بتوجيهات رئيس الإمارات.. الهلال الأحمر يفتتح المرحلة الأخيرة من مدينة الشيخ خليفة السكنية في حضرموت

تنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي المرحلة الأخيرة من مدينة الشيخ خليفة السكنية للمتأثرين من السيول التي اجتاحت محافظة حضرموت باليمن خلال السنوات الماضية. وتتكون المدينة من 607 وحدات سكنية في وادي وساحل حضرموت إلى جانب خدمات البنية التحتية من طرق وشبكة كهرباء ومياه تعمل بالطاقة الشمسية وصرف صحي.

وقام وفد من الهيئة برئاسة الأمين العام الدكتور محمد عتيق الفلاحي، بحضور سفير الدولة لدى الجمهورية اليمنية سالم خليفة الغفلي، ومحافظ حضرموت  اللواء الركن فرج سالمين البحسني، وعدد من المسؤولين اليمنيين والأهالي بافتتاح المرحلة الأخيرة من مدينة الشيخ خليفة في المكلا بحضرموت.

عمق العلاقات
وأكد ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، أن مشروع مدينة الشيخ خليفة في اليمن يجسد اهتمام رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بالأوضاع الإنسانية على الساحة اليمنية، قائلاً إن “رئيس الدولة ظل يتابع تداعيات الوضع الإنساني في اليمن باهتمام شديد انطلاقاً من عمق العلاقات الوطيدة بين الإمارات واليمن والوشائج القوية بين الشعبين الشقيقين”.

وأضاف: “لقد تعددت مبادرات رئيس الدولة لمساندة الأشقاء في اليمن والوقوف بجانبهم في كل الأحوال والظروف سيراً على نهج المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان مناصراً قوياً لأوضاع اليمنيين وظروفهم الإنسانية”.

خطى الشيخ زايد
وقال الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان: “على ذات النهج الذي اختطه المغفور له الشيخ زايد بت سلطان آل نهيان، والأثر الذي تركه في نفوس شعب اليمن الشقيق يسير رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في الدفع بهذه المسيرة الإنسانية إلى الأمام ودعمها وتعزيزها بالمزيد من المشاريع التنموية الحيوية التي ترتقي بمستوى الخدمات المقدمة للفئات الضعيفة في مجالات الإسكان والصحة والتعليم وخدمات المياه وغيرها من الأنشطة الضرورية”، مشدداً على أن مدينة الشيخ خليفة تعتبر ترجمة حقيقية للدور الذي تضطلع به الإمارات لتنمية المجتمعات المحلية في اليمن الشقيق.

وأكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن هيئة الهلال الأحمر تضطلع منذ مطلع التسعينيات بدور إنساني وتنموي على الساحة اليمنية لتحسين حياة أشد الفئات ضعفا والتخفيف من معاناتهم الإنسانية، مضيفاً أن “جهود الهيئة في اليمن تعززت بفضل المبادرات الكريمة لقيادتنا الرشيدة وتوسعت برامجها أفقياً ورأسياً وتنوعت خدماتها متضمنة أهم الجوانب الإنسانية وشملت برعايتها وعنايتها أصحاب الحاجات وذوي الدخل المحدود والأسر المتعففة وأشد الفئات ضعفاً”.

من جانبه أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي في كلمة له خلال الاحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة أن هيئة الهلال الأحمر عملت على تنفيذ توجيهات رئيس الدولة بإنشاء المدينة بالصورة التي تحقق تطلعات القيادة الرشيدة في دعم استقرار الأسر التي فقدت مساكنها بسبب السيول وتلبي احتياجات محافظة حضرموت من التنمية والإعمار وذلك بمتابعة من الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، مشيراً إلى أن الشيخ حمدان بن زايد ظل على تواصل مستمر بمجريات سير العمل في المدينة حتى رأت النور وأصبحت واقعاً معاشاً اليوم، تنعم به مئات الأسر التي شردتها كارثة السيول.

