بريطاني يجوب أوروبا بحافلته رفضاً لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي

بدأ شاب بريطاني مدافع بشراسة عن الاتحاد الأوروبي، رحلة هذا الصيف على طرقات أوروبا ليشكّل عبر مساره عبارة “أوقفوا بريكست” بأحرف عملاقة على خريطة القارة، بواسطة تطبيقه لتحديد المواقع الجغرافية. ومع اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مارس(آذار) 2019، ترك مستشار المعلوماتية أندي باردي البالغ 28 عاماً عمله في اكسيتر (جنوب غرب إنكلترا) للقيام بـ”جولة وداعية” تمتد على 30 ألف كيلومتر يعبر خلالها حوالي 30 بلداً.

ويوضح باردي من شمال فنلندا التي حط رحاله فيها أخيراً: “أريد الإفادة حقاً إلى أقصى حد من آخر صيف لنا في الاتحاد الأوروبي”، وأضاف “أريد أن أظهر أفضل ما يمكن للقارة الأوروبية أن تقدمه لنا”.

وهو يروي مغامراته على موقع إلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي تحت اسم “ذي روغ كونسالتنت” (المستشار المتمرد).

وتعبر رحلة هذا الشاب في 26 بلداً من بلدان الاتحاد الأوروبي الـ 28 وهي تستلزم بحسب توقعاته ما لا يقل عن 335 ساعة من القيادة على متن حافلة اشتراها خصيصاً من أجل هذه “الجولة الوداعية”.

ويأمل أندي باردي الذي كبر في ألمانيا وعاش في إسبانيا، أن يلفت الأنظار إلى حرية التنقل الممنوحة للمواطنين الأوروبيين في داخل الاتحاد الأوروبي وهو ما يخشى البريطانيون أن يفقدوه بعد خروج بلادهم من هذا الاتحاد.

ويقول الشاب البريطاني “الحق في السفر والعيش والعمل في أوروبا من دون المعاملات الإدارية المضنية امتياز كبير”، مضيفاً: “سيكون من المؤسف حقاً تعقيد هذه الإجراءات”.

مساهمة شخصية
وقد خطرت فكرة هذه الرحلة المشحونة بالرسائل السياسية على بال هذا الشاب عندما كان يتبع مسار تحركاته خلال ممارسته رياضة الجري، إذ لاحظ أن في وسعه رسم أحرف على خريطة، وهو يستذكر “قلت لنفسي إني قادر بلا شك على القيام بذلك على نطاق أوسع”.

وقد دفعه حادث على دراجة سكوتر ووفاة أحد أفراد عائلته إلى الانطلاق في المغامرة بعدما أجرى إعادة تقييم لمعنى الحياة، واستقال عندها من وظيفته كمستشار واشترى حافلة في مقابل 6 آلاف جنيه استرليني (حوالي 7700 دولار) وأمضى أسابيع عدة في التحضير بدقة لرحلته.

وقد بينت حساباته أن تكلفة الرحلة ستكون 5 آلاف جنيه استرليني (6400 دولار) بما يشمل المال الذي يعتزم إنفاقه تعويضاً عن الانبعاثات الملوثة لمركبته، ولتمويل مشروعه، سحب أندي أموالاً من مدخراته التي كان ينوي إنفاقها أساساً في مشروع عقاري، وهو يقر بأن “القرار كان صعباً”.

وبعد إنجاز التحضيرات، باشر أندي باردي رحلته وحيداً في منتصف يوليو(تموز) الماضي منطلقاً من اسكتلندا ثم مر بإيرلندا قبل العودة إلى إنكلترا، والتحقت به حبيبته التي عبر معها إلى النروج والسويد حيث نزل بخيمة بعدما اجتاز الدائرة القطبية الشمالية وأتيحت له فرصة نادرة لالتقاط صورة لحيوان رنة أبيض.

وبعد اجتياز الحدود الفنلندية، يعتزم أندي الانتهاء من رسم حرف “إس” في عبارة “ستوب بريكست” غداً الأحد، ويعتزم إكمال رحلته في دول البلطيق لينتقل بعدها إلى مدينة بلباو الإسبانية في أكتوبر(تشرين الأول) المقبل.

ويقول الشاب البريطاني “هذه التجربة مذهلة حتى الساعة، لقد التقيت بأشخاص رائعين على طريقي وجميعهم قدموا لي الدعم”، وبعد الأضواء التي سلطت على مشروعه، تلقى أندي باردي عشرات الدعوات إلى الغداء أو النوم من سائر أنحاء أوروبا.

ويؤيد باردي بشدة إجراء استفتاء جديد بشأن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، لكن آماله في هذا الموضوع ضئيلة، وهو يقول “أصبت بالخيبة بفعل النقاشات والتحضيرات لبريكست، لذا حرصت على تقديم مساهمة شخصية وإيجابية في آن”.

زر الذهاب إلى الأعلى