اليوم الأحد 3 فبراير (شباط) تاريخ سيوثق لحدث استثنائي يتمثل في زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، الزيارة التي تحمل في أجندتها رسائل عالمية لمختلف الديانات والأعراق والأجناس، أهمها التأكيد على أن اختلاف الإنسان عن غيره لا يعني الخلاف معه. زيارة بابا الفاتيكان لدولة الإمارات تلبية لدعوة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للمشاركة في لقاء الأخوة الإنسانية، تشكل في رمزيتها بارقة أمل تلئم جراح المنطقة، وتؤكد للعالم أن الاختلاف ليس طريقاً للصراعات والحروب فقط، وإنما يمكن أن يكون منبراً يتلاقى عليه جميع المختلفون بالأديان والانتماءات والأعراق، حيث يتشابهون بالرؤى، ويشتركون في الحلم، وتتعانق أيديهم معاً لتمد للعالم أجمع دروب السلام التي تبدأ من عاصمة التسامح من دار زايد إلى جميع البلدان والشعوب التي اشتاقت للسلام حتى ظنت أنه بات معجزة من المعجزات، لكن في قاموس الإمارات “لا مستحيل”.

لقاء بابا الفاتيكان البابا فرانسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، نقطة تحول في تاريخ أكبر ديانتين في العالم، اللتان أدركتا أن الحوار وقبول الآخر والتعايش معه هو الطريق الوحيد للوصول إلى السلام والاستقرار لخير الأوطان والشعوب.

احتضان دولة الإمارات لهذا اللقاء يؤكد على دورها الحضاري الممتد في نشر التسامح والمحبة والتعايش بين مختلف الديانات والأعراق والجنسيات، فهي التي غدت مثالاً يحتذى به عالمياً في انسجام أكثر من 200 جنسية من مختلف الديانات والمذاهب والمشارب والانتماءات، على أرضها، وتناغمهم بسلام ومحبة وأمان، وهي التي قامت على أسس التسامح واحترام الآخر منذ تأسيسها على يدي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ما يحمل في طياته ألف جواب لكل من يسأل لماذا اختار بابا الفاتيكان في رحلته إلى المنطقة دولة الإمارات محطة له، وعاصمتها لتكون قناة سلامه للعبور إلى أصحاب النوايا الحسنة من أجل السلام.

دولة الإمارات وفي تتابع مبادراتها العالمية لتعزيز التواصل الإنساني أثبتت قدرتها على نشر السلام لتنتصر على جميع دعوات الحقد والفتن، ففي الزمن ذاته الذي رفع دعاة الموت شعارات التفرقة والطائفية و”الأخوة الأعداء”، تقف الإمارات بفضل حكمة قيادتها حصناً منيعاً تتهدم على جدرانه مطامع الإرهابيين، وتنبت في محيطه زهور المحبة والوئام، فالحوار العالمي للأخوة الإنسانية سيرسخ كمثال حي على أن الإنسان أخٌ للإنسان على اختلاف دينه وعرقه.

شاركها.