بالصور: تفاصيل زيارات ملوك السعودية لمدينة تبوك.. عطاء مستمر

Advertisement

تستعد منطقة تبوك للزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والتي ستكون الزيارة الملكية السادسة، منذ توحيد المملكة على يد الملك المؤسس، حيث قام بزيارتها: الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله. ويرصد هذا التقرير المفصل والمصور من أرشيف الباحث التاريخي عبدالله العمراني، ما يتعلق بالزيارات الملكية السابقة لتبوك بحسب صحيفة سبق.

زيارة الملك “سعود”

قبل نحو 67 عاماً، استقبلت مدينة تبوك الملك سعود في أول زيارة رسمية يقوم بها ملك سعودي لتبوك، وكان ذلك في ضحى يوم الأربعاء غرة شهر جمادى الآخرة من عام 1373هـ والموافق 3 فبراير 1954م عندما هبطت أول طائرة على أرض مدينة تبوك تقلّ بداخلها الملك سعود بن عبدالعزيز ومرافقيه من أمراء ووزراء ومستشارين. وكان في استقباله جمع غفير من أعيان وأهالي منطقة تبوك يتقدمهم أمير تبوك خالد السديري، ومدير شرطة تبوك جميل ألطف، وقاضي تبوك الشيخ صالح التويجري، ومما زاد الاستقبال روعة اللوحة الترحيبية التي رسمها رجال البادية من مختلف القبائل الذين ركبوا خيولهم وجمالهم متقلدين سيوفهم يهزجون بقصائدهم الترحيبية.

واستقلّ الملك سعود بعد ذلك سيارة الفورد موديل 1953م، وتجوّل داخل المدينة وزار محطة سكة حديد الحجاز، ثم توجه إلى مقر إمارة تبوك، حيث أقيم حفل الأهالي، فتقدم الخطباء والشعراء بين يديه، معربين عن ولائهم وأملهم، وبعد ذلك تناول طعام الغداء الذي أقيم على شرف زيارته. وكان الملك سعود يهدف من وراء هذه الزيارة إلى تفقد أحوال شعبه بنفسه، وذلك بعد توليه مقاليد الحكم، وزيارة محطة سكة حديد الحجاز في مدينة تبوك؛ لتبنيه فكرة مشروع إعادة تسيير سكة حديد الحجاز. وفي صبيحة يوم الخميس، غادر موكب الملك سعود مدينة تبوك متوجهاً إلى محافظة تيماء، ووصل إليها مساء يوم الخميس، حيث نصب أهالي تيماء بيوت الشعر عند مدخل المدينة؛ لاستقبال الملك سعود، واصطف الجميع يهتفون له بالحفاوة والترحيب، ونصبت أقواس النصر ورفرفت الأعلام وألوان الزينة وعبارات الترحيب.

وتناول الملك سعود القهوة عند كل مخيم أقيم عند مدخل المدينة، وأطلقت طلقات نارية تعلن عن فرح الأهالي وسرورهم، وكان على رأس هذه الجموع أميرها الشيخ عبدالله الشنيفي. وفي صباح يوم الجمعة زار الملك سعود بئر هداج، ومكث عنده طويلاً متأملاً معاناة أهالي تيماء في سبيل حصولهم على الماء بواسطة الجِمال، فأمر بسرعة توفير أربعة ماكينات من نوع “بريستون” لسحب المياه من داخل البئر، وفي المساء زار قصر الإمارة لحضور مأدبة العشاء التي أقامها أمير تيماء احتفاءً بقدومه.

زيارة الملك فيصل

ويروي الباحث عبدالله العمراني لـ”سبق” تفاصيل عن زيارة الملك فيصل، حيث قال: في الساعة 11 والنصف صباح يوم السبت الموافق 25 شعبان من عام 1393هـ/ 22 سبتمبر 1973م، زار الملك فيصل مدينة تبوك، وحظي باستقبال تاريخي بدأ من مطار تبوك وحتى مقر ضيافته في مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية، وشهدت زيارة الملك فيصل افتتاح مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية بتبوك. وأضاف: صادف افتتاح المدينة العسكرية احتفال السعودية باليوم الوطني؛ إذ عاشت تبوك حينها فرحتَيْن “فرحة الزيارة الملكية، وفرحة الاحتفال باليوم الوطني”.

