يمكن للنوبات القلبية أن تصيب المرأة بشكل مختلف قليلاً عن الرجل؛ إذ لا تبدو أعراض الإصابة بنوبة أو أزمة قلبية متطابقة لدى الرجال والنساء، الأمر الذي يخلق مشكلة حقيقية للنساء.

فغالباً ما يفشل الأطباء في تشخيص أعراض النوبة القلبية لدى النساء، على الرغم من أنه عادةً ما يكون لديهم وقت كافٍ للتدخل لإنقاذهن، حسب تقرير لموقع Business Insider الأميركي.

فعند التعرض لسكتة قلبية، تقل احتمالية شعور المرأة بألم في الصدر، في حين تزيد فرص ظهور بوادر الغثيان والقيء.

الخبر السيئ: احتمالات إصابة المرأة بالنوبة أو الأزمة القلبية أعلى، ولكن فرصها تزداد إذا ذهبت لطبيبة

ولكن هناك مفاجأة أخرى؛ إذ تفيد دراسة حديثة بأن النساء أكثر عرضة للموت جراء النوبات القلبية مقارنة بالرجال، إلا أن هذا الخطر يمكن تلافيه في حال أشرفت إحدى الطبيبات على عملية تشخيص أعراض المرض.

وتوصلت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، إلى استنتاج مفاده أن المرضى من الإناث ترتفع فرص نجاتهن من نوبة قلبية بمقدار ضعفين إلى 3 أضعاف عندما تشرف على علاجهن طبيبة أثنى.

لكن هذا الفارق بين الرجال والنساء انخفض عندما عمل الأطباء الذكور في غرف الطوارئ مع فريق يضم نسبة عالية من الإناث.

والأمر لا يقتصر على المريضات؛ بل حتى الرجال تتحسن أحوالهم مع الطبيبات

وأفادت الدراسة بأن الرجال والنساء الذين يعانون النوبات القلبية يعتبرون أفضل حالاً عندما يتم علاجهم على يد طبيبات، أو عندما يعالَجون على يد أطباء ذكور يعملون رفقة فريق يضم أغلبية من النساء.

وتثير هذه النتائج تساؤلات لا مفر منها، عما إذا كانت النساء أفضل من الرجال في مجال الطب؟ أو عما إذا كان تعامل الرجال مع النساء يجعل منهم أطباء أفضل؟ وبالنظر إلى الإجابات، نجد أنها أكثر تعقيداً من الأسئلة نفسها.

فهل يعني ذلك أن الطبيبات أمهر من الأطباء؟

وجدت دراسة سابقة أن المرضى الذين يقيمون بالمستشفى وأشرف على علاجهم مجموعة من الطبيبات حققوا نتائج أفضل، لكن الأسباب التي تجعل هذا الأمر وارداً لا تزال غامضة.

وقالت الطبيبة والباحثة بجامعة كاليفورنيا في دافيس، كليا بيرتاكيس، التي تدرس الديناميات الجنسانية في مجال الرعاية الصحية، إنه «من المهم ألا نركز على فكرة أن النساء طبيبات أفضل، إنه ليس نوعاً من الصراعات بين المرأة والرجل؛ بل إن هذا الأمر يتمحور حول أفضل الأساليب التي يمكن من خلالها ممارسة هذه المهنة وكيف يمكننا تعليمهم هذه الطرق المثلى».

والبعض يرى أن ميزتهن في طريقة مشاركة المعلومات مع المرضى

وأشارت بيرتاكيس إلى بعض سلوكيات الممارَسة المحددة، حيث تميل الطبيبات إلى مشاركة المزيد من المعلومات مع المرضى، والتركيز بشكل أكبر على الشراكة مع المريض، وإدماجه بشكل فعال في عملية العلاج.

والحال يختلف لدى الأطباء الذكور، حيث يميلون إلى التمسُّك بالحقائق، ويركزون على تاريخ المريض والاختبار البدني.

ولكن، حقاً يوجد اختلاف كبير بين النساء والرجال في أعراض النوبات القلبية؟

وقامت الأخصائية بأمراض القلب في عيادة Mayo Women’s Heart Clinic، شارون هايز، بدحض المعتقدات الشائعة حول الاختلافات على مستوى نتائج المرضى بين الذكور والإناث.

من المعروف أنه عند التعرض لسكتة قلبية، تقلُّ احتمالية شعور المرأة بألم في الصدر، في حين تزيد فرص ظهور بوادر الغثيان والقيء.

ولكنَّ هايز أشارت إلى أن هناك أوجه شبه كبيرة بين النساء والرجال أكثر من الاختلافات، حيث لا يشعر نحو 30% من الرجال والنساء بأي ألم على مستوى الصدر، كما يمكن للرجال أن يعانوا الغثيان أيضاً.

فالاختلاف بين أعراض النوبات القلبية لا يفسر أسباب اختلاف معدلات التشخيص ومعدلات النجاة.

وأوضحت هايز أن جزءاً من المشكلة يكمن في أن الأطباء والمرضى «لا يزالون عالقِين في إطار الانحياز التأكيدي المتعلق بهوية الشخص الذي يتعرض لنوبة قلبية».

شاركها.