الثلاثاء, مارس 19

أيام ويهل علينا شهر الصوم بعاداته وذكرياته القديمة، التي ما إن نتذكرها إلا وتبث في قلوبنا مشاعر جميلة مختلطة برائحة الماضي، وتذكرنا بأشياء كانت وما زالت الأجمل وسط هذا التغير الكبير الذي حدث في احتفالاتنا بهذا الشهر الكريم.
وهناك الكثير من العادات التي اعتدنا على القيام بها في هذا الشهر في الصغر لم يعد لها وجود الآن، وسيستذكر معكم “روتانا.نت” هذه العادات خلال الأسطر التالية.
الفوانيس اختفت من بيوت وشوارع المملكة
كان تعليق الفوانيس أحد مظاهر شهر الصوم قبل أن يتوارى ويختفي من شوارع وبيوت المملكة، فكان الأهالي يعلقونها في الأماكن التي لم يصل إليها التيار الكهربائي في الخمسينات والستينات، خاصة الطرق المؤدية إلى المساجد، كدليل على قدوم الشهر الكريم.

وبدأت تلك العادة عند السعوديين عندما أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بإنارة المسعى بين الصفا والمروة لتسهيل مهمة زوار الحرم المكي ليلا، وفي منتصف القرن الرابع الهجري استقبل أهل القاهرة المعز لدين الله الفاطمي بالفوانيس ما جعله يأمر بتعليقها طوال شهر رمضان.

مدفع رمضان.. تراث بالمتاحف
كانت أصوات المدافع وسيلة لتنبيه أهالي المملكة بقدوم الشهر الفضيل، حيث كانوا يسمعون دويها قبل إعلان الخبر بالتلفزيون والإذاعة، وكان يتم وضعها على أحد جبال مكة القريبة من الحرم ليؤدي عمله طيلة الشهر، وكان الناس يعتمدون عليه في الإمساك والإفطار فضلا على إعلان العيد.

يقول الباحث في تاريخ جدة، وليد شلبي، خلال لقائه ببرنامج وينك رمضان: إن أحد الأشخاص كان يقوم باعتلاء المئذنة، ويحمل شارة بيضاء يؤشر بها خمس مرات، كإشارة إلى المقر المنصوب به المدفع، ليعلم القائم مقام بدخول شهر رمضان ويقوم بإطلاق 7 طلقات يسمع صداها جميع سكان الأحياء الأربعة الموجودة بمدينة جدة.

وكانت الأحساء من أكثر مناطق المملكة ارتباطًا بهذه العادة، حيث كانت شرطة المنطقة تخرج المدافع ذات العجلات وتضعها على تلة، وتنتدب شخصا لإطلاقها طيلة الشهر.

المسحراتي ذكرى بالتراث الشعبي

كان المسحراتي من مظاهر احتفال الشارع السعودي بشهر رمضان، حيث كانوا يعتمدون عليه في الاستيقاظ، فكان يدور في الشارع يدق على الطبل ويقول “اصح يا نايم” في الساعة الثانية ليلا، ليختفي فور إعلانه عن انتهاء الشهر الفضيل وقدوم العيد.

سنوات طويلة لعب خلالها المسحراتي دورًا مهمًا في التاريخ الإسلامي إلى أن دخلت الكهرباء المنازل وانتشرت التقنية الحديثة وساعات التنبيه، حيث لم يعد للمسحراتي دور في إيقاظ الناس وأصبح جزءًا من التراث الشعبي، لا يظهر سوى في المهرجانات الشعبية كإشارة إلى مهنته.

شاركها.