وفي اليوم الثاني من زيارته، شهد العرض العسكري الضخم الذي أقيم في مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية، وحضره العديد من الوفود العربية والإسلامية على رأسها الملك الحسين بن طلال ملك الأردن حينها، وغطت أنباء هذه الزيارة صحف خليجية وعربية وإسلامية. وأقام أهالي تبوك “بادية وحاضرة” مهرجاناً كبيراً بمناسبة هذه الزيارة التاريخية حضره الملك فيصل، وشارك الأهالي العرضة النجدية، وتحوّل موقع هذا الاحتفال إلى مسمى “حي المهرجان” في مدينة تبوك؛ نسبةً إلى المهرجان الذي أقيم على شرف زيارة الملك فيصل لمدينة تبوك.

وبعد ذلك، غادر الملك فيصل موقع المهرجان، واتجه إلى الشارع العام حيث موقع المسجد الأثري الذي يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى فيه ركعتين، وشرب من الماء الذي بداخله، واستشعر أهمية المسجد، وأمر بإعادة بنائه على الطراز المعماري للمسجد النبوي الشريف. وغادر الملك فيصل مدينة تبوك صباح يوم الثلاثاء الموافق 28 شعبان من عام 1393هـ، وبعد هذه الزيارة الملكية التاريخية بعدة أيام بعث الملك فهد -وزير الداخلية حينها- ببرقية شكر لأمير تبوك حينها الشيخ سليمان تركي السديري، ونيابةً عن الملك فيصل لأهالي تبوك “بادية وحاضرة” على نجاح حفلهم، مما كان لها الأثر العميق في نفوس الأهالي.

زيارة الملك خالد

وفي يوم السبت الموافق 19 شوال من عام 1400هـ كانت الزيارة الملكية الثالثة لمدينة تبوك عندما هبطت الطائرة الملكية التي تقل بداخلها الملك خالد وصحبه الكرام في الساعة 12م في مطار تبوك. وكان في استقباله الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك في تلك الفترة، وقد استغرقت زيارته ثلاثة أيام افتتح خلالها عدداً من المشاريع التنموية على رأسها مستشفى القوات المسلحة في المدينة العسكرية، كما حضر حفل أهالي تبوك “بادية وحاضرة” في مقر حديقة بلدية تبوك “حديقة الدانة”، ورعى حفل سباق الهجن الذي أقامته قبائل منطقة تبوك على شرف زيارته بموقع مدينة الملك خالد الرياضية قبل إنشائها.

زيارة الملك فهد

وكان أهالي منطقة تبوك على موعد مع الزيارة الملكية الرابعة عندما زار الملك فهد مدينة تبوك في يوم الثلاثاء 19 ربيع الأول من عام 1408هـ في الساعة الخامسة والنصف عصراً. واستغرقت زيارته ثلاثة أيام، حضر خلالها العرض العسكري الذي أقيم في مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية، وتفقد أيضاً المشاريع الزراعية “مزارع التنمية الزراعية” في منطقة تبوك، كما حضر حفل الأهالي الذي أقيم في الاستاد الرياضي “مدينة الملك خالد الرياضية”. وغادر مدينة تبوك يوم الخميس الموافق 21 ربيع الأول من عام 1408هـ، ثم بعث ببرقية شكر إلى أهالي منطقة تبوك “بادية وحاضرة” على حسن استقبالهم، ونجاح حفلهم الذي حظي بإعجاب الملك فهد.

زيارة الملك عبدالله

وفي يوم الجمعة الموافق 24 ربيع الآخر من عام 1428هـ تشرفت منطقة تبوك بزيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومكث بها ثلاثة أيام دشن خلالها العديد من المشاريع التنموية الضخمة، والتي لم يسبق لها مثيل في تاريخ منطقة تبوك. وقد وضع الملك عبدالله حجر الأساس لمشروع جامعة تبوك ومجمع الملك عبدالله الطبي والكليات التقنية، كما شارك الأهالي حفلهم الذي أقيم في الاستاد الرياضي “مدينة الملك خالد الرياضية”، وغادر الملك عبدالله مدينة تبوك الأحد الموافق 26 ربيع الآخر من عام 1428هـ.

منطقة تبوك

يُذكر أن مدينة تبوك يوجد بها مقر إمارة منطقة تبوك وكبرى مدن شمال السعودية، وحولها بعض من أهم الآثار في الجزيرة العربية، وتعد منطقة تبوك البوابة الشمالية للجزيرة العربية، وطريقاً حيوياً للتجارة والحجاج والمعتمرين من خارج الجزيرة العربية، وهي من المناطق الزراعية المهمة في المملكة. وتقع مدينة تبوك تحديداً على بعد 700 كيلومتر شمال المدينة المنورة، ولمنطقة تبوك عدد من المحافظات هي: “محافظة تيماء، ومحافظة حقل، ومحافظة البدع، ومحافظة الوجه، ومحافظة أملج، ومحافظة ضباء”.

زر الذهاب إلى الأعلى