تاريخ جدة , جدة .. التاريخ

عندما اتحدث عن  دفء القلب جدة .. الزمان  والمكان  والإنسان ، فأنا اتحدث عن سيدة المدن التى لها الروح وشرايين حياة لا تنتهي وحديث خفي بين العقل والفكر .. وكل تفصيل فيها مهما كان صغيراً هو بمثابة تاريخ كامل لمدينة متسامحة مع ساكنيها تمنحهم الحب والحياة والنقاء وسوف احاول ان اكتب عن جزء بسيط من تفاصيل ” جدة “بروح الابن العاشق لمدينة علمتنا نحن ابناءها معاني الوفاء لها وبها ومعها..

تزخر مدينة جدة بالعديد من الآثار فهي عبارة عن متحف مفتوح، فأينما تجولت فيها ستجد معلما أو أثراً فريداً ، وتعتبر منطقة جدة التاريخية متحفاً مفتوحاً للأجيال، فهي تحوي التراث الذي يحكي تاريخ جدة بصورة حية ، وفي المنطقة التاريخية نجد مجموعة كبيرة من المواقع التاريخية ، ومن اهم تلك الموقع عين فرج يسر  التي أكتشفت  مؤخراً عين ماء بالمنطقة التاريخية بجدة تسمى “عين فرج يسر”، حسب ما ذكره الأستاذ / محمد طرابلسي في كتابه ” جدة .. حكاية مدينة “وهي عبارة عن بازان “بئر قديمة” يرجع تاريخ إنشائها لحوالي عام 910-915 هـ وقد سميت بهذا الأسم نسبة الى السيد فرج يسر وهو من تجار وأهالي مدينة جدة قديماً الذي قام بترميم العين وأعاد فتحها وأخذت العين أسمه الأخير ( عين فرج يســر ) وقد بنى العين السلطان قانصواه الغوري .

وتقع هذه العين في قلب جدة التاريخية بسوق العلوي بين حارة المظلوم وحارة اليمن ، ومصادرها من المياه كانت تأتي من شرق جدة من عين القوصية ويقال عين الغورية نسبة الى السلطان قانصواه الغوري الذي بناءها ، وقد جف الماء بها في عام 1304هـ، وتقع هذه العين على عمق ثمانية أمتار وبمساحة 8×12 متراً وبها درج للنزول إليها، إضافة إلى أن اختيار موقع العين كان موفقاً جداً لوجودها على حارتين رئيسيتين هما حارة اليمن وحارة المظلوم، والحد الفاصل بينهما هو شارع العلوي، كما أن اختيار مصدر المياه يدل على أن المشروع تمت دراسته بشكل مستفيض وعلمي متقدم حيث استمر تدفق المياه لأكثر من 400 سنة وإن انقطعت لفترات بسيطة، كما تم بناء محتويات العين من الحجر المنقبي والأقواص الرخامية وفق نظام متقن لتصريف المياه .

وجدة مليئة بالآثار والتراث المعماري الفريد ليس في مبانيها فحسب بل في سورها وبواباتها ومساجدها ومناراتها ومآثرها العمرانية في صهاريجها وأسواقها وأحجارها المنقوشة على فترات من التاريخ.

وفي حواري جدة التاريخية العديد من القصص والروايات والآثار التاريخية  التي تبين لنا إرثها التاريخي الذي  يمتد لعقود طويلة من تلك الحقبة الزمنية المهمة في تاريخ عروس البحر الأحمر .

همسة  :

من كلمات صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن :

خصله من ليل الظفاير .. وضي من قمر الخدود

نرخي الماضي ونشده .. خيط قي البحر و جلب

ولو رحلنا عنها مدة .. وقلت أسماك الشعب

تبقى دايم هيَّ جـــده .. وهي مكان اللي نحب .

شاركها.