاً خاصاً إذ تمرّ بها العادة الشهرية، وقد تكون في بعض الأيام غير قادرة على العمل؛ لذلك يجب مراعاة ظروفها الصحّية.

وقد ثبت أنّ الأعمال ذات الضغط النفسي الكبير تقلل من ثقة المرأة بنفسها وتؤثِّر عليها بشكل سلبي. ولاتزال المرأة مستهدفة ومعرضة لخطر المزاحمة من قبل بعض الرجال؛ لذلك فإن من الواجب توفير الأجواء السليمة للنساء؛ ليؤدين أعمالهنّ بعيداً عن أيّ أذى.

ورغم أنّ المرأة هي صاحبة الإختصاص والبارعة في ميدان العمل البيتي، إلاّ أنّ ذلك لا يعني عدم إمكانيـة قيام الرجل ببعض الأعـباء ومساعدة المرأة في الأعمال المنزلية، ومن الجدير بالذكر أنّ الإسلام شجع المرأة على القيام بأعمال البيت إلاّ انّه لم يوجب أبداً على المرأة القيام بهذه الأعمال، وأعطاها بعض الفقهاء الحق في أن تطلب من زوجها أن يستأجر من يقوم بتلك الأعمال إن أرادت ذلك، وبشكل لا ترهق فيه الزوج.

لذلك التعاون بين الرجل والمرأة في إدارة شؤون المنزل سيخفف من الأعباء على كليهما، وسيحقق نوعاً من العدالة التي ستجعل الطرفين يشعران بالرضا.

 شاهدي أيضاً:

إليكِ 7 خطوات لوضع خطة لتحقيق مشروعك الصغير بنجاح

نصائح من الخبراء لمكياج خفيف وجذاب يلائم أجواء العمل

زر الذهاب إلى الأعلى