قيم التسامح
وقال الفلاحي إن “مثل هذه المبادرات الحيوية تجسد قيم التسامح التي تتحلى بها دولة الإمارات قيادة وشعباً، وتسعى لترسيخها وسط المجتمعات البشرية، لتعزيز مجالات السلام والوئام ونبذ العنف والكراهية”، مضيفاً أن “مدينة الشيخة خليفة ساهمت في التخفيف من المعاناة التي واجهها المتأثرون ووفرت ظروف حياة أفضل للأسر المستفيدة، كما ساهمت في تنمية إعمار المحافظة، وعززت قدرتها في مجال البنية التحتية والخدمات الاجتماعية”، مشيراً إلى أن المساكن شملت وادي وساحل حضرموت، وتوزعت كمجموعات سكنية في مناطق ثبي 1 وثبي 2 وخباية وروغة وباعطير والقوز قاهر ومولى القويرة في مديرية تريم بوادي حضرموت”.

إلى ذلك أكد سفير الدولة لدى الجمهورية اليمنية سالم خليفة الغفلي، أن الإمارات وقيادتها الرشيدة تضع الشعب اليمني الشقيق واحتياجاته الإنسانية والتنموية في مقدمة أولوياتها، وتسعى لمساندة ودعم أوضاعه وظروفه من خلال تبني المبادرات التي تترك أثراً مباشراً في تحسين حياته وتخفيف معاناته، وقال إن “مدينة الشيخ خليفة في حضرموت تجسد الاهتمام الذي توليه قيادتنا الرشيدة لتعزيز قدرات الساحة اليمنية في جميع المجالات الحيوية، وعلى رأسها دعم سبل استقرار الشرائح الضعيفة التي عانت من تداعيات الكوارث والأزمات”.

وشدد الغفلي على أن المدينة تعتبر نقلة نوعية في جهود الإمارات الإنسانية والتنموية في اليمن، مشيراً إلى أنها تجسد عمق الروابط الأزلية بين الشعبين الشقيقين الإماراتي واليمني، وتضيف بعداً جديداً لمسار المبادرات الحيوية التي تضطلع بها الإمارات في اليمن.

نقلة نوعية
من جهته أكد اللواء الركن فرج سالمين البحسني محافظ حضرموت أن مدينة الشيخ خليفة تعتبر علامة فارقة في مسيرة التنمية والإعمار في اليمن، مضيفاً أن “المدينة التي جرى تنفذيها بمواصفات فنية عالية الجودة من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في مستوى الخدمات الإنسانية التي توفرها الإمارات لضحايا الكوارث والأزمات”.

وأشار محافظ حضرموت إلى أن دولة الإمارات وقفت مواقف مشرفة مع المتأثرين من السيول التي ضربت محافظتي حضرموت والمهرة خلال السنوات الماضية، حيث بدأت الدولة جهودها بالعمليات الإغاثية التي تزامنت مع بداية الأزمة وسيرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية جسراً جوياً من أبوظبي مباشرة إلى المكلا وفرت من خلاله كافة الاحتياجات الإنسانية من غذاء ودواء ووسائل إيواء متنوعة.

وقال: “لم يمض وقت طويل من انتهاء العمليات الإغاثية حتى بدأت دولة الإمارات مرحلة البناء والإعمار وتأهيل المناطق المنكوبة وجاءت البشارة للشعب اليمني تحملها مبادرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ببناء مدينة متكاملة من 607 منازل في وادي وساحل حضرموت الشيء الذي أثلج صدور المتأثرين وخفف آلامهم”.

وأكد أن اليمن حكومة وشعباً تثمن عالياً مواقف الإمارات النبيلة تجاهها وتقدر كثيراً الاهتمام الذي يوليه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، للأوضاع الإنسانية هنا، مشدداً على أن مبادرات الدولة تجاه اليمن لن تبدأ مع الكوارث الطبيعية ولن تتوقف عند مساندتها الراهنة ودعمها للمتضررين من الأحداث الراهنة في اليمن، فهي مستمرة منذ القدم حيث كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، دائماً بجانب الشعب اليمني في كل الأحوال والظروف ومن أكبر الداعمين لأوضاعه الإنسانية، وقال إن “الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يسير على نفس النهج الذي اختطه الفقيد الراحل في تمتين جسور التواصل مع الشعب اليمني”.

زر الذهاب إلى الأعلى