انواع الغضب وكيفية التحكم في كل منها

هناك أنوع مختلفة من الغضب، وطرق التحكم بإحداها تختلف عن الأخرى. لا يمكن الحديث عن تقنيات عامة تنطبق على الجميع، فالمشاعر هذه تختلف باختلاف أسبابها، وعليه لكل واحدة منها أسلوب مختلف في التعامل معها.

حتى الآن لم يتفق العلماء على عدد محدد من أنواع الغضب، هناك مبدئياً أكثر من ١٣ نوعاً، لكننا في موضوعنا سنتطرق لأكثرها شيوعاً.

1- الغضب السلبي العدواني

إشاراته: النوع الأكثر شيوعاً يتم التعبير عنه بشكل غير مباشر. الغاضبون السلبيون لا يقولون إنهم يعانون من الغضب، بل يميلون إلى السخرية واستفزاز الآخرين.

أسبابه: تعلموا خلال طفولتهم أن التعبير عن المشاعر السلبية من الأمور «المعيبة»، التي لا يجب القيام بها إطلاقاً.

التعامل معه: السخرية هي نوع من التواصل السلبي العدواني، لذلك فإن الأسلوب الوحيد للتعامل مع هذا النوع من الغضب هو تدريب النفس. الخطوة الأولى تكون بإبلاغ الشخص الذي يغضبك عادة بأن ما يقوم به يزعجك، كن حازماً وواضحاً في كلامك، وحاول قدر الإمكان الابتعاد عن السخرية. وفي كل مرة تبدأ بالشعور بالغضب، حاول التعبير عنه قبل أن يتحول إلى مرارة تدفعك إلى السخرية.

2- الغضب المتفجر

إشاراته: نوعية هذه الأشخاص يصعب إثارة غضبها، لكنها حين تغضب فمشاعرها تكون أشبه بإعصار مدمر. خلال نوبة غضبهم لا يترددون إطلاقاً في قول ما يريدون قوله بأسلوب جارح عادة ما يندمون عليه.

أسبابه: الشخص هذا يعاني من عدم القدرة على التعامل مع الأمور التي تزعجه، وعادة ما يكبت مشاعره حتى تصل إلى حد الانفجار.

التعامل معه: بيولوجياً ردة الفعل العصبية تدوم لثانيتين، لكن من الناحية النفسية فإن الشخص يستمر في نوبة غضبه لوقت أطول. للسيطرة على هذا النوع من الغضب، حاول السيطرة على نفسك لـ١٠ ثوان فقط، وحينها قد تلاحظ أن منسوب الغضب قد بدأ بالفعل بالتدني. تجنب خلال نوبات غضبك استخدام الشتائم التي عادة تلجأ إليها؛ لأنها وقود المشاعر الحادة. اعتمد الجمل الأكثر تهذيباً وستتفاجأ بحجم تأثيرها الإيجابي.

3- الغضب المزمن

إشاراته: غضب كامن لا ينتهي، فحتى حين يكون في أسعد لحظاته، فإن الغضب يستمر داخله. يمر بشكل دائم بنوبات غضب، ويكره جميع الناس، ولا يعجبه أي شيء يقومون به.

أسبابه: على الأرجح أنه خلال طفولته كان أحد والديه يعاني من مشكلة مماثلة، في المقابل قد يكون السبب الإحباط واليأس.

التعامل معه: في حال كانت نوبات الغضب قد بدأت تؤثر عليك صحياً ونفسياً، فربما عليك اللجوء إلى مساعدة طبيب مختص. لكن يمكن محاولة التنفيس عن هذا الغضب من خلال الرياضة أو تعلّم هواية جديدة، لكن الخطوة الأهم هي بمعرفة سبب غضبك الدائم. التقنية المثالية التي يمكنها مساعدتك على التحكم بغضبك هي التخيلات، تخيل أماكن تجعلك تشعر بالراحة والسكينة وتفصلك عن الواقع لبضع دقائق.

4- الغضب من الذات

إشاراته: يلوم نفسه على كل شيء، غضبه هو تعبير دائم عن خيبة أمله من نفسه، وعليه فإن غضبه يتم توجيهه إلى الذات وليس الآخرين.

أسبابه: التعرض لموقف ما جعله يفقد ثقته في نفسه، وبالتالي قرر جلد الذات عوضاً عن التعبير عما يزعجه.

التعامل معه: في كل مرة تبدأ بإلقاء اللوم على نفسك، اسأل نفسك «من قال إنني مسؤول عما حصل » والجواب بكل بساطة: لا أحد.. أنت من دفعت نفسك للغضب من نفسك. الخطوة الثانية تكون بتعلم تقدير نفسك. فإن لم تقدّر نفسك ولم تعتبر أنك تستحق ما هو أفضل، ستستمر بالشعور بالغضب طوال الوقت.

5- تقنيات سريعة

هناك تقنيات معروفة وشائعة؛ كالتنفس بعمق، أو الابتعاد عن الشخص، أو الجو الذي يثير غضبك، وهي نافعة تماماً، في المقابل هناك تقنيات أخرى غير تقليدية يمكن اعتمادها.

  • ردد أغنيتك المفضلة: قد تبدو نصيحة يصعب تطبيقها، لكن حاول تذكر أغنيتك المفضلة، وقم بغنائها في رأسك مراراً وتكراراً. في حال تمكنت من القيام بذلك، فإن التأثير فوري وسحري.
  • اللافندر: إن كنت تملك عطراً يحتوي على اللافندر، فقم بإبقاء قارورة العطر قريبة منك، أو قم بشراء زيوت عطر اللافندر. الرائحة هذه لها تأثير كبير على تهدئة الأعصاب.
  • قم بإغلاق عينيك: حاول إغلاق عينيك ولو لثلاثين ثانية على الأقل، وهكذا تعزل دماغك كلياً عن المحيط الذي يثير غضبك، ولمضاعفة تأثيرها اعتمد تقنية التنفس بعمق.
  • استمع إلى الموسيقى: يمكنك الاستماع لأي نوع تريده، سواء كانت موسيقى هادئة أو صاخبة، بشرط أن تكون الأغنية المختارة ترتبط بذكريات ممتعة ومريحة نفسياً. الاستماع إليها سيعيد إليك الهدوء بأسرع مما تظن.

زر الذهاب إلى الأعلى