ببساطة.. ما هو مرض السكري وما أسبابه؟

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وصل عدد المصابين بداء السكري إلى 422 مليون شخص حول العالم عام 2014، ما يجعل المرض يشكل مشكلة كبرى، خصوصا في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

ولكي تفهم أسباب مرض السكري وتعرف كل شيء عنه، لا بد أن تعرف أولا طريقة التعامل مع الجلوكوز داخل الجسم بشكل طبيعي، وما دور الإنسولين في ذلك.

ما هو الإنسولين؟

الإنسولين هو هرمون يُفرز من غُدة تقع خلف المعدة وتحتها، وهي البنكرياس. ويقوم البنكرياس بإنتاج الأنسولين وضخه إلى الدم، والذي بدوره يوزعه على أنسجة الجسم جميعها، حتى يصل إلى الخلايا ويمكّن السكر من الدخول إليها. (الأنسولين يشبه المفتاح الذي يفتح أبواب الخلايا من أجل إدخال الجلوكوز). ولذلك فإن الأنسولين يقلل كمية السكر الموجودة في مجرى الدم. وإذا انخفض مستوى السكر في الدم، انخفض كذلك معدل إفراز الأنسولين من البنكرياس.

ما هو الجلوكوز؟

الجلوكوز نوع من أنواع السكر، وهو مصدر طاقة للخلايا التي تشكل العضلات والأنسجة الأخرى. ويأتي الجلوكوز من هضم الأطعمة (الكربوهيدرات) مثل الخبز والأرز والبطاطس والفواكه وبعض منتجات الألبان والحلويات.

ويتم سريان الجلوكوز في مجرى الدم، حتى يصل إلى الخلايا ويدخلها بمساعدة الأنسولين.

ويعمل الكبد على تكوين وتخزين الجلوكوز على صورة جليكوجين. وعندما ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم (إذا لم تتناول الطعام لفترة مثلاً) يقوم الكبد بتكسير الجليكوجين المخزن إلى جلوكوز؛ حتى يحافظ على نسبة الجلوكوز في الدم عند المعدل الطبيعي.

ما هو مرض السكري؟

داء السكري هو حالة مرضية شائعة، حيث يكون كمية الجلوكوز (السكر) في الدم عالية جدًا، ولا يستطيع الجسم أن يستخدمها بالشكل الصحيح؛ لأن آلية تحويل الجلوكوز إلى طاقة لا تعمل كما ينبغي. السبب الأساسي في ذلك هو نقص هرمون الأنسولين أو ضعف الاستجابة الطبيعية من خلايا الجسم للأنسولين.

تأثير داء السكري

عندما يصاب المرء بمرض السكري فإن الجلوكوز يبقى في مجرى الدم خارج الخلايا، وبالتالي لا يتحول إلى طاقة، ما يؤدي إلى شعور المريض بالتعب والإرهاق.

والسكري حالة مرضية طويلة الأجل ويستمر مدى الحياة غالبًا، ويعتبر سببًا رئيسيًا من أسباب الإصابة بالعمى وعمليات بتر الأطراف السفلى والجلطات الدماغية والأزمات القلبية والفشل الكلوي.

 ويمكن للمرضى السيطرة على السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها من خلال التحكم في نوعية الطعام التي يأكلونها واتباع نظام حياة صحي يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على الوزن في معدله الطبيعي والابتعاد عن التدخين.

أسباب مرض السكري من النوع الأول

والآن بعد معرفة تلك المعلومات عن الأنسولين والجلوكوز، يمكن أن نناقش أسباب مرض السكري. ويمكن القول: أسباب السكري من النمط الأول ليست معروفة كليا حتى الآن. وما نعلمه هو أن الجهاز المناعي (الذي يحارب البكتريا والفيروسات الضارة عادةً) يهاجم خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين ويدمرها. وهذا بدوره يترك الشخص بلا أنسولين أو بكميات قليلة وغير كافية منه. وبناءً على ذلك، يبدأ السكر في التراكم داخل مجرى الدم، بدلا من الانتقال إلى الخلايا بمساعدة الإنسولين.

ويُعتقد أن هناك عوامل وراثية وأخرى بيئية تلعب دورًا هامًا في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، إلا أن كثيرًا من هذه العوامل ما زالت غير محددة بدقة.

ويحتاج مريض السكري من النمط الأول إلى تعاطي الأنسولين يوميًا لسد حاجة الجسم إليه، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية.

أسباب مرض السكري من النوع الثاني

أما في مقدمات السكري (التي قد تؤدي إلى النمط الثاني من السكري) وكذلك في السكري من النوع الثاني، فتصير خلايا الجسم مقاومةً لعمل الأنسولين، وفي نفس الوقت لا يكون البنكرياس قادرًا على إنتاج مزيد من الأنسولين للتغلب على هذه المقاومة. (بعكس النمط الأول من السكري، البنكرياس يفرز الأنسولين في النمط الثاني، ولكن خلايا الجسم هي التي لا تستجيب له).

وبناءً على ذلك، يتراكم السكر في الدم، بدلا من الانتقال إلى الخلايا التي تحتاجه لإمدادها بالطاقة التي تحتاجها لأداء الأنشطة المختلفة.

الأسباب الأولى وراء مرض السكري من النوع الثاني أيضًا غير معلومة كليًا، ويُعتقد كذلك أن هناك عوامل وراثية وبيئية تلعب دورًا في الإصابة بالمرض. وهناك ارتباط وثيق بين زيادة الوزن والخمول البدني وبين الإصابة بالسكري من النمط الثاني، ولكن ليس بالضرورة كل المرضى المصابين به يعانون من السمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى